اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الأنباء
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
الاستثناء الثقافي
المؤلف:
الدكتور بطرس حلاق
المصدر:
الإعلام والإتصال الدولي
الجزء والصفحة:
ص 143-144
2025-06-09
115
الاستثناء الثقافي
وهو مفهوم حديث لم يستعمل سابقاً وإنما ظهر مع التصدي لمفهوم العولمة وهيمنة وسائل الإعلام الأمريكية، وهو تعبير جاء به المثقفون في فرنسا ليتصدوا لاتفاقيات الجات خاصة فيما يتعلق بالجانب الثقافي والفني على وجه التحديد، فهم قد دعوا إلى أن يتم استثناء المنتج الثقافي من اتفاقيات الجات التجارية والتي تفتح الأسواق للمنافسة الحرّة في العالم حيث شعرت الدول الأوروبية وخاصة فرنسا أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تهمشهم في أعمال الإنتاج السينمائي إذا تم إلغاء الدعم عن صناعة الأفلام السينمائية، إذ تتوفر في هوليود الإمكانيات المالية والتقنية الضخمة وتتوفر لهذه الصناعة الهوليودية سوق كبيرة لاستيعاب منتجاتها بينما لا تتوفر هذه الإمكانيات لصناعة السينما الفرنسية، وبالإضافة إلى هذا فقد كان هناك تخوف من قدرة الأعمال الثقافية الناطقة بالإنجليزية على اكتساح العالم على حساب الأعمال الناطقة باللغات الأخرى الأمر الذي دفع أحد وزراء الثقافة الأوروبية إلى المناداة "بحرب مقدسة" ضد هذه الإمبريالية الفكرية التي تغزو العقول وتمتلك أنماط التفكير وأساليب الحياة، وقد صدر في فرنسا كتابان أحدهما عنوانه "الحرب الثقافية" بقلم "هنري جوبا"، والآخر بعنوان "فرنسا المستعمرة" بقلم جاك نيبو"، بينهما قاسم مشترك هو لفت النظر بإلحاح وتحذير إلى مخاطر الاختراق الإعلامي لفرنسا والدول الأوروبية وتصدير لهوياتها الثقافية ومسخه التدريجي للمواطن الأوروبي ليصبح تدريجياً عاشقاً ومقلدًا لنموذج الحياة الأمريكي، فالصناعة الثقافية الأمريكية تخترق أسواق هذه البلاد ومشاعر أهاليها واهتماماتهم، وهو ما دفع رئيس الوزراء الفرنسي السابق "ليونيل جوسبان" إلى رفع شعار أطلقه في هذا الشأن وهو نعم لحرية السوق لا لثقافة السوق".
أما وزير الثقافة الفرنسية "جاك لانغ" فيرى أن الثقافة الأنجلوسكسونية تتحرك تحت غطاء الليبرالية الاقتصادية ولا تحتل الأراضي بالقوة العسكرية ولكنها تصادر الضمائر ومناهج التفكير وطرق العيش،
ومهما كانت مبادئ العولمة فإن منتجات العقل لا يمكن مقارنتها بسلع عادية أو بضائع رخيصة. وهكذا نرى أن الفرنسيين يعدّون "الاستثناء الثقافي بمثابة السبيل الأخير القادر على إنقاذ الفرنسيين من مشروع تقنين الثقافة العالمية لصالح الاقتصاد الأمريكي. ولم تكن هذه الدعوة إلى الاستثناء الثقافي قاصرة على الدول الأوروبية وإنما دعت إليه دول من العالم الثالث من أجل حماية هويتها الثقافية من الاختراقين الثقافيين الأوروبي الأمريكي. لقد راحت الأصوات الناقلة تعلو وهي تعمل على تصويب مسار هذه الحضارة التي اعتراها الغي والزوغان، لذا تظل ثقافات الشعوب هي الضمير الحي للحضارة الإنسانية الواحدة والأصوات المعبرة عما هو إنساني في مقابل نزعتي التقنية والعقلانية الأداتية اللتين هما من أمراض الحضارة الغربية اليوم.