اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الأنباء
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
الاختراق الإعلامي للعالم العربي
المؤلف:
الدكتور بطرس حلاق
المصدر:
الإعلام والإتصال الدولي
الجزء والصفحة:
ص 162- 166
2025-06-10
92
الاختراق الإعلامي للعالم العربي
يرجع وجود إعلام مستورد في المجتمع العربي إلى عدد من الأسباب التي تضافرت سوية لتنتج هذه الظاهرة، سيتم تصنيف هذه الأسباب إلى مجموعتين:
أسباب موضوعية متعلقة بالعوامل الخارجية، وأخرى ذاتية متعلقة بالعوامل الداخلية، مع مناقشة كل منها على حدا.
أ- الأسباب الموضوعية:
1 - الفجوة الحضارية والتكنولوجية بين دول المركز (الغرب) ودول الأطراف (الشرق)، ومنها العالم العربي، الأمر الذي يجعل من عالمنا العربي بيئة مستقبلة للمعلومات والرسائل الإعلامية وما تحمله في إثرها من هيمنة وسيطرة وثقافة المجتمعات المنتجة لها.
2- الخلل في التدفق العالمي للمادة الإعلامية حيث أن مسألة الغزو الإعلامي صيغت انطلاقا من واقع لا نرى سبب للتشكيك فيه، وهو واقع الاختلال في التدفق العالمي للمادة الإعلامية أجهزة ومضامين؛ حيث يشكل الاختلال في التدفق الإعلامي الدولي ظاهرة متشعبة ومعقدة من ظواهر الإعلام الدولي، تعكس خللاً كميّاً وكيفياً على مستويات عدة حيث يوجد:
1- اختلال بين الدول المتقدمة والدول النامية.
2- اختلال بين ذات النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
3- اختلال بين الدول المتقدمة المنتمية إلى ذات النظام السياسي وبخاصة بين الدول الكبرى والصغرى منها.
4- اختلال بين الدول النامية.
5- اختلال كيفي بين الأنباء السياسية والأنباء المتعلقة بالحياة الاقتصادية للدول النامية، بين أنباء سارة وأخرى سيئة، بين الأنباء المتعلقة بالأحداث الجارية والأنباء التي تتناول بعمق موضوعات لها أهميتها في حياة الشعوب.
فقد أشارت الأدبيات الإعلامية إلى وجود "سيطرة مطلقة" لوسائل الإعلام والاتصال الغربية على العالم العربي - ودول العالم الثالث عموماً ، من خلال وجود تدفق إعلامي أحادي الاتجاه من الدول المتقدمة إلى الدول النامية، قائم على أساس توظيف مبدأ التدفق الإعلامي الحر.
وتعود هذه الوضعية إلى أسباب كثيرة أهمها: تفوّق الدول المتقدمة من ناحية امتلاكها للمعلومات ووسائل إنتاجها وتسويقها وتخزينها وبثها وإعادة بثها والفجوة التكنولوجية الكائنة بين الدول المتقدمة والنامية، والتي بفعل اتساعها مع التطورات التكنولوجية في قطاع الإعلام والاتصال تساهم في تعمّق وتجذر الخلل في التدفق الإعلامي على مستوى الأجهزة والمضامين إضافة إلى نجاح الدول المتقدمة في تكييف عوامل اللغة والجغرافيا والسياسة والمجتمع لصالح تمرير سلعها الإعلامية.
هذا الخلل في التدفق ليس جديداً وإنّما ارتبط منذ البداية بكمية وطبيعة التدفقات الإعلامية بين الدول، كما أنّه يعتبر انعكاساً للخلل القائم في البنية السياسية والاقتصادية بين الدول التي تميل إلى إبقاء وتقوية حالة اعتماد الدول النامية على الدول الصناعية المتقدمة كما يتم في المجالات السياسية والاقتصادية.
يظهر الخلل في التدفق الإعلامي في المظاهر التالية:
تحتكر الدول الغربية ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية الهيمنة على وكالات الأنباء العالمية، وتحتكر وكالات الأنباء الخمس الكبرى في العالم 90% من حجم التدفق الإعلامي العالمي المتداول. كما أبرزت دراسة أجريت على تسع صحف عربية أن الوكالات الغربية الأربع «أسوشيتيد برس (AP)، وكالة الأنباء الفرنسية (AFP)، رويترز، وكالة الأنباء العالمية المتحدة (UPI)» كانت مصدراً ل 34 من الأنباء التي نشرتها هذه الصحف حول الوطن العربي، بينما كانت وكالات الأنباء العربية مصدر 24 % فقط من هذه الأنباء، كما كانت هذه الوكالات مصدر 50% من الأنباء حول الدول النامية، بينما كانت الوكالات العربية مصدراً ل 21.3 % فقط.
- تؤكّد المعلومات أنّ واشنطن لوحدها تسيطر على (65%) من حجم الاتصال المتداول، كما أنها تحتكر (35%) من عملية النشر في العالم و (46%) من الإعلان الدولي و(54%) من التسجيلات، و(90%) من أشرطة الكاسيت و (35%) من البث عبر الأقمار الصناعية.
- تسيطر (21%) وكالة أمريكية على سوق الإعلان الدولي، وتسيطر هذه الوكالات على (75%) من سوق الإعلان في بلدان مجلس التعاون الخليجي و (56%) من سوق الإعلان العربي كله.
- تعدّ ظاهرة الاختراق الإعلامي ظاهرة عالمية؛ إذ أنّها طالت بآثارها شعوبا ومجتمعات متعددة و "إن بشكل نسبي"، ففي كندا على سبيل المثال هناك شكوى مريرة من أنّ الشباب الكندي يعتبر نفسه أمريكياً، كما أنّ هناك عدد من الدراسات في كافة أنحاء العالم أشارت إلى ارتفاع معدلات العنف مع ازدياد التعرض للبرامج الأمريكية، والابتعاد عن القيم الوطنية لصالح القيم الأمريكية المتضمنة في هذه البرامج، إضافة لتقديم هذه البرامج صورة براقة عن الحضارة والحياة الأمريكية. هذا الأمر الذي دفع الدول الأوروبية على سبيل المثال للمطالبة بألا يزيد عدد ساعات البث من الإنتاج الأمريكي عن (40%) من ساعات الإرسال، وكذلك رفضت المملكة المتحدة استيراد نسخ من حلقات برنامج الأطفال (شارع السمسم) خوفاً على اللهجة الإنكليزية من اللكنة الأمريكية.
- بلغ عدد القنوات الأجنبية التي يمكن استلام بثها في العالم العربي في القرن العشرين (500) قناة أوروبية و (150) قناة أمريكية و (12) قناة تركية، ومازال هذا الرقم في ازدياد مع وصول عدد هذه القنوات في بداية القرن الحالي إلى (1000) قناة. وقد عملت بعض القنوات الوافدة إلى بث برامجها باللغة العربية.
ب - العوامل الذاتية
1- العوامل الخاصة بالمجتمع العربي ذاته
يرى عدد من المفكرين العرب أن الاختراق الإعلامي الذي يعاني منه المجتمع العربي يتصل بالوضع الحالي لهذا المجتمع، فالمسألة في أساسها ليست إعلامية أو تلفزيونية صرفة بل هي أزمة فكرية وسياسية"؛ إذ إنّ العالم العربي يعيش مرحلة انتقالية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، أدت إلى حالة من الاضطراب والحيرة على مستوى القيم والعقائد، الأمر الذي يجعله سهل الاختراق من جهة، ويدفعه للبحث بشكل مباشر أو غير مباشر عن بدائل لهذا الواقع المضطرب من جهة أخرى، والحل المطروح هو تقليد ومحاكاة النماذج الغربية إعجابا بها واعتقادا أنها الأفضل.
2- عوامل متعلقة بالبيئة الاتصالية في العالم العربي
تتضمن هذه المجموعة عملية التعرف على الملامح العامة للبيئة الاتصالية العربية التي سمحت بحدوث هذا الاختراق الإعلامي، مع الأخذ بالاعتبار أن هذه البيئة تختلف من قطر لآخر وفقا للأوضاع السياسية والثقافية والاجتماعية القائمة في كل قطر، ومع ذلك فإن هناك عدداً من الملامح العامة التي يشترك فيها الجميع. ونذكر من هذه الملامح:
أ - مدى حرية الاتصال المسموح بها في الدول العربية
هناك الكثير من القيود المفروضة على حرية وسائل الإعلام في العالم العربي؛ حيث يخضع الإعلام العربي لرقابة القوى السياسية المحافظة من حكومات وتجمعات أهلية، إضافة إلى رقابة قوى السوق الجديدة التي تسعى للتخلص من أي تغطية صحفية جادة للتجاوزات والتلاعبات في الأسواق، وعلى الرغم من أنّ التجربة العلمية أثبتت أنّ حرية واستقلالية الإعلام ليست مطلقة؛ حيث تحتوي كافة أجهزة الاتصال والإعلام في العالم على حراس بوابة يمارسون التدقيق والاصطفاء والحجب على مضمون الرسائل لخدمة سياسة المرسل وأجندته الإعلامية، وفق قواعد العمل والضوابط المهنية والتنظيمية، بعيداً عن التفضيلات الشخصية، وبالشكل الذي لا يحدث خرق لمعايير المهنة وحقوق الاتصال، إلّا أنّ "احتكار معظم الإعلام العربي وطبيعة التشريعات والنظم التي تحكم عمله، منحت الرقيب العربي مواصفات غير مألوفة في النشاط الإعلامي وسلطات واسعة النطاق وأحيانا غير مقيّدة على الإطلاق".
ب - الملكية الحكومية لوسائل الإعلام في العالم العربي
تحتكر الأنظمة العربية ملكية أغلب المحطات التلفزيونية العربية، التي أسستها كمكملات لمظاهر السيادة الوطنية، وكأجهزة لخدمة الأنظمة السياسية أكثر من التركيز على إنتاج برامج تلفزيونية أخرى، أو إشباع حاجات الجمهور، الأمر الذي حوّل هذه الوسائل إلى " تنظيم رأسي وحيد الاتجاه واللون والمرجعية"، وأدخل الإعلام العربي في محنة حقيقية انعكست على أجندته وأدائه المهني ولغته ومصداقيته وفعاليته في عدد من التشوهات يمكن تلخيصها فيما يلي:
- الطابع السلطوي التمجيدي للخطاب الإعلامي العربي، إضافة إلى كونه خطاب ذو لغة إعلامية أحادية الاتجاه بعيدة عن الحوار، لغة إنشائية فقيرة بالمعلومات والأرقام، تعوزها وسائل الجذب والإثارة، وتغلب عليها الركاكة والمبالغة وعدم الوضوح وعدم الدقة في اختيار المفردات والمصطلحات.
- القطرية: التي تشمل السياسات الإعلامية، والإمكانات المادية والبشرية، والخطاب الإعلامي. الابتعاد عن الجمهور: لا يعطي معظم الإعلام العربي وزناً كبيراً للجمهور؛ حيث يلاحظ نقص الوعي من جانب غالبية المؤسسات الإعلامية في معظم الدول العربية بأهمية بحوث القراء للتعرّف على رغبات الجمهور وردود فعله حيال الرسائل الإعلامية المقدّمة وما الذي يشدّه إلى الإنتاج والقنوات الأجنبية، والاهتمام فقط ببحوث التسويق لخدمة الإعلان.
- يرى عدد من المفكرين العرب أنّ معظم الإعلام العربي لا يقدم صورة موضوعية عن الواقع؛ فالإعلام العربي هو مجرد ناقل لأجندة تصنعها السلطة السياسية المحتكرة له بناء على أسس سیاستها ومصلحتها وضرورات تسويغ مشروعيتها واستمرارها مع غياب لأي نموذج من نماذج حرية التعبير واستقلالية المؤسسة الإعلامية، وبالتالي فإنّ هذه الأجندة تزيف الواقع، وتؤدي إلى وجود فجوات معلوماتية خطيرة تسلب المواطن حقه في الحصول على معلومات واقعية يبني على أساسها قراراته ومستقبله.