الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
نظرية المعابر البرية land-bridges
المؤلف:
د . سعد عجيل مبارك الدراجي
المصدر:
أساسيات علم شكل الارض الجيومورفولوجي
الجزء والصفحة:
ص 59 ـ 63
2025-03-27
110
لقد هاجم بعض الباحثين المحاولات التي قام بها أنصار نظريات الزحزحة لتفسير التشابه في الظاهرات الجيولوجية على كلا جانبي المحيط الأطلسي هجوما شديدا. ومن هؤلاء جري جوري Gregory الذي لخص في بحث صدر عام 1929 أرائه الخاصة بتاريخ نشأة المحيط الأطلسي. ولقد اخذ جري جوري بوجود عدد من المعابر البرية التي سبق ان اقترحت من وقت لآخر، والتي كانت تشغل في رأيه مكان المحيط الأطلسي لتفسير توزيع الحفريات النباتية والحيوانية في العالمين القديم والجديد. وقال بان المحيط الأطلسي نما عن طريق إتباع خلجان فسيحة بواسطة عمليات هبوط متتالية حدثت في الأراضي اليابسة تلك الخلجان التي كانت تمتد من بحر تيشس Tyrhys الذي يفصل بين كتل قارية شمالية وأخرى جنوبية. وهو في هذا يأخذ بأفكار سويس Suessوتستند آراء جري جوري في معظمها على شواهد بيولوجية واستراتيجية، فالتكوينات الصخرية والحفريات النباتية والحيوانية المتماثلة على سواحل المحيط الأطلسي المتقابلة قد اتخذها دليلا على وجود معابر برية سالفة وليس على حدوث زحزحة في الكتل القارية ويعتقد جري جوري ان المحيط الأطلسي ما هو إلا محيط (حوضي) يقطع عرضيا عدة ظاهرات كسواحل الرياس Rias الأوروبية، والأفريقية، والالتواءات الكاليدونية في اسكتلندا واسكند ناوه. ويرى ان الانكسارات التي أدت إلى هبوط الكتل القارية كانت موضعا لنشاط بركاني عنيف، خاصة في الشرق حيث تقع حقول البازلت العظيمة في اسكتلندا وأيسلندا، وفي الجزر البركانية في الأجزاء الشرقية والوسطى من المحيط الأطلسي. كما يعتقد ان الجزر الواقعة في جنوب هذا المحيط، ما هي إلا بقايا لمساحات سالفة (قارة جندوانا). فجزيرة سان بول San Paul التي تتركب من صخر البيريدوتيت Peridotite ما هي إلا جزيرة قارية. وتشير الطبقات الديفونية وطبقات الكارو karoo في جزر فالك لاند falk-land إلى أصلها القاري أيضا. وفي هذا يعارضه الباحث فون ايرنج Von Ihering الذي يرى تلك الجزر قد انفصلت عن أمريكا الجنوبية في عصر حديث جدا، وهو عصر البلايوستوسيني. ويعتقد جري جوري أيضا أن جزيرة جورجيا الجنوبية south Georgio تبدو كجزء متخلف. قارة أطلسية جنوبية من قديمة، كان يغطيها بحر ضحل في إثناء عصر الرادوفين. ثم ظهرت في الوجود إثناء العصر الديفوني، واستمرت ظاهرة فوق سطح البحر إلى ان غمر البحر قسما منها في الزمن الثاني. ويفترض المؤيدون لنظرية المعابر البرية هبوط وإغراق الكتل القارية لتفسير نشأة الأحواض المحيطة. وهنا نجد انه لو كانت القارات تتركب من مواد سياليه سيليكات الألمنيوم أخف من المواد السماوية سيليكات المغنسيوم التي تتركب منها قيعان المحيطات، فان هبوط الكتل ليبدو امرا مستحيلا، إلا إذا افترضنا ظروفا معقدة يمكن ان تؤدي إلى الهبوط. وقد اقترح كل من جيفريز وهولمز وسائل معينة، تمكن لهبوط الكتل القارية من ان يحدث دون أن يتعارض ذلك مع الآراء الحديثة الخاصة بتركيب قشرة الأرض، ولكن اقتراحاتهما لم تسلم أيضا من النقد والاعتراض. وهناك من الباحثين من يعتقد ومنهم جري جوري ان هناك من الحقائق الجيولوجية ما ناقض الرأي القائل بان قشرة الأرض دائما في حالة ارتباط توازني كامل. وقد تبين من نتائج الأبحاث التي قام بها ما ينس (Mines 12) في قاع البحر ما يخالف الرأي الذي يقول بان قيعان المحيطات تتركب جميعها من مادة ثقيلة متجانسة. معنى هذا ان الخلاف ما يزال موجودا حول تركيب قيعان المحيطات ومن ثم ينفتح المجال لإمكان هبوط الكتل القارية. ويستند جري جوري في بحثه (1930) عن نشأة المحيط الهادي على نفس الآراء الخاصة بمسألة هبوط الكتل القارية، التي كانت تشغل حسب ما يرى معظم مساحته الحالية. وهو يتخذ من ظاهرة انتشار الصخور البركانية الحامضية، الرايولايت والوسيطة التركيب كالتراخيت، في جزر المحيط الهادي دليلا يدمغ الادعاء القائل بان قاع المحيط الهادي يتركب كلية من صخور بازلتية قاعدية كثيفة. والواقع ان عملية هبوط اليابس أمر ممكن، فهي ظاهرة نعرفها في هبوط الرواسب التي تتراكم في الأحواض البحرية الداخلية، ونشاهدها في مناطق الأخاديد العظيمة. ولكن الاستدلال على إمكانية الهبوط العامة للكتل القارية على أساس قيعان الأحواض البحرية يعتبر ضعيفا، إذ ان تلك الأحواض تمثل مساحات تتراكم فيها الرواسب باستمرار، ويزداد ثقلها وضغطها على القاع مما يؤدي إلى هبوطه أما الكتل القارية أو المعابر البرية فهي على النقيض من ذلك، إذ يمكن افتراض أنها تخف باستمرار نتيجة لتأثير عمليات النحت والاكتساح التي تصيبها بفعل تعرضها لعوامل التعرية. هذا ولم يتأكد بعد إلى أي حد يمكن ان نعتبر هبوط الأرض على طول خطوط الانكسارات العظيمة دليلا على أمكان هبوط الكتل القارية على نطاق واسع. فلقد نستطيع تفسير الانكسارات الراسية على طول السواحل أو بعضها عن طريق مفاهيم نظريات الزحزحة ولكن الشواهد التي نراها في الحاجز المرجاني العظيم في شرق استراليا، والانكسارات العظيمة في سواحل بيرو لتدل على حدوث حركات هبوط قوية على نطاق واسع، منها الجزر المرجانية التي توجد في المحيط الهادي، حيث يبلغ سمك التكوينات المرجانية بضع مئات من الأمتار على الرغم من ان شعاب المرجان لا تنشا إلا في مياه ضحلة. وقد سبق لداروين DARWIN ان علل تكوينها عن طريق الهبوط وأيده في ذلك ديفز Davis واخرون كل التأييد. عدا هذا فهناك الكثير من الجزر التي هبطت واختفت أرضها تحت مياه المحيط. وتمثل نشأة المحيط الهادي مشكلة أكثر صعوبة وتعقيدا من نشأة المحيط الأطلسي. فهذا المحيط أعظم اتساعا وأوجه الشبه في التركيب الجيولوجي بين سواحله الغربية والشرقية تعتبر قليلة، بالنسبة لما وجدناه على سواحل المحيط الأطلسي المتقابلة. ولما كانت نظرية الزحزحة لم تتعرض لتفسير نشأته بشكله الحالي، فانه لم يبق إلا ان نعتبره محيطا ثابتا. وقد ارتأى الكثير من الباحثين انه كان دائما باستثناء أجزاء من تخومة محيطا عظيما شاسع المساحة ويتفق الجميع على ان المنطقة التي تقع إلى الشرق من الهند كانت أرضاً متصلة فيما مضى، وكانت أقواس الجزر التي تكتنف سواحل قارة آسيا قسما منها، وكان اليابس الاسترالي يمتد شرقا ليضم جزر فيجي FIJI وكاليدونيا الجديدة New Caledonia ونيوزيلندا الجديدة New Zealand وكلها جزر قارية. ويرى بعض الباحثين ان كتلة الأمريكيتين كانت أكثر امتدادا نحو الغرب. وعن طريق هذا الافتراض يفسرون كثيرا من الظاهرات الجيولوجية الاستراتيجية في القسم الشمالي الغربي من أمريكا الشمالية، والنطاق الانكساري الساحلي في شمال غرب بيرو. أما جري جوري فلا يرضى بمجرد حدوث اقتضاب في الكتل القارية عند حواف المحيط الهادي، فهو يذهب إلى القول بان الشواهد الجيولوجية تشير إلى ان هذا المحيط كانت تشغله لعدة عصور بحار داخلية منعزلة تحيط بها كتل قارية وكانت لتلك البحار في العادة امتدادات رئيسية نحو الغرب وصوب الشرق. وفي بعض الأحيان كانت تستمر في امتدادها عبر آسيا واوربا، أو عبر أمريكا إلى المحيط الأطلسي، لتكون بحرا متصلا يفصل بين كتل قارية شمالية وأخرى جنوبية. والواقع ان ثبات المحيط الهادي بأبعاده الحالية يعتبر امرأ غير محتمل ولكن إذا استبعدنا تخومة الغربية بما فيها أقواس الجزر الآسيوية والاسترالية (حتى جزر فيجي) وجاز لنا ان نفترض حدوث انكسارات أدت إلى هبوط أجزاء من السواحل الغربية الأمريكية، حينئذ يمكننا ان نفترض ثبات باقي أجزاء هذا المحيط. ولكن نظرية الزحزحة - ولو أنها لم تتعرض لنشأة المحيط الهادي بأبعاده الحالية بطرق مباشرتفترض ان الكتل القارية قد تزحزحت صوب محيط عظيم قديم تتمثل بقاياه الآن في المحيط الهادي. فهذا المحيط يمثل أذن كل ما تبقى من محيط العصر الفحمي الذي يسميه فجنر بانتالاسا Panthalassa. كما افترض هولمز في نظريته الخاصة بالتيارات الصاعدة محيطا عظيما سماه محيط ما قبل الهادي Pre - Pacific. Ocean. من هذا نرى ان لآراء جري جوري، وجهاتها، ولكن المشكلات البينة التي تعترض طريق إمكانية هبوط الكتل القارية على نطاق واسع، والميل المتزايد بين الباحثين إلى الاعتقاد في نوع أو آخر من التزحزح القاري يجعلنا نرجئ الحكم على نشأة المحيط الهادي.