معنى قوله تعالى : وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص415.
2025-03-20
757
معنى قوله تعالى : وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ
قال تعالى : { وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ} [الرعد: 37].
قال الشيخ الطبرسيّ ( رحمه اللّه تعالى ) : {وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا }، أي : كما أنزلنا الكتب إلى من تقدم من الأنبياء بلسانهم. أنزلنا إليك حكمة عربية أي : جارية على مذاهب العرب في كلامهم ، يعني القرآن.
فالحكم ها هنا بمعنى الحكمة كما في قوله : وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا.
وقيل : إنما سماه حكما لما فيه من الأحكام في بيان الحلال والحرام ، وسماه عربيا لأنه أتى به نبي عربي.
{وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ }: خطاب للنبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والمراد به الأمة أي لئن وافقت وطلبت أهواء الذين كفروا والأهواء جمع الهوى وهو ميل الطباع إلى شيء بالشهوة بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ باللّه تعالى لأن ما أتيناك من الدلالات والمعجزات موجب للعلم الذي يزول معه الشبهات . ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ ، أي : ناصر يعينك عليه ، ويمنعك من عذابه . وَلا واقٍ يقيك منه ، مِنْ وَلِيٍّ في موضع رفع ومن مزيدة « 1 ».
_____________
( 1 ) مجمع البيان : ج 6 ، ص 46 .
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة