الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
مبادئ وأساليب تربوية / التربية الجيدة، هي التي تثير الرغبة نحو مزيد من التربية
المؤلف:
أ. د. عبد الكريم بكَار
المصدر:
حول التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص 51 ــ 53
2025-07-31
37
للدماغ طاقة على الاستيعاب محدودة، وللروح طاقة على التحمل والتقبل أيضاً محدودة؛ وهذا ما يجب أن ندركه على نحو جيد. في مجال التربية العقلية يظل من المهم أن تكون لدى الذين نربيهم (العقل المفتوح) الذي يكون دائماً مستعداً لتفهم الجديد واستيعابه، ثم اتخاذ موقف منه.
والعقل المفتوح هو ذلك الذي يمتلك القدرة على نقد التجارب الماضية، وتقويمها، وأخذ العظة والعبرة منها.
إن كل رؤانا وتعبيراتنا ووجهات نظرنا يجب أن تحتفظ بنهايات مفتوحة، فالله - جل وعلا - ما أنزل داء إلا أنزل له دواء عرفه من عرفه، وجهله من جهله، فهناك دائماً إمكانات لنوع من التقدم، وهناك دائماً أشكال من الحلول، وعدم عثورنا عليها لا ينفي وجودها.
كل فكرة أو نظرية أو مقولة، توصل الناس إلى طريق مسدود وتمنحهم إجازة مفتوحة، ليست على صواب، فالله - تعالى - خلقنا لنعمل. ونكدح ونكتشف ونبدع وهذا يعني أنه ستظل هناك سبل للحركة في اتجاه الأهداف التي نؤمن بها؛ كان أحد الحكماء يعلم مشلولاً السباحة، ويقول له: (اعلم يا بني أن في كل جدار باباً يمكن أن ينفتح)!
العقل المفتوح الذي نريد أن يتمتع به أبناؤنا وطلابنا، لا يتقبل الجديد فحسب، ولكن يبحث عنه، ويتشوق إليه، وذلك يحدث حين نقدم له المعرفة بطريقة مرنة، تساق فيها الحقائق والمعلومات على نحو يسمح بالمراجعة والاستزادة، ويثير التساؤل وسيكوّن المربي المرونة والانفتاح الذهني حين يحرص على نوعية الأسلوب الذي يتبعه في إيصال الحقائق إلى الطفل أو الفتى، كأن يقول معلوماتي حول هذه المسألة هي كذا، أو هي ظنية، أو غير مكتملة وكان يقول: حاولت أن أصل إلى حل، فلم أوفق، وحاولت أن أعرف رأي فلان في هذا الموضوع، فلم أجده في كتابه الفلاني، وربما كان في كتاب كذا.
إن العلم يثير من التساؤلات، ويوجد من الفجوات على مقدار ما يوفر من الأجوبة والحقائق، وعلينا أن نعلّم هذا لمن نربيهم بوضوح.
كثيراً ما يعطينا (التفلسف) في الحديث، وفي الدرس نوعاً من التفوق على الأقران، لكن الداعي إليه لا يكون قوياً إلا إذا كان هناك فراغ معلوماتي، أو رؤية عائمة مما يعني أننا حين نعلل ونحلل ونركب ونستنبط، وننشئ المفهومات لا تقف في الغالب على أرض صلبة، ولذا فإن ما نقوله يبقى ظنياً، وقابلا للجدل والأخذ والرد، وهذا ما ينبغي أن يكون ملموساً لدى من يسمعنا.
في حالة التوجيه الخلقي والنفسي، فإن من المهم تحيّن الفرص للتوجيه، وعلى المرء أن يحذر من الكلام الذي ليس له أدنى مناسبة إن الشعور بالكرامة والاعتزاز بالذات متغلغل في أعماق الأطفال حتى الصغار منهم، وإن من الحيوي المحافظة على هذا الشعور؛ وإن كثرة التوبيخ وتوالي النصح تضعف ذلك الشعور، وقد تقتله، وآنذاك يكون من الصعب إثارة حمية الطفل أو الحصول على استجابة جيدة منه.
جهودنا التربوية التي نبذلها، عبارة عن (خدمة) وبعضنا يحولها أحياناً إلى نوع من (الاستعباد) حيث يميلون إلى إظهار تفوقهم من خلال إثبات دونية الولد الذي يربونه (1).
بالإمكان غرس الفضائل والأخلاق الكريمة عن طريق القصة والمثل والثناء على بعض النماذج الطيبة، كما يمكن استخدام التلميح والتنبيه، وما شاكل ذلك، لكن عندما يكون الطفل متأكداً من حبنا الشديد له، وعندما يكون في حالة من السرور والانبساط.
إذا قلنا للطفل كل ما عندنا، فإننا سنضطر بعد ذلك إلى أن نعيد ونكرر، وذلك مصدر للسآمة والملل فلنحاول أن نقول شيئاً مما يجب أن يقال، ونؤخر الباقي إلى وقت آخر ومناسبة أخرى. والمربي بحاجة إلى نوع من الإبداع والتجديد في خطابه وأساليبه ومعلوماته أيضاً، حتى يولد نوعاً من الثقة لدى من يربيه بأنها لديه دائماً شيئاً طريفاً ومفيداً، ومن هنا يتولد التشويق إلى تربية مستمرة متجددة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ فلسفة التربية، 73.
الاكثر قراءة في التربية العلمية والفكرية والثقافية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
