1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية الروحية والدينية :

الطبيب ومصلحة المريض

المؤلف:  محمد تقي فلسفي

المصدر:  الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب

الجزء والصفحة:  ص 284 ــ 286

2024-10-21

52

الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) لكي يوضح قيمة القوانين الإلهية لسعادة وصلاح الناس، ويبين حلال وحرام الإسلام اللذين يستندان إلى الخير والشر، وصف القوانين الإلهية بتوصيات الطبيب العالم، فقال (صلى الله عليه وآله): (يا عباد الله، أنتم كالمرضى ورب العالمين كالطبيب، فصلاح المرضى فيما يعلمه الطبيب وتدبيره به لا فيما يشتهيه المريض ويقترحه، الا فسلموا لله أمره تكونوا من الفائزين) (1).

إن هذا الوصف أفضل مثل يمكنه أن يفصل بين رغبات الناس والمصلحة العامة، ويميز اسلوب الإسلام عن أساليب عالم الغرب، ويكون مصدراً للكشف عن الكثير من الحريات المفرطة والمخالفات المعارضة لمصلحة عالم اليوم ويجيب على الكثير من أسئلة الشبان.

عندما ترتفع نسبة السكر عند مريض ما يصاب بضعف شديد ويقع طريح الفراش، إن هذا المريض يميل طبيعياً إلى المواد السكرية والفواكه التي تحتوي على نسبة كبيرة من السكر والحلوى، بأمل أن يستعيد قوته ويعوض عن ضعفه، وخادمه المطيع (النفس) على استعداد لتلبية طلباته وتقديم أي نوع من الطعام والفاكهة والحلوى. فيخالفه طبيبه الذي أجرى التحليلات اللازمة على المريض وعرف سبب مرضه، يقول له بصراحة، إن طلباتك تضر بصحتك فالأطعمة والفواكه الحلوة فضلاً عن أنها لن تمنحك القوة، بل إنها ستزيد من مرضك وضعفك الحالي، ومن المحتمل أن تكلفك حياتك، فمن مصلحتك أن تمتنع عن تناول أي نوع من أنواع الأطعمة والأغذية السكرية بل تناول الأطعمة المناسبة والمفيدة لحالتك حتى تشفى.

إن المريض إذا امتنع عن تناول الأطعمة الضارة، وحال دون رغباته المضرة وصرف النظر عن الحريات المخالفة للمصلحة، عندها يمكنه أن يستعيد سلامته، ويحظى بالسعادة، وبالعكس إذا كان طالباً للرغبات المخالفة للمصلحة، وتناول الأطعمة الضارة عليه عندئذ أن لا يتوقع سلامة أو سعادة، بل إنه يعرض نفسه للخطر.

إن القانون الإسلامي يقوم على أساس مصلحة الناس، والله عزوجل واضع القانون، كالطبيب المعالج يعين الصلاح والفساد والخير والشر لدى الناس عن طريق التعاليم الدينية، ويتم إبلاغ الناس بذلك عن طريق الأنبياء.

نحن نعلم أن المريض ومن حوله يجهلون الكثير من إرشادات الطبيب، ولا يعرفون حقيقتها، ومع ذلك فإنهم دون أي تردد يطيعون أوامره برحابة صدر لأنهم يعتقدون أن الطبيب يعرف حالة المريض، وأن أوامره لصالح المريض.

المؤمنون أيضاً، رغم أنهم لا يعرفون أسباب الكثير من الأحكام الإلهية ولا يفهمونها، فإنهم يخضعون لأوامر الله عزوجل، وينفذون أوامره بلا تردد وينتهون بنواهيه دون قيد أو شرط، لأنهم يعتقدون أن الأوامر السماوية للإسلام تضمن مصلحتهم وسعادتهم.

عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال: (إعلم أن رأس طاعة الله سبحانه التسليم لما عقلناه وما لم نعقله) (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مجموعة ورام، ج 2، ص 117.

2ـ بحار الأنوار، ج 17، ص 209.