لا تزوجوا هؤلاء
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 132 ــ 134
2025-11-08
22
ورد في التعاليم الالهية: ان الولد امانة أودعها الله سبحانه ونعمة منه وحسنة للمرء، والمحافظة على الامانة الالهية تتمثل بحسن تربيته دينياً واخلاقياً، واختيار شريك الحياة الصالح له إذا ما بلغ سن الزواج.
ان البنت عندما تغادر إلى بيت زوجها فأنها تتأثر به وبأهله، وكل ما يجري في ذلك البيت انما يجري وفقاً لميول الزوج، فينبغي والحالة هذه أن يكون البيت الذي تتوجه إليه بيتاً الهياً تقطنه عائلة مؤمنة، وان تتمتع الزوجة بما تيسر لها من حسن الظاهر والباطن، ومن هنا أكد الاسلام في نهيه عن تزويج من يفتقد الشروط التي حددها الشرع المقدس.
جاء في رواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال: (انما النكاح رق فاذا انكح أحدكم وليدة فقد ارقها فلينظر أحدكم لمن يرق كريمته) (1).
فلا يجوز تزويج من لا يعتقد بدين الحق ولا يلتزم بما فرضه الله من العقائد الحقة، وذاك ما عبر عنه في كتاب الله بالفاسق.
ولا يحل تزويج من ساء خلقه وانغمس بالتكبر والتفاخر والحسد والبخل والطمع وبذاءة اللسان.
وتزويج الجاهل والسفيه والأبله الذي لا يقوى على ادارة شؤون حياته ولا يجلب للمرأة سوى المشاكل يعد منافياً لتعاليم الشرع الحنيف وابتعاداً عن الإنسانية.
ولا يجوز أبداً تزويج شارب الخمر واللئيم الذي لا يتورع عن ارتكاب ما حرم الله.
وفيما يلي نسترعي على انتباهكم إلى هذه الطائفة من الأحاديث المهمة في هذا المجال:
قال النبي (صلى الله عليه وآله): (من زوج كريمته من فاسق نزل عليه كل يوم ألف لعنة).
كتب حسين بن بشار إلى الكاظم (عليه السلام): إن لي قرابة قد خطب الي وفي خلقه سوء قال (عليه السلام) لا تزوجه ان كان سيء الخلق (2).
وقد نهى الامام الصادق (عليه السلام) مستنداً إلى ما ورد في الآية: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [النساء: 5]، عن تزويج السفيه والجاهل الذي لا يتمتع بالأهلية لأنه يتصرف بالأموال ولا يمكن الاطمئنان إليه في الجوانب الاجتماعية والفردية واداء الامانة.
قال النبي (صلى الله عليه وآله): (من شرب الخمر بعد ما حرمها الله على لساني فليس بأهل أن يزوج إذا خطب).
وقال الامام الرضا (عليه السلام): (واياك ان تزوج شارب الخمر، فإن زوجته فكأنما قدمت إلى الزنا).
أجل، فمن لا يتمسك بالفرائض الالهية ولا يتورع عن الفسق والفجور. وفاقد الارادة الذي لا يحترز عن تناول المشروبات الكحولية، ليس أهلاً بأن يؤتمن على امرأة طاهرة ومؤمنة تعد أمانة الهية، اذ ان ذلك لا يجر إلى ضياعها فحسب، بل ان ما تنجيه من ذلك المنحرف سيتأثرون سلباً به، وقد أوضح الامام الصادق (عليه السلام) هذه الحقيقة قبل أن يتوصل اليها العقل البشري، إذ قال (عليه السلام): (الحرام يبين في الذرية) (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ البحار: ج 103، ص 371.
2- المصدر السابق: ص 235.
3- الوسائل: ج 17، ب 1، ص 81، الرواية 22043.
الاكثر قراءة في الآباء والأمهات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة