تعد الأنهار عامل وحدة يتمثل في ربط الأقاليم المختلفة مع الدولة الواحدة وهي وسيلة للتبادل التجاري ، وتستخدم في النقل المائي ، وتعد الأنهار نواة لنشوء الحضارات القديمة لاسيما حضارة وادي الرافدين ووادي النيل ، ويمكن للأنهار ان تقوم بوظيفة الحد الجغرافي السياسي الذي يفصل بين دولتين أو أكثر إلا أنّ دورها كعامل فصل لا يتحقق إلا إذا كان النهر عريضاً بحيث يصعب بناء الجسور عليه ، أو انتشار الجنادل والخوانق التي تعيق الملاحة والانتقال عبره ، كتلك الخوانق التي عزلت كشمير في غرب جبال الهملايا أو انتشار المستنقعات على جانبيه ، مثل حدود رومانيا مع بلغاريا على نهر الدانوب ، وقد نجح التقدم العلمي والهندسي في تهذيب الأنهار والتخلص من المستنقعات بصرف مياهها ، وتحسين وسائل الملاحة النهرية ، وبذلك أصبحت الأنهار في الوقت الحاضر وحدات متصلة أكثر مما كانت عليه في الماضي ، سواء من الناحية البشرية أو الاقتصادية ، وعلى الرغم من نجاح التكنولوجيا الهندسية في إنشاء الجسور الكبرى على الأنهار والإنفاق ، إلا أنها سرعان ما تدمر في أثناء الحروب لتتحول الأنهار إلى خطوط دفاعية يصعب اختراقها ، فقد تكبد الألمان خسائر كبيرة في معركة ستالينغراد في الحرب العالمية الثانية للوصول إلى لنهر الفولكا في روسيا ، مما أدى لهزيمتهم ويؤيد الكثير من السياسيين اختيار الأنهار الصالحة للملاحة كحدود سياسية ، إذ لا يحتاج تحديد النهر إلى اتفاقات كبيرة أو جهد هندسي  وتقع خطوط الحدود النهرية عادة في منتصف المجرى النهري.

وتعد مشكلة الحدود النهرية على شط العرب بين ايران والعراق من أوضح الأمثلة على ذلك ، لقد كان العراق يسيطر على المجرى المائي بكامله ، ولم تكن لإيران أي حقوق في استخدامه وبتدبير بريطاني عدلت الحدود عام (1939) بعد اكتشاف النفط في منطقة عبادان لتكون منفذاً لتصدير المنتجات النفطية ، وحصلت ايران على جزء من هذا المجرى المائي تجاه عبادان . كما يدور خلاف كبير حالياً على الموارد المائية لنهر السند بين الهند وباكستان ، إذ تعمد كل منهما إلى استثمار مياه النهر للري في الأقاليم الصحراوية على جانبيه لوقف عمليات التصحر وزحف الرمال. وتزداد أهمية الأنهار كحدود سياسية نتيجة لاستخدامها في الملاحة والري وأعمال ضبط الفيضانات وتوليد الطاقة الكهربائية ، وقد فضل المستعمرون استخدام الأنهار كحدود سياسية في المناطق غير المكتشفة أو غير المسموحة في أفريقيا وآسيا.

ويتضح من التاريخ السياسي الحديث للدول الأفريقية وأوروبا الصعوبات التي قد تنشأ عن استخدام الأنهار كحدود تفوق الصعوبات التي تنجم عن استغلال الموارد الطبيعية للأحواض المائية بسبب حركة الأنهار وظروف استغلالها لكن الكثير من المشكلات النهرية تم معالجتها بإبرام المعاهدات الدولية التي تنظم استغلال الأحواض المائية بين الدول كتلك التي تنظم الملاحة في أنهار الراين والدانوب في أوروبا وغيرها من الأنهار الدولية.

اخر الاخبار

اخبار العتبة العباسية المقدسة

وزارة التعليم العالي تكرم جامعة العميد لحصولها على جائزة المكتبة الأكاديمية المتميزة

جمعية العميد تناقش استعداداتها لانطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الرابع لإحياء تراث أمير المؤمنين (عليه السلام)

أكاديمية التطوير الإداري تواصل برنامج الخطة الخمسينية لعدد من ملاكات العتبة العباسية المقدسة

المجمع العلمي يواصل تقديم دورته التطويرية لعدد من الملاكات التربوية في الديوانية

المزيد

الآخبار الصحية

الرياضة وحدها لا تكفي.. كيف يؤثر الجلوس الطويل على الصحة؟

دراسة: بدائل السكر ليست آمنة على الكبد

تفاحة قبل النوم.. عادة بسيطة مفيدة أم خطر على الصحة؟

احذر مشاركتها مع الآخرين.. 3 أدوات شائعة قد تنقل أمراض خطيرة

المزيد

الآخبار التكنلوجية

الهنغاري لاسلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل للآداب 2025

رسميا.. إعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2025

باحثون: تشات جي بي تي ونماذج الذكاء الاصطناعي يمكن "تسميمها"

عالمان في الأعصاب يرفعان دعوى قضائية ضد شركة آبل

المزيد

مواضيع ذات صلة

البحريات والمستنقعات

مياه الخلجان والجزر

المياه المالحة

الأحياء في المياه العذبة

كيف بدأت قصة طغيان مياه البحر

مشروع الدلتا

موقف الهولنديين من طغيان مياه البحر

مشروع زويدرزی ( البحر الجنوبي Zulder Zee )

الأمن البيئي المائي

لمحة عن المشكلة المائية في الوطن العربي والعالم

المستوى العالمي للماء

الإجراءات التي يمكن اتباعها للمحافظة على المياه وحمايتها