خصائص المياه
المؤلف:
د. محمد خميس الزوكة
المصدر:
جغرافية النقل
الجزء والصفحة:
ص 157 ـ 159
2025-11-05
47
يكتسب المجرى النهري أهمية كبيرة في حالة توافر الخصائص التالية في المياه التي تجري في المجرى :
1ـ التوافر طول العام :
تمثل أهم خصائص المياه التي تكسب المجرى صلاحية كبيرة للملاحة حيث تعنى استمرارية تغذية المجرى بالمياه وبالتالي ارتفاع منسوب المياه إلى المستوى الذي يؤمن حركة الملاحة في النهر طول العام . وتتوافر هذه الخاصية فى الانهار المدارية التي تجرى فى النطاقات ذات الأمطار الدائمة طول العام لذا تشكل مثل هذه الانهار بروافدها شبكة هائلة للنقل في حالة توافر العوامل الاخرى المساعدة على النقل النهري والتي تتعلق بالجوانب الطبيعية البشرية والاقتصادية ، ومن أمثلة هذه الانهار الامازون في أمريكا الجنوبية ، والكونغو ومعظم مجرى النيجر في افريقيا وتختلف الصورة تماما بالنسبة لخاصية موسمية الامطار في حوض النهر وخاصة عند منابع مما يعنى توافر المياه فى المجرى خلال موسم محدد يتفق وموسمية سقوط الامطار على حوض النهر ، فى حين ينخفض منسوب المياه دون الغاطس الصالح للملاحة كما هي الحال بالنسبة لبعض أنهار جنوبي آسيا وخاصة أنهار شبه القارة الهندية (ماهانادی ، جودافاری ، کیستنا) والتي تصلح للملاحة خلال شهور الصيف لسقوط الامطار الموسمية، في حين تجف المياه في مسافات طويلة من مجاريها خلال الشتاء.
2ـ استمرارية الجريان :
وبالتالي عدم تجمد المياه فى المجرى مما يعني استمرارية الملاحة طول العام مما يزيد من أهمية المجرى النهري في مجال النقل ، وهي ميزة تتمتع بها أنهار الاقاليم المدارية ، وعلى العكس من ذلك الانهار في العروض الباردة التي لا يتوافر فيها ميزة عدم تجمد المياه نتيجة للانخفاض الشديد الدرجات الحرارة خلال شهور الشتاء مما يعطل الملاحة وبالتالي يقلل من حجم الحركة ومستوى التشغيل اذ تصبح الملاحة في هذه الحالة موسمية لارتباطها بفصلية جريان المياه كما هى الحال في انهار شمالي أوراسيا ونهر السانت لورانس في أمريكا الشمالية.
3ـ ضالة الرواسب العالقة :
وبالتالي انخفاض معدلات الترسيب التي تشكل في حالة تزايدها خطورة على عمق المجرى والغاطس الملاحي المسموح به مما يقلل من صلاحية النهر للملاحة ، مثال ذلك كثرة الرواسب التي تحملها مياه نهر الهوانجهو شمالى الصين ومعظمها من تربة اللويس ، وتراكم الرواسب الرملية على قاع المجرى في بعض المسافات من نهر الراين ، وكثرة الرواسب التي كونت حواجز رملية في مجرى نهر ماجد لينا ، وعادة ما تتراكم مثل هذه الرواسب عند مناطق المصبات مما يعيق الملاحة السهلة والحركة السريعة بين مجرى النهر والمسطحات البحرية التي يصب فيها .
وتستخدم عدة وسائل لعلاج مشكلة الترسيب الناتجة عن كثرة الرواسب العالقة في مياه بعض الانهار والمحافظة على صلاحية النهر للملاحة ، من هذه الوسائل اجراء عمليات تطهير دورية أو شفط للرواسب كما يحدث فى الترع الملاحية فى مصر ، أو القامة حوا، از صناعية تثبت فوق قاع المجرى للتحكم في اتجاه الرواسب بعيدا عن المجرى الملاحي كما يحدث في نهر الراين والعديد من أنهار أوربا والتى لولا هذه الاعمال لما استمرت الحركة الملاحية على مستواها فى الانهار الكبيرة وموانيها الرئيسية الواقعة عند مصباتها كما هي الحال بالنسبة للراين ، الالب (هامبورج) ، للوار (نانت) ، الجارون (بوردو) ، التايمز (لندن) ، میرزی (ليفربول) ،(کلاید جلاسجو) ، المسيسبى (نيو أورليانز) ، أورينوكو (كوريابو) ، کلورادو (بيدرولورو) اليانجتسى (شيانجين) ، دلتا الجانج والبراهما بوترا (دكا) ، فرع دمياط دمیاط.
4ـ السيطرة على فيضاناتها :
عن طريق انشاء الاعمال الصناعية السابق الاشارة اليها ، فقد تأخر الاستغلال الملاحي لنهر الهوانجهو شمالى الصين فترة طويلة لتعدد فيضاناته التي جعلته يعرف باسم نهر الكوارث حتى تم السيطرة على النهر كما تقلل الفيضانات المتكررة وحاصة العالية منه من الدور الملاحي للعديد من المجاري النهرية في بنجلاديش.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Czaya, E., Rivers of the world, N. Y., 1981, pp. 186 - 196.
الاكثر قراءة في جغرافية المياه
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة