سبعة أبواب لجهنم
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص79-80.
2025-07-01
482
سبعة أبواب لجهنم
قال تعالى : {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ } [الحجر: 43، 44].
قال علي بن إبراهيم القميّ : وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالى : وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ « فوقوفهم على الصراط » .
وأمّا : لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ فبلغني - واللّه أعلم - أنّ اللّه جعلها سبع درجات ، أعلاها الجحيم ، يقوم أهلها على الصّفا منها ، تغلي أدمغتهم فيها كغلي القدور بما فيها .
والثانية : لظى : { نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى} [المعارج : 16 - 18] .
والثالثة : { لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} [المدثر: 28 - 30] .
والرابعة : الحطمة {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} [المرسلات : 32، 33] تذر كلّ من صار إليها مثل الكحل ، فلا تموت الروح ، كلّما صاروا مثل الكحل عادوا .
والخامسة : الهاوية ، فيها مالك ، ويدعون : يا مالك ، أغثنا ، فإذا أغاثهم جعل لهم آنية من صفر من نار ، فيها صديد - ماء يسيل من جلودهم - كأنّه مهل « 1 » ، فإذا رفعوه ليشربوا منه ، تساقط لحم وجوههم فيها من شدّة حرّها ، وهو قول اللّه : {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} [الكهف : 29] ومن هوى فيها هوى سبعين عاما في النار ، كلّما احترق جلده ، بدّل جلدا غيره.
والسادسة : السعير ، فيها ثلاثمائة سرادق من نار ، في كلّ سرادق ثلاثمائة قصر ، ثلاثمائة بيت من نار ، في كلّ بيت ثلاثمائة لون من عذاب النار ، فيها حيّات من نار ، وجوامع من نار ، وعقارب من نار ، وسلاسل من نار ، وأغلال من نار ، وهو الذي يقول اللّه تعالى : {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا } [الإنسان: 4] .
والسابعة : جهنّم ، وفيها الفلق ، وهو جبّ في جهنّم ، إذا فتح أسعر النار سعرا ، وهو أشدّ النار عذابا ، وأما صعود ، فجبل من صفر من نار وسط جهنّم ، وأمّا أثام ، فهو واد من صفر مذاب ، يجري حول الجبل ، فهو أشدّ النار عذابا « 2» .
وسأل رجل أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن الجزء وجزء الشيء ؟
فقال : « من سبعة » ، إنّ اللّه يقول : ( لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم » « 3 » .
_____________
( 1 ) المهل : ما ذاب من صفر أو حديد ، وضرب من القطران . « لسان العرب - مهل - ج 11 ، ص 633 » .
( 2 ) تفسير القمي : ج 1 ، ص 376 .
( 3) تفسير العياشي : ج 2 ، ص 243 ، ح 20 .
الاكثر قراءة في المعاد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة