الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
ما يجب القيام به اثناء فترة الحمل
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 324 ــ 327
2025-10-06
92
لا شك في أن فترة الحمل تعتبر فترة عصبية وأليمة بالنسبة لكل امرأة، ولو لم يكن الدافع الذي جعل الامهات اللواتي تجرعن آلام هذه الفترة وذقن متاعبها هو محبة الطفل لانصرفن عن الحمل مرة ثانية لما يحدث من فعاليات عجيبة في مختلف اجهزة جسم المرأة، اذ تزداد افرازات بعض الغدد وتزداد عملية الاحتراق واعادة البناء في الجسم، الا ان الكثير من النساء الحوامل لا يستطعن الأكل وبالتالي لا يحافظن على صحتهن نتيجة فقدان الشهية أو الاستفراغ المستمر.
وهنالك طائفة من النساء يقدمن على انتهاج نظام غذائي خاص وشديد للمحافظة على اناقتهن وللتخلص من السمنة وكذلك للحد من تضخم الجنين داخل الرحم ويحاولن الابتعاد عن الاغذية الضرورية لفترة الحمل لئلا تحصل زيادة في وزنهن أو يكون حجم كبيراً فيترهل جلد البطن وتظهر عليه التجاعيد، أو يتسبب في إثارة المتاعب للمرأة الحامل، غافلات عن أن الحامل عليها ان تأخذ بنظر الاعتبار انها لم تعد شخصاً واحداً منذ بداية الحمل بل شخصين وعليها ان تلتزم نظاماً غذائياً يوفر السلامة لها ولجنينها، لئلا تبقى بعد الحمل جلداً ملتصقاً على العظم، ويخرج طفلها ضعيفاً نحيفاً نتيجة لسوء التغذية.
من أجل أن تمر فترة الحمل بسلام، ولا يزداد وزن المرأة بحيث تصاب بالبدانة والتي تتسبب بمرضها، أو تبتلي بالنحافة بحيث تعجز عن تحمل الجنين عليها تحديد غذائها اليومي وفق برنامج صحيح وتناول ما هو ضروري من الغذاء وبدقة متناهية.
وبسبب ازدياد افرازات الغدد الداخلية تتصاعد عملية الاحتراق والبناء داخل البدن وتسير بوتيرة عالية، لذا فإن عملية الامتصاص تزداد بصورة تلقائية، وعليه فلولا الجنين لأصيبت الام بالسمنة، غير أن تصاعد الفعاليات داخل البدن انما تكون بسبب وجود الجنين، وبناء على ذلك فهو يضطر في حالة خفض تغذية الأم إلى الاستفادة من الاحتياطي المخزون في الكبد ومخ العظام وسائر الاجهزة في بدن الام وبذلك يعوض ما يحتاجه.
ومن أجل بناء مختلف اجهزته فإن الجنين يحتاج إلى عناصر الكالسيوم والحديد، وهنالك اعتقاد سائد بأن الجنين يبني جسمه من الحديد والكالسيوم.
ان الحديد ضروري لبناء دم الطفل، وبدون الحديد لن تبنى مادة الهيموغلوبين التي تمثل النواة الأولية لكريات الدم، ولا مناص للجنين الا التغذي من ما تختزنه الأم من عنصر الحديد. لذا فإنها تصاب تدريجياً بفقر الدم، ولا شك في أن الطفل سيصاب بفقر الدم أيضاً بعد الولادة.
ولكي تتمكن الام من توفير عنصر الحديد اللازم لها ولجنينها لابد لها من تناول كميات من الحبوب كاللوبيا والباقلاء والعدس أو سائر الاطعمة التي تحتوي على الحديد كالكبد واللحوم والفواكه الغنية بالحديد مثل التفاح والعنب والتمر وما شابه ذلك.
والمواد الغنية بالكالسيوم تعتبر أهم المواد التي يقوم بها بناء جسم الجنين فهو يحتاج خلال فترة مكوثه في رحم الام إلى ما لا يقل عن 40 - 50 غم يومياً من عنصر الكالسيوم، وعلى الام تناول هذا المقدار من الكالسيوم مع غذائها اليومي كي يستهلك من أجل بناء عظام الجنين، وإلا فإن الجنين يحاول الاستفادة عن الكالسيوم الموجود في بدن الأم وبذلك تصاب عظامها بالضعف تدريجياً، وتتسوس اسنانها ويتساقط شعرها وتصاب بالضعف والنحول يوماً بعد يوم.
وبالإمكان تغذية الأم بالمواد الغنية بالكالسيوم من خلال الالبان ومشتقاتها كالحليب والجبن واللبن والقشطة أو الحبوب كالحنطة والشعير أو الفواكه كالكمثرى والتفاح وغيرها، وبذلك تتم اعانة الجنين في تغذيته ونموه.
وهنالك انظمة اخرى اقرها الاسلام الحنيف لتغذية الام اثناء فترة الحمل بغية المحافظة على صحتها وعلى نمو الجنين بدنياً وعقلياً وجمالياً وكذلك تغذية الطفل بعد الولادة، بإمكانكم الرجوع إلى الكتب المتعلقة بهذا الجانب لمطالعتها.
ان نوع الملابس ولونها، ونوع الحذاء، واماكن تردد الام، وتردد المحارم وغيرهم إلى البيت اثناء فترة حمل المرأة، وكل ما يتحتم الالتزام به، هي من الأمور التي اشار اليها ديننا الحنيف.
فإذا لم تغفل الأم خلال فترة الحمل عن ذكر الله وعن حضور المجالس الدينية، وعن قراءة القرآن والالتزام بالفرائض والمحافظة على استقرارها فذلك مما يؤثر ايجابياً على الجنين روحياً وعقلياً ويؤثر على تكامله الروحي والمعنوي.
ان الحمل بذاته يعتبر من وجهة نظر الاسلام نوعاً من العبادة يترتب عليها اجر عظيم.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (بلى إذا حملت المرأة كانت بمنزلة الصائم القائم المجاهد بنفسه وماله في سبيل الله) (1).
ان بإمكان الزوجين الاتفاق على عدم الانجاب، بيد انهما سيخسران بهذا الفعل تجارة رابحة، كما لا ينبغي الافراط في مسألة الانجاب، بل لابد من الاخذ بنظر الاعتبار قابليتهما وقدرتهما روحياً وبدنياً وصبرهما على تربية الأولاد والعناية بهم وتحمل نفقاتهم، لئلا يتجاوز عدد الأولاد الحد الذي يخفق الوالدان عن اداء واجباتهما تجاههم، فيصبحوا - لا سمح الله - افراداً يجلبون اللعنة لآبائهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- البحار: ج 101، ص 106.
الاكثر قراءة في الآباء والأمهات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
