الإهتمام بلعب الأطفال
المؤلف:
عيسى محسني
المصدر:
أساليب تعديل سلوك الأبناء رؤية إسلامية
الجزء والصفحة:
ص31ــ33
2025-11-20
23
يؤكد الخبراء والأخصائيون التربويون على أهمية لعب الأطفال وتأثيره
على نموهم الإجتماعي والنفسي والثقافي ......
في الحقيقة أن اللعب استعداد فطري عند الطفل يتم من خلاله التخلّص من الطاقة الزائدة وتفريغ الشحنات وهو مقدمة للعمل الجدي الهادف، وفيه يشعر الطفل بقدرته على التعامل مع الآخرين وبمقدرته اللغوية والعقلية والجسدية، ومن خلاله يكتسب الطفل المعرفة الدقيقة بخصائص الاشياء التي تحيط به، فللعب فوائد متعددة للطفل وهو ضروري للطفل في هذه المرحلة والمرحلة التي تليها، ذلك أن الطفل يتعلم عن طريق اللعب عادات التحكم في الذات والتعاون والثقة بالنفس....
والألعاب تضفي على نفسيته البهجة والسرور، وتنمي مواهبه وقدرته على الخلق والابداع، ومن خلال اللعب يتحقق النمو النفسي والعقلي والاجتماعي والانفعالي للطفل... ويتعلم الطفل من خلاله المعايير الاجتماعية، وضبط الانفعالات والنظام والتعاون ... ويشبع حاجات الطفل مثل حب التملك ... ويشعر الطفل بالمتعة ويعيش طفولته.
فاللعب حاجة ضرورية للطفل، فلا يمكن أن يكون هناك طفلاً سليما يتمتع بصحة كاملة وهو لا يحبّ اللعب، وحتى الانبياء والصالحين فانهم مروا في مرحلة اللعب، وان اختلفوا عن الآخرين في طريقة واسلوب اللعب، ولذا جاء في الروايات ما يؤكد على اشباع هذه الحاجة لدى الطفل قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) ((دَعِ ابْنَكَ يَلْعَبُ سَبْعَ سِنِين))(1).
وورد في رواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بتعبير آخر ((الْوَلَدُ سَيِّدٌ سَبْعَ سِنِين))(2).
وعن أمير المؤمنين علي (عليه السلام): ((يُرْخَى الصَّبِيُّ سَبْعًا))(3).
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يشجّع الحسن والحسين على المصارعة بينهما فانه (صلى الله عليه وآله) دخل ذات ليلة بيت فاطمة (عليها السلام) ومعه الحسن والحسين (عليهما السلام) فقال لهما: ((قُومَا فَاصْطَرِعَا))(4).
سؤال:
لقد أشارت أحاديث العترة (عليهم السلام) إلى ضرورة ممارسة اللعب عند الأبناء لمدة سبع سنوات. ولكن هل معنى ذلك أنه لا يحق لهم اللعب بعد هذا السن؟ أو أن اللعب مسموح له ولكن يجب أن يقيد ويحدّد حسب سنه ووضعه الذي يعيشه؟
الجواب:
بالطبع أن الطفل في السبع الثانية لا يمنع من اللعب ولكن لا يسمح له باللعب مطلقا، ومتى ما شاء، كما كان في السبع الأولى، بل تفرض عليه بعض القيود حسب ما تقتضيه مرحلة التأديب ويمكن أن يخضع هذا الموضوع لدراسة أوسع في البحوث النفسية.
___________________________
(1) الكافي: ج 6 ص 46.
(2) مكارم الأخلاق: ص 222.
(3) بحار الأنوار: ج 101 ص 96.
(4) بحار الأنوار: ج 100 ص 189.
الاكثر قراءة في الآباء والأمهات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة