الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
النظام الاجتماعي / الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص437ــ442
2025-09-04
53
المعروف هو كل ما يستحسنه الدين والعقل من أفعال. والمنكر هو ما ينكره ويستقبحه النقل والعقل؛ وعليه فكل الواجبات والمستحبات تدخل في نطاق المعروف، والأمر بالمعروف هو توجيه الآخرين في مجال الواجبات والمستحبات، والنهي عن المنكر هو منعهم من الأفعال التي يستقبحها النقل والعقل، وهذه الأعمال تسمى المحرمات والمكروهات.
أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القرآن
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم القيم الدينية. فالنبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) كما يقول القرآن الكريم قد عرفته كتب التوراة والإنجيل بأنه يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر(1)، وكذلك يوصي لقمان ابنه قائلاً: {يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان: 17].
فهذه الفريضة من أهم واجبات المؤمنين وأبرز سمة يتسم بها المجتمع المسلم طبقاً لما ورد في القرآن الكريم: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [آل عمران: 104]. {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110].
أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأحاديث
حجة الله على الخلق: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أَنه قال: جَاءَنِي جَبْرَئِيلُ، فَقَالَ لِي: يَا أَحْمَدُ! الإِسْلامُ عَشَرَةُ أَسْهُم وَقَدْ خَابَ مَنْ لا سَهْمَ لَهُ فِيهَا: ... السَّادِسَةُ الْجِهَادُ وَهُوَ الْعِزُّ وَالسَّابِعَةُ الأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَهُوَ الْوَفَاءُ وَالثَّامِنَةُ النَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَهِيَ الحجَّةُ(2).
سيرة الصالحين: قال الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه): إِنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ سَبِيلُ الأَنْبِيَاءِ وَمِنْهَاجُ الصُّلَحَاءِ فَرِيضَةٌ عَظِيمَةٌ بِهَا تُقَامُ الْفَرَائِضُ وَتَأْمَنُ الْمُذَاهِبُ وَتَحِلُ المُكَاسِبُ وَتُرَدُّ المُظَالِمُ وَتُعْمَرُ الأَرْضِ...(3).
علامة الشيعة: عن الإمام موسى الكاظم (سلام الله عليه):... وَقَدْ كَانَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) يَتَخَتَّمُ بِيَمِينِهِ وَهُوَ عَلَامَةٌ لِشِيعَتِنَا يُعْرَفُونَ بِهِ وَبِالْمُحَافَظَةِ عَلَى أَوْقَاتِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَمُوَاسَاةِ الْإِخْوَانِ وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنِ الْمُنْكَر(4).
درجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
لهذه الفريضة مراحل متعددة تتغير بالتناسب مع مقتضيات المخاطب وعاملي الزمان والمكان، وقد أشارت روايات المعصومين (سلام الله عليهم) إلى هذه المراحل العملية واللسانية والقلبية. فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيَّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ(5).
أدنى حدود النهي عن المنكر: عن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): أَدْنَى الإِنْكَارِ أَنْ تَلْقَى أَهْلَ المُعَاصِي بِوُجُوهِ مُكْفَهِرَةَ(6)؛ وقال (سلام الله عليه) أيضاً: أَمَرَنَا رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) أَنْ نَلْقَى أَهْلَ المَعَاصِيَ بِوُجُوهٌ مُكْفَهِرَّة(7).
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجالس: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): أَعْطُوا المُجَالِسَ حَقَّهَا. قِيلَ: وَمَا حَقْهَا؟ قَالَ: غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَرُدُّوا السَّلَامَ وَأَرْشِدُوا الأَعْمَى وَأُمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَر(8).
آثار وثواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القرآن
في زمرة الصالحين والمؤمنين: {يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران: 114].
{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ... الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 111، 112].
الحظوة بنصرة الله: ... {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ...* الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 40، 41].
الفوز برحمة الله: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 71].
الفلاح: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104].
آثار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الروايات
حيازة الدنيا والآخرة: قال أمير المؤمنين (سلام الله عليه):... مَنْ كُنَّ فِيهِ ثَلاثُ خِصَالٍ سَلِمَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ: مَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَائْتَمَرَ بِهِ وَنَهَى عَنْ الْمُنْكَرِ وَانْتَهَى عَنْهُ وَحَافَظَ عَلَى حُدُودِ الله(9).
الاستقرار والأمن الاجتماعي: قال الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه): إِنَّ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ سَبِيلُ الأَنْبِيَاءِ وَمِنْهَاجُ الصُّلَحَاءِ، فَرِيضَةٌ عَظِيمَةٌ بِهَا تقَامُ الْفَرَائِضُ وَتَأْمَنُ المذاهِبُ وَتحِلُّ المكَاسِبُ وَتُرَدُّ الظَّالمِ وَتُعْمَرُ الْأَرْضُ وَيُنتَصَفُ مِنَ الْأَعْدَاءِ وَيَسْتَقِيمُ الْأَمْر(10).
نيل العزة: عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) أنه قال: الأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ خَلْقَانِ مِنْ خَلْقِ الله تعالى، فَمَنْ نَصَرَهُمَا أَعَزَّهُ اللَّهُ وَمَنْ خَذَلهُمَا خَذَلَهُ اللهُ تعالى(11).
ارتقاء الأمور: وجاء في وصية الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) لابنه محمـد بـن الحنفية: ... وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ تَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ... فَإِنَّ اسْتِتُمَامَ الْأُمُورِ عِنْدَ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى الأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَر(12).
دخول الجنة: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله)، فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَل أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ. قَالَ: أَطْعِمِ الْجَائِعَ وَاسْقِ الظَّمْآنَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَر(13).
عواقب ترك هاتين الفريضتين
زوال البركات: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرِ مَا أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى، فَإِذَا لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ نُزِعَتْ مِنْهُمُ الْبَرَكَات(14).
تسلّط السفلة وفقدان النصير: وفي موضع آخر من هذا الحديث الشريف قال (صلى الله عليه وآله): قال... فَإِذَا لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ... وَسُلْطَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَمْ يَكُنْ لهُمْ ناصِرٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ(15).
عدم استجابة الدعاء: عن الإمام موسى الكاظم (سلام الله عليه): لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيَسْتَعْمِلَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ فَتَدْعُوا خِيَارُكُمْ فَلا يُسْتَجَابُ لَهُم(16). وقد نقلت رواية عن الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه) بنفس المضمون(17).
ميت بين الأحياء: وقال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): مَنْ تَرَكَ إِنْكَارَ الْمُنْكَرِ بِقَلْبِهِ وَيَدِهِ وَلِسَانِهِ فَهُوَ مَيِّتُ الأَحْيَاء(18).
خصيم الله: وعن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): وَإِذَا رَأَى الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُنْكِرْهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اللهُ [عزّ وجلّ] وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اللَّهُ فَقَدْ بَارَزَ اللَّهَ [عزّ وجلّ] بِالْعَدَاوَةَ(19).
إباحة المعاصي: وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال:... وَإِذَا قَلَّ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ اسْتُبِيحَ الحريم...(20).
______________________________
(1) {...يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ...} [الأعراف: 157].
(2) علل الشرائع، ص 249.
(3) الكافي، ج 5، ص 55.
(4) علل الشرائع، ص 158.
(5) عوالي اللئالي، ج 1، ص 431؛ مستدرك الوسائل، ج 12، ص192.
(6) تهذيب الأحكام، ج 6، ص 176؛ وسائل الشيعة، ج 16، ص 143.
(7) وسائل الشيعة، ج 16، ص 143.
(8) مكارم الأخلاق، ص 26.
(9) مستدرك الوسائل، ج 12، ص 206.
(10) الكافي، ج 5، ص 55 - 56.
(11) تهذيب الأحكام، ج 6، ص 177.
(12) الفقيه، ج 4، ص 387.
(13) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر، ج 1، ص 105.
(14 و 15) تهذيب الأحكام، ج 6، ص 181.
(16) عوالي اللئالي، ج 3، ص190.
(17) الكافي، ج 2، ص 374.
(18) تهذيب الأحكام، ج6، ص 181.
(19) الكافي، ج 5، ص 108.
(20) إرشاد القلوب، ص 39.
الاكثر قراءة في آداب عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
