علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
التعريف بآداب التأليف
المؤلف:
أبو الحسن علي بن عبد الله الأردبيلي التبريزي
المصدر:
الكافي في علوم الحديث
الجزء والصفحة:
ص 679 ـ 681
2025-08-19
39
[التعريف بآداب التأليف]:
ثُمّ يَحترزُ أنْ يُخرِجَ تَصنيفَهُ إلى النَّاسِ مِنْ غَير تَهذِيبهِ وتَحريرهِ، وإعادةِ النَّظرِ فيه، وتَكْرِيرهِ (1).
ولْيَحذَرِ مِنَ التَّصنيفِ ما لم يَتأهَّلْ لَه، ويَنبغي أن يكونَ تَصنيفُهُ بعباراتٍ واضحةٍ واصطلاحاتٍ سَهْلةٍ مُبيِّنةٍ (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أسند الخطيب في "الجامع" (2/ 283) عن هلال بن العلاء قال: "يُستدَلُّ على عقل الرجل بعد موته بكتب صنّفها، وشِعر قاله، وكتاب أنشأه" وأسند عقبه عن العتابي قوله: "من صنع كتابًا فقد استشرف للمدح والذم، فإنْ أحسن فقد استُهْدِفَ للحسد والغيبة، وإنْ أساء فقد تعرّض للشتم، واستُقذِفَ بكلّ لسان" وقال أيضًا (2/ 280): "وقَلّ ما يتَمهَر في علم الحديث ويقف على غوامضه ويستنير الخفيّ من فوائده إلّا من جمع مُتفرِّقه، وألّف متشتّته، وضمَّ بعضه إلى بعض، واشتغل بتصنيف أبوابه، وترتيب أصنافه، فإنّ ذلك الفعل ممّا يقوّي النّفس ويثبت الحفظ، وأنشده: يموت قوم فيحيي العلمُ ذكرهَمُ *** والجهلُ يُلحِق أحياءً بأموات". وقد أنكر قوم التصنيف، وردّ عليهم ابن جماعة بقوله: "ولا وجه لهذا الإنكار إلّا التنافس بين أهل الأعصار وإلّا فمن إذا تصرَّف في مِدادِهِ وورقِهِ بكتابةِ ما شاء من أَشعارٍ أو حكايات مُباحةٍ، أو غيرِ ذلك، لا يُنْكَرُ عليْهِ، فلِمَ إذا تصرَّف فيه بتَسْويدِ ما يُنْتفع به من عُلومِ الشَّريعةِ يُنكرُ ويُستهجنُ!
أمّا مَنْ لا يتأهَّلُ لذلك فالإنكارُ عليه مُتَجِهٌ لما يَتضمَّنُه من الجهْلِ، وتغرير مَن يقفُ على ذلك التصنيفِ بهِ، ولكونه يُضيِّعُ زمانَه فيه لم يُتْقِنْه، ويدعُ الإِتقانَ الذي هو أحْرَى به منه". وقال صدّيق حسن في "أبجد العلوم" (ص 194 - 195): "ومن النّاس من ينكر التصنيف في هذا الزمان مطلقًا، ولا وجه لإنكاره من أهله، وإنّما يحمله عليه التّنافس والحسد الجاري بين أهل الأعصار، ولله در القائل في نظمه:
قل لمن لا يرى المعاصر شيئًا *** ويرى للأوائل التقديما
إنّ ذلك القديم كان حديثًا *** وسيبقى هذا الحديث قديما
ثُمَّ قال: فلا تغترّ بقول القائل: "ما ترك الأول للآخر" بل القول الصحيح: "كم ترك الأول للآخر"، فإنّما يستجاد الشيء ويسترذل لجودته ورداءته في ذاته لا لقدمه وحدوثه، ويقال ليس كلمة أضر بالعلم من قولهم: "ما ترك الأول شيئًا".
نعم، من الضرورة مراعاة التهذيب والتحرير وترداد النظر في الكتاب؛ وفائدة ذلك تصحيح وهم وقع، أو إضافة ما يفيد، أو تغيير ترتيبه إلى الأحسن".
ورحم اللَّه القاضي عبد الرحيم البيساني القائل: "إنّي رأيت أنّه لا يكتب إنسان كتابًا في يومه، إلّا قال في غده: لو غُيِّرَ هذا لكان أحسن، ولو زِيدَ كذا لكان يستحسن، ولو قُدِّمَ هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، هذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر" نقله الزبيدي في (ديباجة) "إتحاف السادة المتقين" (1/ 3).
(2) ظفرت بكلمة جامعة للغزي في "الدر النضيد في أدب المفيد والمستفيد" (ص 283 - 284) فيما ينبغي على المصنّف أن يراعيه، قال: "يَنبغي لمن كَمُلَتْ أهليّتْه وَتَمَّتْ فَضليتُهُ أنْ يَعتَنيَ بالتَّصنيف، ويجدَّ في الجمعِ والتأليفِ مُحقّقًا كُلّ ما يَذْكُرهُ، مُتثبِّتًا في نَقْلهِ واستِنباطهِ، مُتحرّيًا إيضاحَ العبارةِ وإيجازَها، ولا يُوضِحُ إيضَاحًا يَنْتهي إلى الرَّكاكَة، ولا يُوجِزُ إيجازًا يَنْتهي إلى المَحْقِ والاسْتغلاقِ، ولا يُطوّل تَطويلاً يُؤدّي إلى المَلالةِ، مُجتنبًا الأدِلّةَ الضعيفةَ والتَعليلاتِ الواهيةَ، مُبَينًا للمُشْكلاتِ، مُجيبًا عن التعقّباتِ، مُستَوْعبًا مُعْظَمَ أَحْكامِ ذلك الفن، غَيْرَ مُخِلٍّ بشيء مِن أصولِهِ، مُنبِّهًا على القواعِدِ والنَّوادِرِ، فبذلك تظْهَرُ له حقائِقُ العلمِ ودقائِقُه، وتنكشفُ له المشكلاتُ، ويَطَّلعُ على إِيضاحِ الغَوامضِ وحَلّ المُعضلاتِ، ويثبتُ عنده العلمُ، ويرسخُ مَعه؛ لأنَّ ذلك يضطرُّه إلى كثرةِ التَّفْتيشِ والمُطالعةِ، والتَّنقيبِ والمراجَعةِ، والاطِّلاعِ على مَذاهبِ العُلماء، ومختلفِ كَلامِ الأئمّةِ ومُتَّفِقِهِ وواضِحهِ من مُشْكَلِهِ، وصحيحهِ من ضَعيفهِ، ورَاجحهِ من مَرجوحهِ، وجَزْلهِ مِن رَكِيْكهِ، ومَا لا اعْتِرَاضَ عليهِ مِن غَيرهِ، وبه يتَّصف المُحقِّقُ بصفة المُجتهدين، ويرتفِعُ عنِ الجمودِ على مَحضِ التقليدِ". وقوله: "وينبغي..." إلخ من زيادات النووي في "الإرشاد" (1/ 528) وصرّح بذلك - على غير عادته -. ابن الملقن في "المقنع" (1/ 418)، ونقلها شيخ المصنّف ابن جماعة في "المنهل الروي" (110).
الاكثر قراءة في علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
