x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

علم الحديث

تعريف علم الحديث وتاريخه

أقسام الحديث

الجرح والتعديل

الأصول الأربعمائة

الجوامع الحديثيّة المتقدّمة

الجوامع الحديثيّة المتأخّرة

مقالات متفرقة في علم الحديث

علم الرجال

تعريف علم الرجال واصوله

الحاجة إلى علم الرجال

التوثيقات الخاصة

التوثيقات العامة

مقالات متفرقة في علم الرجال

أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

اصحاب الائمة من التابعين

اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني

اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث

علماء القرن الرابع الهجري

علماء القرن الخامس الهجري

علماء القرن السادس الهجري

علماء القرن السابع الهجري

علماء القرن الثامن الهجري

علماء القرن التاسع الهجري

علماء القرن العاشر الهجري

علماء القرن الحادي عشر الهجري

علماء القرن الثاني عشر الهجري

علماء القرن الثالث عشر الهجري

علماء القرن الرابع عشر الهجري

علماء القرن الخامس عشر الهجري

عمار بن ياسر العنسي‏ ( ت / 37 هـ)

المؤلف:  الشيخ عباس القمي.

المصدر:  منتهى الآمال في تواريخ الائمة والآل

الجزء والصفحة:  ج1,ص176-179.

24-12-2015

1831

حليف بني مخزوم المكنّى بابي يقظان، من كبار الصحابة و من اصفياء اصحاب أمير المؤمنين (عليه السّلام)، و من المعذبين في اللّه و المهاجرين الى الحبشة و المصلّين الى القبلتين.

وقد حضر بدرا و سائر المشاهد، و أسلم مع ابيه ياسر و امّه سميّة و أخيه عبد اللّه أوّل ظهور الاسلام، و كانوا يعذّبون من قبل قريش أشد العذاب و يعانون منهم أشد العناء، فكان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يمرّ بهم و يسلم عليهم و يقول: صبرا يا آل ياسر فانّ موعدكم الجنّة، و كان يدعوا لهم بالمغفرة و يترحم عليهم.

قال ابن عبد البر: انّ مشركي قريش كانوا يأخذون ياسر و سميّة و ابناهما عمار و عبد اللّه مع بلال و خباب و صهيب، فيلبسونهم أدرع الحديد ثم يصهروهم في الشمس حتى يبلغ الجهد منهم كل مبلغ كي يعطوهم سؤلهم و هو سبّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فقالوا ما ارادوه منهم فجاء الى كل واحد قومه بانطاع الأدم‏  فيها الماء، فالقوهم فيها ثم حملوا بجوانبه (و جاءوا بهم الى البيت) .

يقول المؤلف: الظاهر ان ياسرا و عمارا من قبيلة بني مخزوم، و ذلك انّ ياسرا كان قحطانيا من عنس بن مذحج، فخرج من اليمن مع اخويه حارث و مالك لطلب أخ لهم آخر، فرجع الاخوان و بقى ياسر هناك و صار حليف ابي حذيفة بن المغيرة المخزومي، فتزوج بجاريته سميّة فولدت له عمارا، فاعتقه أبو حذيفة فصار ولاء عمار لبني مخزوم.

ولأجل هذا الحلف و الولاء اجتمعت بني مخزوم لما ضرب عثمان عمارا و حصل له فتق بسببه و قالت: و اللّه لو مات عمار لن نقتل أحدا بدمه الّا عثمان.

واستشهد ياسر و سميّة بيد مشركي قريش، و هذه فضيلة خالدة لعمار بان استشهد هو و أبوه و امّه في طريق اعلاء كلمة اللّه، و كانت أمه من النساء الفاضلات، و قد لاقت مصائب و بلايا كثيرة في سبيل الاسلام، و كان أبو جهل يسبّها و يشتمها كثيرا الى ان قتلها بحربته فأصبحت اول شهيدة في الاسلام و في الخبر انّ عمارا قال للنبي (صلّى اللّه عليه و آله): يا رسول اللّه بلغ العذاب من أمي كل مبلغ، فقال: صبرا يا أبا اليقظان، اللهم لا تعذب احدا من آل ياسر بالنار.

و قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فيه لما ألقته مشركي قريش في النار، يا نار كوني بردا و سلاما على عمار، كما كنت بردا و سلاما على ابراهيم، فلم تصله النار و لم يصله منها مكروه‏ .

و اما قضية حمله للأحجار اكثر من الآخرين لبناء المسجد و رجزه و مجادلته مع عثمان و قول الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) في جلالة شأنه مشهورة .

وروي في صحيح البخاري انّ المسلمين كانوا يحملون لبنة لبنة و عمار لبنتين لبنتين (أحدها من قبل نفسه و الاخرى عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فرآه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فينفض التراب عنه و يقول: ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم الى الجنة و يدعونه الى النار.

وفي رواية انّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قال فيه: «عمار مع الحق و الحق مع عمار حيث كان، عمار جلدة بين عيني و أنفي تقتله الفئة الباغية» .

وقال: «قد ملئ عمّار ايمانا الى مشاشه»  .

وقد استشهد عمار في التاسع من صفر سنة (37) هـ و هو ابن تسعين سنة رضى اللّه عنه.

وورد في مجالس المؤمنين انّ أمير المؤمنين (عليه السّلام)صلّى بنفسه النفيسة على عمار و دفنه بيده المباركة و كان عمره (91) سنة.

وعن بعض المؤرخين انّ عمارا دعا في اليوم الذي استشهد فيه و قال: «اللهم انّك تعلم انّي لو أعلم انّ رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلت، اللهم انّك تعلم انّي لو أعلم انّ رضاك أن أضع ظبّة سيفي في بطني ثم أنحني عليها حتى يخرج من ظهري لفعلت، اللهم وانّي اعلم مما اعلمتني انّي لا اعمل اليوم عملا هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين و لو أعلم اليوم عملا أرضى لك منه لفعلته».

فلما فرغ من الدعاء قال لأصحابه: حاربنا مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أصحاب هذه الرايات التي ترونها في جيش معاوية ثلاث مرّات، و اعلموا انّي سأقتل اليوم فحيلوا أمري الى لطف ربّي، و اعلموا انّ عليا امامنا و مقتدانا و سيخاصم الاشرار غدا لأجلنا.

فلمّا فرغ من الكلام، ركب جواده و هجم على القوم هجمات متتابعة متعاقبة و كان يرتجز في حملاته حتى أثخن فيهم، فاستوحدوه مكانا و ضربه أبو العادية ضربة خارت قواه منها.

فرجع الى اصحابه و طلب منهم شربة ماء، فأقبل غلام له اسمه راشد يحمل شربة من لبن فلمّا رأى القدح و فيه اللبن قال: صدق رسول اللّه.

فلمّا سئل عن علّة كلامه، قال: انّي سمعت خليلي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يقول: انّ آخر زادك من الدنيا شربة لبن، ثم أخذ القدح فشربه و سلّم نفسه الطيّبة لمالك النفوس و ذهب الى عالم البقاء.

فلما بلغ ذلك أمير المؤمنين (عليه السّلام)جاء إليه فوضع رأسه في حجره و قال:

الا أيها الموت الذي هو قاصدي‏           أرحني فقد أفنيت كل خليل‏

اراك بصيرا بالذين أحبهم‏                  كأنّك تنحو نحوهم بدليل‏

ثم قال: «انا للّه و انا إليه راجعون، ان امرأ لم يدخل عليه مصيبة من قتل عمار فما هو من الاسلام في شي‏ء، ثم قال عليّ (عليه السّلام): رحم اللّه عمارا يوم يبعث و رحم اللّه عمارا يوم يسأل، فو اللّه لقد رأيت عمار بن ياسر و ما يذكر من اصحاب النبي (صلّى اللّه عليه و آله) ثلاثة الّا كان رابعا و لا أربعة الّا كان خامسا.

انّ عمارا قد وجبت له الجنة في غير موطن و لا موطنين و لا ثلاث، فهنيئا له الجنة فقد قتل مع الحق و الحق معه و لقد كان الحق يدور منه حيث ما دار، فقاتل عمار و سالب عمار و شاتم‏
عمار في النار».

ثم تقدم عليّ (عليه السّلام) فصلّى عليه ثم دفنه بيده المباركة، رحمة اللّه و رضوانه عليه، و طوبى له و حسن مآب.