الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
الأمن البيئي المائي
المؤلف:
د. حمدي أحمد حامد
المصدر:
علم الجغرافيا والبيئة
الجزء والصفحة:
ص 292 ـ 296
2025-08-19
65
تعد المشكلة المائية في الوطن العربي كبيرة في بعض جوانب هذه المشكلة الخطيرة والمتفاقمة يوما بعد يوم، لأسباب كثيرة أهمها تزايد الطلب على مصادر المياه وتزايد أعداد السكان، وتلوث المياه، والجفاف والظروف المناخية القاسية، حيث أن 80% من مساحة الوطن العربي تقع في المناطق الجافة وشبه الجافة، وهي لا تتلقى أكثر من 200 - 300 ملم / سنة. ناهيك عما تقوم به إسرائيل من سرقة للمياء العربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي الجولان وجنوب لبنان. لقد زاد استهلاك الكيان الصهيوني من الماء من 350 مليون م3 عند قيام إسرائيل سنة 1949م إلى 2300 مليون م3 عام 1997م، أي بزيادة (560) % في السنة، ويقدر نصيب المستوطن اليهودي من المياه بنحو 1350 م3 سنوياً، مقابل 26 م3 في السنة فقط للمواطن الفلسطيني، أي أن نصيب المستوطن اليهودي يزيد عن نصيب 51 فلسطينياً، كما أن كمية المياء التي تغتصبها إسرائيل من سوريا ولبنان والأردن تبلغ نحو 1200 مليون م3 أي ما يعادل 60 % من إجمالي مياهها.
وتوجد مشاريع ومخططات إسرائيلية كثيرة قديمة وجديدة ومستمرة لسرقة مياه نهر النيل، ونهر الأردن ونهر اليرموك، ونهر الليطاني، ومياه جبل الشيخ وحرمون وجنوب لبنان بالكامل، وتعتبر إسرائيل أن وجودها ومصيرها يتوقف على قدرتها في حسم معركة المياه مع العرب لصالحها. إن مشكلة المياه في الأردن مشكلة عويصة، ومصر سوف تعاني مشكلات مائية لا حصر لها مع دول حوض النيل، والسعودية تعاني من محدودية المصادر المائية، وقد تناقص نصيب الفرد من المياه، من 537 م3 عام 1960 إلى 186م3 عام 2000المتوقع في ظل الظروف التي تعيشها المملكة أن يصل نصيب الفرد من المياه عام 2025 إلى 49 م 3.
هذا ويقدر إجمالي الموارد المائية المتجددة المتاحة في الوطن العربي بنحو 340 مليار متر مكعب في السنة، وتتجدد هذه الموارد المائية بفعل الأمطار التي تهطل بشكل منطقة إلى أخرى ويشكل غير منتظم، ويقدر أن كمية المياه اللازمة لتلبية احتياجات الوطن العربي من المياه تبلغ نحو 500 مليار م3/ السنة.
إن الأمن المائي العربي، يعني أن تكون مصادر المياه المتوفرة نظيفة ومحمية وصالحة للاستخدامات المختلفة، وهذه المصادر تشمل فيما تشمل المياه الجوفية، ومياه الأنهار الصغيرة والكبيرة، ومياه الينابيع والعيون المائية، ومياه البحيرات الموجودة ضمن الوطن العربي، وكذلك مياه البحار والمحيطات المجاورة، أي أنها تشمل أنهار المغرب العربي، وتشمل نهر النيل، ونهري دجلة والفرات والأنهار الأخرى في بلاد الشام، ومياه الخليج العربي، والبحر الأحمر، وبحر العرب، والبحر المتوسط، وأي مصدر أو مسطح مائي له علاقة بالأمن المائي العربي، وسوف نشرح بعض الأمثلة عن هذه المصادر ومنها:
أ - تهديد الأمن البيئي في الخليج العربي:
يعد الخليج العربي من أكثر المناطق البحرية في العالم عرضة للتلوث، حيث تزيد نسبة التلوث فيه أكثر من أربعين مرة عنها في أي منطقة مماثلة له على سطح الأرض، والسبب في ذلك أنه خليج شبه مغلق، وكثرة آبار البترول المغمورة تحت مياهه، إضافة إلى العدد الهائل من ناقلات البترول التي ترتاده باستمرار سنوياً، كما أنه كان ساحة لعدة حروب في المنطقة.
إن الخليج العربي يتصل ببحر العرب والمحيط الهندي عبر مضيق هرمز بعرض نحو 56 كم، والحركة التبادلية الأفقية لمياهه بطيئة، وتبلغ بين 3- 6 سنوات، وكذلك حال الحركة التبادلية الرأسية لمياهه فهي بطيئة أيضاً، والخليج العربي أشبه ببحيرة بترولية، تقع على شواطئه شرقاً وغرباً مناطق إنتاج البترول ومعامل تكريره، وموانئ شحنه، وقد أدى ذلك إلى كثافة الملوثات البترولية في الخليج وخاصة على شواطئه مما يؤثر على مصائد الأسماك ومكامن المحار واللؤلؤ.
كما أن الخليج العربي يعاني من مصادر أخرى كثيرة للتلوث، منها ما يلقى فيه من مخلفات الصرف الصحي البشري من التجمعات البشرية والمدن الواقعة على شواطئه، وكذلك الصرف الصحي الصناعي من المعامل المختلفة، إن هذا الوضع الجغرافي المورفولوجي والبيئي يؤدي إلى زيادة شدة التلوث، وزيادة حدة الآثار السلبية الناتجة عنه وانعكاس ذلك بشكل سلي على الأمن المائي العربي.
ب - الأمن البيئي المائي في البحر الأحمر:
يشكل البحر الأحمر حوضاً طولياً ضيقاً يفصل بين قارتي آسيا وأفريقيا، بطول نحو 2000كم، وعرض وسطي نحو 300 كم، ويعد البحر الأحمر بحراً داخلياً شبه مغلق، تقل فيه المؤثرات المحيطية، وحركة الأمواج والتيارات البحرية، ويتحكم بذلك مضيق باب المندب في الجنوب، وخليج العقبة وقناة السويس في الشمال، وهو من أكثر بحار العالم ارتفاعاً في درجة الملوحة، لضعف تجدد مياهه، وعدم وجود أنهار تصب فيه، وارتفاع معدل تبخر مياهه والبحر الأحمر يتعرض للكثير من أشكال التلوث ومن مصادر مختلفة، منها المصادر الصناعية، ومحطات الطاقة، والتلوث بالنفط، والتلوث بالصرف الصحي وغيره، من معظم المصانع والمدن والتجمعات البشرية الكثيرة المنتشرة على جانبي البحر، والتي تعد بالعشرات، ومنها على الساحل الشرقي العقبة، إيلات ضباء الوجه، أملج، ينبع رابغ، جدة، القنفذة، نجران، زبيد الحديدة، المخا)، وعلى الساحل الغربي (السويس الغردقة، سفاجة، سواكن، بور سودان، مصوع عصب وغيرها)، إضافة إلى التلوث النفطي الناجم عن عمليات نقل النفط وتكريره، وتسربه من الناقلات أو المعامل أو غيرها، أضف إلى ذلك تلوث البحر الأحمر بالمواد والمخلفات العضوية وغير العضوية والنفايات الصلبة المختلفة جميع هذه الملوثات وغيرها الكثير تجعل الأمن البيئي المائي للبحر الأحمر في وضع مهدد، ويهدد بدوره كافة أشكال الحياة البشرية والحيوانية والسمكية والنباتية في هذا البحر وعلى شواطئه، ويهدد التوازن والاستقرار البيئي في هذه المنطقة من العالم.
ج - الأمن البيئي المائي في البحر المتوسط:
البحر المتوسط أشبه ببحيرة داخلية تطل عليه 16 دولة، تنتمي إلى ثلاث قارات، هي آسيا وأوروبا وأفريقيا، ويعد من أكثر بحار العالم تلوثاً، والبعض يرى أن البحر المتوسط دخل مرحلة الاحتضار، بينما يرى البعض الآخر أنه صار بحراً ميتاً من الناحية البيولوجية، بسبب الكم الهائل من الملوثات التي تنتهي إليه من مصادر مختلفة طبيعية وبشرية، صناعية وزراعية وتجارية، فعبره يتم نقل أكثر من 30% من البترول العالمي المنقول في ناقلات النفط العملاقة، وعلى شواطئه يوجد أكثر من 120 مدينة ساحلية تنتهي مجاري الصرف الصحي منها إلى البحر دون معالجة تذكر، ويوجد على شواطئ المتوسط أكثر من 200 ألف مصنع ومعمل 90% منها في أوروبا. ويتوقع أن استخدام المناطق الساحلية بشكل عام للسكن والصناعة والسياحة سوف يتسارع ويتزايد معه التأثير السلبي في الأنظمة البيئية والأمن البيئي.
ومياه الأنهار تحمل الملوثات إليه من كل حدب وصوب، من أوروبا وأفريقيا وآسيا، ولا تتجاوز مسؤولية البلدان العربية أكثر من نحو 15 % من الملوثات التي تنتهي في البحر المتوسط، والباقي من البلدان الأخرى، ومع ذلك فإن التيارات البحرية تتحرك من الشمال إلى الجنوب، ومن الغرب إلى الشرق وتحمل معها الملوثات إلى هذه الشواطئ العربية.
جميع هذه الملوثات، وهذا الوضع بمجمله يهدد الأمن المائي للبحر المتوسط، ويهدد الأمن البيئي العربي خاصة للدول العربية على شواطئه ويزيد في خطر تلوث البحر المتوسط، الوضع الهيدرولوجي والمورفولوجي والبيولوجي لهذا البحر، والمتعلق بضعف تجدد مياهه، فهو يتصل بالمحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق بعرض يبلغ نحو 26 كم فقط ويتصل بالبحر الأسود عبر مضيقي البسفور والدردنيل، ومع البحر الأحمر. قناة السويس، ودورة تجدد مياه البحر المتوسط تستغرق نحو 80 سنة.
د - نهر الفرات والأمن المائي:
إذا كانت عشر دول تشترك في حوض نهر النيل، فإن ثلاث دول فقط تشترك في حوض نهر الفرات وهي تركيا وسوريا والعراق، ومع ذلك فإن الوضع المائي لهذا النهر يعاني من مشكلات بيئية جمة، خاصة بسبب المشاريع المائية الكثيرة، التي أقامتها أو تنوي إقامتها تركيا على النهر والبالغة نحو 14 مشروعاً مائياً، أهمها سد أتاتورك الذي يأتي في المرتبة الرابعة من حيث الحجم بين سدود العالم، إضافة إلى سد كيبان وسد قره إيه ومشروع الكاب (CAP)، وبالطبع فإن تنفيذ هذه المشاريع يعني ببساطة خفض كمية صبيب النهر، وتناقص حصة كل من سوريا والعراق من مياه النهر، إضافة إلى ما يمكن أن يتعرض له النهر من تلوث بمخلفات الصرف الصحي والنفايات المختلفة، مما يهدد الأمن المائى العربي خاصة في سوريا والعراق.
الاكثر قراءة في جغرافية المياه
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
