ثالثاً- أسباب التدفقات المالية بين الدول

لقد أثارت الطفرة في تدفقات رؤوس الأموال جدلاً كبيراً بين الاقتصاديين حول ما إذا كانت ظاهرة مؤقتة نتجت بسبب التغير في العوامل الدورية في الاقتصاد العالمي، حيث نشرت إحدى الدراسات " أن متوسط التدفقات المالية للدول الصناعية في الفترة الممتدة من سنة 1986ــ 1990 بلغ 208 مليار دولار ليرتفع إلى 331 مليار دولار عام 1995 ثم إلى 560 مليار دولار في عام 2003، أما التدفقات إلى الدول النامية فارتفعت من 96 مليار دولار عام 1996 إلى 129 مليار دولار عام 1997 ثم إلى 193 مليار دولار عام 2003، حيث تشكل التدفقات إلى الدول النامية نسبة 31% من إجمالي التدفقات، والجدول التالي يوضح الاتجاهات الدولية للتدفقات المالية.

وترجع هذه التدفقات الكبيرة بين الدول إلى الأسباب الآتية :

1 ـ الهروب أو الخوف من بعض الظروف غير الملائمة مثل الحروب والتضخم والاضطرابات السياسية، حيث تتدفق الأموال الزائدة لبلد آخر يتمتع بظروف اقتصادية وسياسية مستقرة .

2 ـ الرغبة في تحقيق دخل أكبر من شراء أصول أجنبية أو سندات أو ودائع لفترة قصيرة الأجل.

3 ـ المضاربة عند توقع تغيرات في القيمة الدولية للعملة الوطنية لإحدى البلدان لأسباب اقتصادية وغير اقتصادية مباشرة، حيث يقوم المضاربون بتحويل أموالهم لعملة البلد التي يتوقعون ارتفاع قيمة عملتها.

رابعاً - المزايا المنتظرة من تحرير حساب رأس المال

إن التحدي الذي يواجه الدول النامية هو تعظيم المكاسب من عملية تحرير حساب رأس المال عبر الزمن وأن المكاسب التي تجنيها هذه الدول تعتمد أساساً على استعداد الدولة لتبنيها وتوفير الظروف الملائمة، وعن أهم المزايا المنتظرة نذكر ما يلي : 

1. تحرير رأس المال يساعد على التدفقات الكبيرة، فالدول التي تتميز بتحرير رأس المال لها القدرة على جذب تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر أكثر من الدول المغلقة.

2 . زيادة فعالية استخدام رأس المال العالمي بالإضافة إلى تخفيض وتقارب أسعار الفائدة وتكلفة رؤوس الأموال، تؤدي إلى زيادة الاستثمار وارتفاع الناتج الإجمالي المحلي ومعدلات النمو الاقتصادي.

3 .الاستفادة من الوساطة المالية العالمية عن طريق تجارب الدول المتقدمة من ناحية التكامل المالي، وبالتالي تحاول الدول النامية أن تسير على درب هذه الدول وبالتالي سوف تقلل من المديونية وتطور أسواقها المالية.

4. لهذه التدفقات أهمية بالغة خاصة بالنسبة لميزان المدفوعات حيث تساعد على تمويل حجم كبير من محجوزات الحساب الجاري المرتبط بزيادة الواردات، كما تساعد التدفقات على تراكم الاحتياطات الأجنبية.

5 . توفير فرص الاستثمار للقطاع الخاص وفرص العمل.

6. تحفيز الدول على انتهاج سياسات اقتصادية تحافظ على جذب الاستثمارات الأجنبية للحصول على مزيد من المنافع.

مواضيع ذات صلة

اتفاقية بازل الجديدة " اتفاقية بازل II" وخصائصـها

الجوانـب الأساسيـة لاتفاقيـة بـازل وتـعديلات لجنـة بـازل الأولـى ( 1995 - 1998)

معايير لجنة بازل لكفاية رأس المال (ماهية وتعريـف لجنـة بـازل المـصرفيـة)

حـالـة الانـدماج المـصرفـي فـي الـدول العـربـيـة

مـحـددات ومـراحـل الانـدمـاج المـصرفـي

شـروط وضـوابـط الانـدمـاج المـصرفـي

دوافـع الانـدماج المـصرفـي وآثـاره الإيـجابـيـة والسلـبـيـة

نـمـاذج الانـدمـاج المـصـرفـي

الاندماج المصرفي وحالته في الدول العربية (مـفهـوم الانـدماج المـصرفي واهـدافـه)

شـروط وضـوابـط نـجـاح خـوصـصة الـبـنـوك

الأهـداف المتـوقعـة لـخوصـصة البـنـوك العامـة

دوافع وأهداف خوصصة البنوك وضوابط نجاحها ( الأسباب والدوافع الرئيسية لخوصصة البنوك)