علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
معرفة الصحابي وحدّه
المؤلف:
أبو الحسن علي بن عبد الله الأردبيلي التبريزي
المصدر:
الكافي في علوم الحديث
الجزء والصفحة:
ص 688 ـ 692
2025-08-19
38
[معرفة الصحابي وحدّه]:
ثم اعلم أنّهم اختلفوا في معرفة الصحابيّ، فالمعروف من طريقة أهل الحديث أنّ كلّ مسلم رأى رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم - فهو من الصحابة.
قال البخاري في "صحيحه" (1): "من صحب النبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم - أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه".
وإنّما اشترط الإسلام في تلك الحالة ليخرج من رآه - صلى الله عليه [وآله] وسلم - كافرًا، ثم أسلم بعد وفاته كشريح، وعبد الله بن سَرْجس (2) على بحث فيهما، وغيرهما.
وذكر السمعاني (3) أنّ ذلك من حيث اللغة، والظاهر يقع على من طالت صحبته ومجالسته على طريق التّبع له والأخذ عنه (4).
قال: "وهذا طريق الأصوليّين" (5).
قلت: المختار عند جمهور الأصوليّين كما عند أصحاب الحديث (6).
وعن أحمد بن حنبل: "إنَّ أصحابَ رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم - كلّ مَن صحبه سنة أو شهرًا أو يومًا أو ساعةً، أو رآه فهو من الصَّحابة" (7).
وهو مُشْتق من الصُّحبة، ولا خلاف في إطلاقه على مَن قلَّ صحبته أو كَثُر، كالزِّيارة.
ولو حلف شخص أنّه لا يصحب زيدًا حنث بمصاحبته لحظة.
فإنْ قالوا: أصحاب الجنّة، أصحاب الحديث، ولا يراد بهم إلّا من لازم الحديث مدّة طويلة، وأيضًا حكي عن سعيد بن المسيب أنّه لا يعد من الصحابة إلّا من أقام عند رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم - سنة، أو سنتين، وغزا معه غزوة أو غزوتين(8)، قلنا: إنْ صح ذلك عنهم يكون مبنيًّا على عُرفٍ خاصٍّ عند طائفة، ولا مشاحة على الاصطلاح، ولا يجوز أن يحمل على الإطلاق، وإلّا يلزم أنّ جرير بن عبد الله البجلي ومن شاركه في فَقْد الشرط المذكور لا يعد من الصحابة، لكن لا خلاف في عَدِّهِ صحابيًّا (9)، فإن قيل: يصدق على الوافد والرائي أنّه وافد وراءٍ لا صحابيّ؟! قلتُ: المراد به لا صحابي مخصوص، يعني: الملازم، ونفي الخاص لا يستلزم نفي العام، والله أعلم (10).
ثم إنّ كون الشَّخص صحابيًّا يعرف بالتَّواتر تارة، وبالاستفاضة أخرى، وبأن يروي من آحاد الصحابة أنَّ فلانًا صحابي، وبإخباره عن نفسه بعد ثبوت عدالته أنا صحابيّ(11)، قلت: في هذا الأخير يحتمل الخلاف بدعوى رتبة شريفة لنفسه، كما لو قال: أنا عدل، ولا شكّ في اشتراط كونه معاصرًا، والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في أوّل كتاب (فضائل الصحابة) (7/ 3 - مع "الفتح") وأسنده الخطيب في "الكفاية" (51) وذكره ابن الجوزي في "تلقيح فهوم أهل الأثر" (ص 101).
(2) تعقّب العراقي في "التقييد والإيضاح" (ص 294) المصنف، فقال: "وأمّا تمثيل الشيخ تاج الدين التبريزي في "اختصاره لكتاب ابن الصلاح" لمن رأى النبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم – "كافرًا" ثم أسلم بعد وفاته كعبد اللَّه بن سرجس وشريح؛ فليس بصحيح لما ثبت في "صحيح مسلم" من حديث عبد الله بن سرجس قال: "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأكلت معه خبزًا ولحمًا" وذكر الحديث في رؤيته لخاتم النبوة واستغفار النبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم - له، والصحيح أيضًا أن شريحًا القاضي لم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل النبوّة ولا بعدها وهو تابعي أدرك الجاهليّة، وقد عدّه مسلم في المخضرمين وذكره المصنّف فيهم، والله أعلم".
(3) في "قواطع الأدلة" (1/ 392)، وذكره ابن الصلاح في "علوم الحديث" (263).
(4) في هامش الأصل: "قال الشيخ محيي الدين … الصحابة … وكما هو … طالت صحبته له، كما قاله المصنّف". قلت: وعبارة النووي في "الإرشاد" (2/ 587): "قال السمعاني: والصحابي من حيث اللغة والظاهر، يقع على كلّ [من] طالت صحبته ومجالسته على طريق التبع والأخذ" انتهى. قلت: وفي هامش الأصل بياضات لم تظهر في التصوير.
(5) انظر: "المستصفى" (1/ 165)، "الإحكام" للآمدي (1/ 275).
(6) انظر في تحرير ذلك: "الإحكام" (5/ 89) لابن حزم، وقال ابن تيمية في "الصارم المسلول" (575): "والأصحاب جمع صاحب، والصاحب اسم فاعل، من صحبه يصحبه، وذلك يقع على قليل الصحبة وكثيرها"، وقال علي بن المديني: "من صحب النبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم -، أو رآه، ولو ساعة من نهار، فهو من أصحاب النبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم -"، كذا في "فتح الباري" (7/ 5).
(7) أسنده الخطيب في "الكفاية" (51) وابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" (1/ 241) عن عبدوس بن مالك العطار قال: سمعت أحمد به، مع زيادة في أوله، وفي إسناده محمد بن سليمان بن داود المنقري، ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/ 119) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
(8) أخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص 50) بسندٍ ضعيف جدًّا، فيه الواقدي، وشيخه طلحة بن محمد بن سعيد بن المسيب، قال أبو حاتم: لا أعرفه. انظر "لسان الميزان" (3/ 627). ونقله عن سعيد جمع، منهم: ابن الجوزي في "تلقيح فهوم أهل الأثر" (ص 10) وابن الأثير في (مقدمة) "أسد الغابة" (1/ 18).
(9) قال ابن الجوزي في "تلقيح فهوم أهل الأثر" (ص 101): "فصل الخطاب في هذا الباب: بأنّ الصحبة إذا أطلقت فهي في المتعارف تنقسم إلى قسمين:
أحدهما: أن يكون الصاحب معاشرًا مخالطًا كثير الصحبة، فيقال: هذا صاحب فلان، كما يقال: خادمه لمن تكرّرت خدمته، لا لمن خدمه يومًا أو ساعة.
والثاني: أن يكون صاحبًا في مجالسة أو مماشاة ولو ساعة، فحقيقة الصحبة موجودة في حقّه وإن لم يشتهر بها. فسعيد بن المسيب إنّما عنى القسم الأول، وغيره يريد هذا القسم الثاني. وعموم العلماء على خلاف قول ابن المسيّب؛ فإنّهم عدّوا من الصحابة جريرًا ومن لم يغزُ معه ومن كان صغيرًا عند وفاته - صلى الله عليه [وآله] وسلم -. فأمّا من رآه ولم يجالسه ولم يماشه فألحقوه بالصحابة إلحاقًا، وإن كانت حقيقة الصحبة لم توجد في حقه" انتهى بتصرّف.
(10) لا خفاء برجحان رتبة مَن لازمه - صلى الله عليه [وآله] وسلم -، وقاتل معه، أو قتل تحت رايته، على من لم يلازمه، أو لم يحضر معه مشهدًا، وعلى من كلَّمه يسيرًا، أو ماشاه قليلًا، أو رآه على بعد، أو في حال الطفولة، وإن كان شرف الصحبة حاصلًا للجميع، ومن ليس له منهم سماع منه، فحديثه مرسل من حيث الرواية، وهم مع ذلك معدودون في الصحابة، لما نالوه من شرف الرؤية، أفاده ابن حجر في "الإصابة" (1/ 9) و"النزهة" (ص 56).
(11) هنالك ضوابط ثلاثة كليّة تعين على معرفة الصحابة، ذكرها ابن حجر في "الإصابة" (1/ 8 - 9) واستفادها من الآثار، هي:
الأول: أنّهم كانوا لا يؤمّرون في المغازي إلّا الصحابة، قال: "فمن تتبّع الأخبار الواردة في الردّة والفتوح وجد من ذلك شيئًا كثيرًا".
الثاني: قال عبد الرحمن بن عوف: "كان لا يولد لأحد مولود إلّا أتى به النَّبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم -، فدعا له، أخرجه الحاكم (4/ 479) وغيره. قال ابن حجر: "وهذا يؤخذ منه شيء كثير أيضًا".
الثالث: أنّه لم يبقَ بمكة والطائف أحد في سنة عشر إلّا أسلم وشهد حجّة الوداع، فمن كان في ذلك الوقت موجودًا اندرج فيهم، لحصول رؤيتهم للنبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم -، وإن لم يرهم هو.
وانظر فيما ذكره المصنّف: "الكفاية" (70)، "فتح المغيث" (3/ 104 - 108)، "تدريب الراوي" (2/ 213)، "التقييد والإيضاح" (299)، "عقيدة أهل السنّة والجماعة في الصحابة" (36 - 37).
الاكثر قراءة في علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
