x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

علم الحديث

تعريف علم الحديث وتاريخه

أقسام الحديث

الجرح والتعديل

الأصول الأربعمائة

الجوامع الحديثيّة المتقدّمة

الجوامع الحديثيّة المتأخّرة

مقالات متفرقة في علم الحديث

علم الرجال

تعريف علم الرجال واصوله

الحاجة إلى علم الرجال

التوثيقات الخاصة

التوثيقات العامة

مقالات متفرقة في علم الرجال

أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

اصحاب الائمة من التابعين

اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني

اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث

علماء القرن الرابع الهجري

علماء القرن الخامس الهجري

علماء القرن السادس الهجري

علماء القرن السابع الهجري

علماء القرن الثامن الهجري

علماء القرن التاسع الهجري

علماء القرن العاشر الهجري

علماء القرن الحادي عشر الهجري

علماء القرن الثاني عشر الهجري

علماء القرن الثالث عشر الهجري

علماء القرن الرابع عشر الهجري

علماء القرن الخامس عشر الهجري

الرجال و الحديث والتراجم : أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) :

أبو ذر الغفاري رضى اللّه عنه‏ (ت / 31 هـ)

المؤلف:  الشيخ عباس القمي.

المصدر:  منتهى الآمال في تواريخ الائمة والآل

الجزء والصفحة:  ج1,ص163-167.

23-12-2015

2782

اسمه جندب بن جنادة (بجيمين مضمومتين و دالين مهملتين) من قبيلة بني غفّار، و هو أحد الاركان الاربعة و ثالث من أسلم و قيل رابعهم أو خامسهم.

و ذهب الى بلاده بعد اسلامه، و لم يشهد بدرا و لا أحدا و لا معركة الخندق ثم عاد بعد هذا الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و مكانته عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) اكثر من ان تذكر، و هو الذي لقّب بصدّيق الامة و انّه شبيه عيسى بن مريم في الزهد و قال (صلّى اللّه عليه و آله) في حقه الحديث المشهور (ما أظلت الخضراء).

قال العلامة المجلسي في كتابه عين الحياة: نستفيد من روايات الخاصة و العامة انّه لم يكن أحد من الصحابة أجل رتبة و أرفع درجة من سلمان الفارسي‏ و ابي ذر و المقداد و يستفاد من بعض الاخبار أيضا انّ سلمان أرجح من ابي ذر و هو أرجح من المقداد.

و قال رحمه اللّه: قال موسى بن جعفر (عليه السّلام): اذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمد بن عبد اللّه رسول اللّه الذين لم ينقضوا العهد و مضوا عليه؟.

فيقوم سلمان و المقداد و أبو ذر .

وروى عن الصادق (عليه السّلام)انّه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): انّ اللّه تعالى أمرني بحبّ أربعة، قالوا: و من هم يا رسول اللّه؟.

قال: علي بن ابي طالب و المقداد بن الاسود و أبو ذر الغفاري و سلمان الفارسي‏ .

وورد في كتب الخاصة و العامة باسانيد كثيرة انّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قال: «ما أظلّت الخضراء و لا أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر».

و روى ابن عبد البر من اعاظم أهل السنة في كتابه الاستيعاب: انّه قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): أبو ذر في امتي على زهد عيسى بن مريم (عليه السّلام)و في رواية انّه شبيه عيسى بن مريم.

وروى أيضا عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) انّه قال: «وعى أبو ذر علما عجز الناس عنه ثم أوكأ عليه فلم يخرج شيئا منه».

وروى ابن بابويه رحمه اللّه بأسانيد معتبرة عن الصادق (عليه السّلام)انّه قال: انّ أبا ذر أتى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و معه جبرئيل في صورة دحية الكلبي و قد استخلاه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فلمّا رآهما انصرف عنهما و لم يقطع كلامهما فقال جبرئيل (عليه السّلام) يا محمد هذا أبو ذر قد مرّ بنا و لم يسلّم علينا أما لو سلّم علينا لرددنا عليه، يا محمد انّ له دعاء يدعوا به معروفا عند أهل السماء فاسأله عنه اذا عرجت الى السماء فلمّا ارتفع جبرئيل جاء أبو ذر الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فقال له رسول اللّه : ما منعك يا ابا ذر أن تكون سلمت علينا حين مررت بنا؟.

فقال: ظننت يا رسول اللّه انّ الذي معك دحية الكلبي قد استخليته لبعض شأنك، فقال:

ذاك جبرئيل (عليه السّلام) يا ابا ذر و قد قال: لو سلّم علينا لرددنا عليه فلمّا علم أبو ذر انّه كان جبرئيل (عليه السّلام) دخله من الندامة حيث لم يسلم عليه ما شاء اللّه.

فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): ما هذا الدعاء الذي تدعوا به؟.

فقد أخبرني جبرئيل أنّ لك دعاء تدعوا به معروفا في السماء، فقال: نعم يا رسول اللّه أقول: «اللهم انّي أسألك الايمان بك و التصديق بنبيك و العافية من جميع البلاء و الشكر على العافية و الغنى عن شرار الناس».

وروى عن الباقر (عليه السّلام)انّه: بكى أبو ذر من خشية اللّه عز و جل حتى اشتكى بصره فقيل له: يا ابا ذر لو دعوت اللّه أن يشفي بصرك فقال: انّي عنه لمشغول و ما هو من اكبر همّي قالوا: و ما يشغلك عنه؟.

قال: العظيمتان الجنّة و النار .

وروى ابن بابويه عن ابن عباس قال: كان النبي (صلّى اللّه عليه و آله) ذات يوم في مسجد قبا و عنده نفر من اصحابه فقال: أول من يدخل عليكم الساعة رجل من أهل الجنة فلمّا سمعوا ذلك قام نفر منهم فخرجوا و كل واحد منهم يحب ان يعود ليكون هو أول داخل فيستوجب الجنة.

فعلم النبي ذلك منهم فقال لمن بقي عنده من اصحابه: سيدخل عليكم جماعة يستبقوني فمن بشرني بخروج آزار فله الجنة فعاد القوم و دخلوا و معهم أبو ذر، فقال لهم: في أي شهر نحن من الشهور الرومية؟.

فقال أبو ذر: قد خرج آزار يا رسول اللّه فقال: قد علمت ذلك يا ابا ذر و لكن احببت ان يعلم قومي انّك رجل من الجنّة و كيف لا يكون كذلك و أنت المطرود عن حرمي بعدي لمحبتك لأهل بيتي فتعيش وحدك و تموت وحدك و يسعد بك قوم يتولّون تجهيزك و دفنك اولئك رفقائي في جنّة الخلد التي وعد المتقون‏ .

و نقل أرباب السير المعتمدة ما حاصله، انّ ابا ذر ذهب الى الشام في زمن خلافة عمر و بقي هناك الى زمن خلافة عثمان، و كان معاوية بن ابي سفيان آنذاك واليا على الشام من قبل عثمان و كان منغمرا في تجملات الدنيا و لذاتها و مشغوفا بتشييد الأبنية و القصور.

و كان أبو ذر رحمه اللّه يوبّخه، و يحثّ الناس على ولاية أمير المؤمنين (عليه السّلام)و يرغبهم في حبّه و يذكرهم مناقبه حتى أثّر فيهم و مال كثير منهم الى مذهب التشيّع، و المشهور انّ شيعة الشام و جبل عامل صاروا شيعة ببركة ابي ذر.

فكتب معاوية الى عثمان انّ ابا ذر ان بقي في الشام لعدة ايام أخر فسوف ينحرف الناس عنك، فكتب إليه عثمان أن يرسله إليه على أغلظ مركب و أوعره، و ان يجعل له دليلا غليظا يسير به الليل و النهار حتى يغلبه النوم و ينسى ذكر معاوية و عثمان، فلما وصلت الرسالة الى معاوية دعا ابا ذر و اركبه على ناقة بلا وطاء و لا غطاء و وكّل عليه دليلا عنيفا فظّا غليظ القلب.

و كان أبو ذر رحمه اللّه طويلا نحيفا قد أثّر فيه الشيب، فكان الدليل يسوق الناقة بعنف و شدّة حتى سقط لحم فخذي ابي ذر من الجهد، فدخل المدينة على تلك الحالة و لقى عثمان فيها.

و لم يترك أبو ذر وظيفته الشرعية في المدينة أيضا، فكان يتعرّض لأفعال عثمان كلّما رآه و يقرأ هذه الآية الشريفة: {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ } [التوبة: 35] و كان غرضه من قراءتها التعرض على عثمان.

اما عثمان فانّه لم يتحمل امره بالمعروف و نهيه عن المنكر، فحكم بخروجه من المدينة مع أهله وعياله الى الربذة (التي كانت أشدّ المناطق حسب رأيه) و لكن لم يكتف بهذا بل امره ان يترك الفتيا للناس و لم يكتف بهذا أيضا فمنع المسلمين من توديعه و مشايعته.

ولكن أمير المؤمنين و الحسنين (عليهم السّلام) و عقيل و عمار و جمعا آخر خرجوا لمشايعته و توديعه، فلقيهم مروان و وبّخهم على خروجهم و مخالفة امر الخليفة فحدثت بينه و بين أمير المؤمنين (عليه السّلام)مشاجرة لفظية، فضرب (عليه السّلام)بالسوط بين اذني راحلته فغضب مروان و اشتكى عند عثمان.

فلمّا لقى عثمان أمير المؤمنين (عليه السّلام)قال له: انّ مروان يشتكي منك و يقول انّك ضربت بين اذني راحلته، فأجاب (عليه السّلام) : انّ هذه راحلتي بالباب فليذهب و يقتصّ منها.

و اشتد البلاء على ابي ذر رحمه اللّه في الربذة و مات ابنه ذر و كانت له غنيمات يعيش هو و عياله منها، فأصابها داء فماتت كلّها و ماتت زوجته هناك أيضا فبقى هو و ابنته.

قالت ابنته: أصابنا الجوع و بقينا ثلاثة ايام لم نأكل شيئا، فقال لي ابي: يا بنية قومي بنا الى الرمل نطلب القتّ و هو نبت له حب فصرنا الى الرمل فلم نجد شيئا، فجمع أبي رملا و وضع رأسه عليه و رأيت عينه قد انقلبت، فبكيت و قلت له: يا أبت كيف أصنع بك و أنا وحيدة؟.

فقال: يا بنيتي لا تخافي فانّي اذا متّ جاءك من أهل العراق من يكفيك امري، فانّه أخبرني حبيبي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في غزوة تبوك فقال: «يا ابا ذر تعيش وحدك و تموت وحدك و تبعث وحدك و تدخل الجنة وحدك يسعد بك اقوام من أهل العراق يتولّون غسلك و تجهيزك و دفنك».

فاذا انا متّ فمدي الكساء على وجهي ثم اقعدي على طريق العراق فاذا أقبل ركب فقومي إليهم و قولي هذا أبو ذر صاحب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قد توفي.

قال الراوي: فدخل إليه قوم من أهل الربذة فقالوا: يا ابا ذر ما تشتكي؟.

قال: ذنوبي، قالوا: فما تشتهي؟.

قال: رحمة ربّي، قالوا: فهل لك بطبيب؟.

قال: الطبيب أمرضني.

قالت ابنته: فلمّا عاين الموت سمعته يقول: مرحبا بحبيب أتى على فاقة لا افلح من ندم، اللهم خنّقني خناقك فو حقك انك لتعلم انّي احبّ لقائك.

قالت ابنته: فلمّا مات مددت الكساء على وجهه ثم قعدت على طريق العراق فجاء نفر فقلت لهم:

معشر المسلمين هذا أبو ذر صاحب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قد توفي، فنزلوا و مشوا يبكون، فجاؤوا فغسّلوه و كفّنوه و دفنوه و كان فيهم الاشتر، فروي انّه قال: دفنته في حلة كانت معي قيمتها اربعة آلاف درهم‏ .

قال ابن عبد البر: توفي أبو ذر بالربذة سنة احدى وثلاثين أو اثنتين و ثلاثين و صلّى عليه ابن مسعود .