الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
وجود مناجم الفحم
المؤلف:
د . سعد عجيل مبارك الدراجي
المصدر:
أساسيات علم شكل الارض الجيومورفولوجي
الجزء والصفحة:
ص 57 ـ 59
2025-03-27
104
إن استبعاد فجنر احتمالية مرور الكرة الأرضية بفترة جليدية امتدت خلالها الغطاءات الجليدية خلالها إلى المناطق القريبة من خط الاستواء، كان مبنيا على أساس أن غطاءات واسعة من النباتات المدارية كانت تغطي النصف الشمالي من الكرة الأرضية في الوقت نفسه الذي كان الجليد فيه يغطي النصف الجنوبي، وقد كونت بقايا تلك النباتات مناجم الفحم الموجودة حالياً في أمريكا الشمالية وأوروبا وسيبيريا. وفي ضوء هذه الشواهد اقترح فجنر تحليلا، يجمع بين هذه الشواهد ويوضحها؛ فحواه أن قارات النصف الجنوبي، كانت يابساً واحداً متصلاً حول القطب الجنوبي وتتصل بها من الشمال قارات النصف الشمالي. وهذا يوضح الامتداد الواسع للغطاءات الجليدية إلى قارات النصف الجنوبي وذلك يجعل قارات النصف الشمالي تقع في المناطق المدارية كذلك ما يوفر الظروف الملائمة لنمو النباتات المدارية التي كونت مناجم الفحم في تلك المناطق. واستطاع فنجر إن يفسر تكون الجبال على أساس إن الكتل اليابسة عندما اقتربت بعضها أثناء زحزحتها نشا عن اقترابها التواء الطبقات الرسوبية الموجودة في البحار الداخلية نتيجة لضغط الكتل الزاحفة عليها ومن هذه الطبقات الملتوية تتكون السلاسل الالتوائية ومعنى هذا إن جبال الألب قد تكونت نتيجة لزحف قارة أفريقيا نحو أوربا حيث ضغطت على الطبقات الرسوبية في قاع بحر تسئ الذي كان يفصل بين القارتين وكذلك الحال بالنسبة لجبال الهيمالايا والروكي والانديز وقد وجهت إلى النظرية عدة انتقادات لهذه النظرية منها إن انطباق الساحل الأفريقي على الساحل الشرقي لأمريكا الجنوبية بالطريقة التي يراها فجنر أمر متعذر إذ يوجد فرق مقدار (15) درجة في الانفراج الواقع بين ضلعي ساحل غانة من جهة والانفراج الذي ينحصر بين ضلعي ساحل البرازيل، من ناحية أخرى إضافة إلى ذلك إن القوتين التي اعتبرهما فجنر السبب في زحزحة الكتل القارية لا يكفيان وحدهما لإحداث الحركة حتى لو تضاعفت هذه القوى ملايين المرات عما الغربي هي عليه في الوقت الحاضر. وثمة صعوبة أخرى هي إن النظرية لا تعلل تعليلا مقبولا الطريقة التي تكونت بها جبال الروكي وجبال الانديز غرب الأمريكتين. إن أنموذج فجنر Wegener لم يقبل من قبل كل الجيولوجيون. إذ أعتقد البعض بأن التفرق بتيارات المحيط أو الرياح يمكن أن يوضحا توزيع أنواع المتحجرات وفكر الجيولوجيون الآخرون بان الأقطاب قد تتجول wander والقارات تبقى ثابتة. وفكر العديد من الجيولوجيين بان دليل فجنر Wegener كان غير كافي. وإن العيب الأعظم على الأقل في نظر الجيولوجيين الأمريكان، كان قلة الالية الكافية لانتقال القارات والجيولوجيون في ذلك الوقت كانت لديهم معلومات بما فيها الكفاية حول قوة الصخور مما دعاهم إلى القول بأن الأسباب التي ذكرها فجنر التحريك القارات مستبعدة جدا، وان عمل فجنر Wegener كان غير مقبول بشكل كبير في نصف الكرة الأرضية الشمالية. بينما في نصف الكرة الأرضية الجنوبية عندما كان الجيولوجيون لا يعرفون بالصخور التي استعملها فجنر Wegener لدعم فرضيته، ومع ذلك فان نظرية الانجراف القاري كان غير مقبول بشكل عام وعلى الرغم من هذه الاعتراضات فقد اكتسبت هذه النظرية أنصار جدد بعد إن زعم البعض بوجود أدلة واضحة تشير بان اليابس الأمريكي في حالة حركة بطيئة دائما بالفعل كذلك يقال بان الكتلة الغربية لشبه الجزيرة العربية تتحرك شرقا باتجاه الخليج العربي بضعه سنتمترات في العام. كما إن ساحل أفريقيا وأمريكا الجنوبية اللذان يجدان المحيط الأطلسي الجنوبي يمكن انطباقها تمام الانطباق إذا أخذنا بنظر الاعتبار المنحدر القاري المغمور بالماء مقابل كلا الكتلتين حتى عمق (900) حينئذ يزول الفرق وتسد الفجوة وتنطبق كتلة أمريكا الجنوبية على كتلة أفريقيا المقابلة دون الحاجة إلى الرجوع إلى ما ذكره البعض من إن عدم الانطباق سببه إن شريحة من اليابس القديم قد تخلفت وبقيت في الوسط فظهرتها المياه مكونة ما نعرفه الآن باسم الحافة الوسطى بالمحيط الأطلسي وقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك بان هذه الحافة تخلو من المواد الجرانيتية المكونة لكتل القارات وعلى الرغم من أن نظرية تزحزح القارات لم تحظ بالقبول العام من العلماء، حينئذ إلا أن شواهدها القوية وأسسها العلمية، رفدت الفكر العلمي بما يمكن إنجازه في نقطتين:
1- قدمت النظرية تفسيرات علمية مقبولة، لكثير من الظواهر المشاهدة على سطح الأرض سواء في مجال الجيولوجيا، أو الأحياء والنبات، أو المناخ القديم، والحفريات. ومن أمثلة ذلك، قدمت النظرية تفسيرات لتطابق السواحل المتقابلة على جانبي المحيط الأطلسي وأخرى لتشابه صخور السواحل المتقابلة على تخوم المحيطات وفسرت تطابق اتجاهات السلاسل الجبلية في شرق الولايات المتحدة، وجزيرة جرينلاند وإسكتلندا، وشبه الجزيرة الاسكندنافية، وفسرت كذلك تشابه حفريات نبات الجلوس ويترس Glossopteris في كل من أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأنتاركتيكا وأستراليا ؛ وتماثل أنواع الصخور في كل من سواحل البرازيل وساحل غانا. كما فسرت حدوث سلاسل الجبال الالتوائية وأماكن امتدادها، وجنوب أوروبا.
2 - أثارت جدلاً علمياً عميقاً، وواسعاً، بين مؤيديها ومعارضيها. وقد أثرى ذلك الجدل الحركة العلمية في حينها وأدى إلى رفع مستوى الفهم العلمي، لعمليات تكون الأحواض المحيطية، وتوزيع اليابس والماء. وكان ذلك النقاش بداية منحى جديد في التفكير العلمي في هذا المجال قاد في النهاية إلى ظهور أفكار جديدة، شكلت أساس نظرية تكتونية الصفائح وهي النظرية الشائعة القبول بين العلماء اليوم في تفسير الظواهر التضاريسية الكبرى لسطح الأرض وتكون الأحواض المحيطية.