1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية الروحية والدينية :

الأنماط أو الطرق التربوية في القرآن / التربية بالسلوك

المؤلف:  د. بلال نعيم

المصدر:  التربية والتعليم في القران الكريم

الجزء والصفحة:  ص 131 ــ 134

2025-03-10

148

المقصود هو التربية بالسلوك في مقابل التربية بالمفاهيم أو بالتنظير، وهو ديدن القرآن الذي يريد الهداية للناس، وهي هداية واقعية وعملية وليست مجرد تغنّ بالمفاهيم الراقية والمبادئ المقدّسة، إنها هداية تطال جميع شراشر الوجود للإنسان الذي يجب أن يصبح إلهياً من شعره إلى أخمص قدميه، وفي المواقع الحساسة للسلوك إلى أدق تفاصيل الحياة ولا يكون ذلك متيسراً إلا باعتماد أقرب الطرق إلى قلب ذلك الإنسان من أجل تغييره والتأثير فيه؛ من هنا تأتي أهمية كل الأنماط التربوية التي استخدمها القرآن الكريم من أجل بلوغ هدف الهداية للناس، ومن جملة الأمثلة على هذا النمط:

ـ التربية على صدق الوعد من خلال سلوك نبي الله إسماعيل (عليه السلام).

ـ التربية على التسليم من خلال رضا نبي الله إسماعيل (عليه السلام) أن يذبحه أبوه تطبيقاً للأمر الإلهي.

- التربية على تحمّل أذى الزوجة أو الزوجات، من خلال سلوك النبي (صلى الله عليه وآله) مع نسائه.

ـ التربية على بر الوالدين مهما كانا فاسدين، من خلال سلوك إبراهيم (عليه السلام) مع عمه آزر الذي كان بمثابة أبيه.

- التربية على تحدي الكافرين والظالمين، من خلال سلوك إبراهيم (عليه السلام) مع النمرود ومع أصنامه وأزلامه.

ـ التربية على الإطعام وعلى رعاية الأيتام من خلال سلوك الزهراء (عليها السلام) وأهل بيتها مع المسكين واليتيم والأسير.

ـ التربية على الدعاء وطلب الحاجة من الله وعدم اليأس من رحمة الله، سلوك زكريا (عليه السلام) مع كبر سنه، وسلوك يعقوب (عليه السلام) في انتظار عودة يوسف (عليه السلام).

ـ التربية على الوفاء وعدم الخيانة، سلوك يوسف (عليه السلام) مع زوجة العزيز.

- التربية على العفة والطهارة، سلوك مريم (عليها السلام) مع أهلها ومع طفلها ومع قومها.

ـ التربية على الشجاعة والقوة من خلال سلوك ذي القرنين.

ـ التربية على عدم الرضوخ للواقع، والبحث عن الحقيقة أينما كانت من خلال سلوك أهل الكهف.

ـ التربية على الإنفاق وعدم البخل، من خلال سلوك أصحاب الجنة الذين خسروا كل شيء لأنهم بخلوا.

ـ التربية على عدم الكبر والتجبّر من خلال سلوك قارون مع قومه وما حصل معه.

ـ التربية على عدم الحسد من خلال سلوك أخوة يوسف، وسلوك قابيل وسلوك إبليس.

ـ التربية على عدم أذية المؤمنين من خلال سلوك زوجة أبي لهب.

وهكذا في الاتجاهين الإيجابي والسلبي قدم القرآن المفاهيم التي يريد تعميمها وإفهامها وصولاً إلى امتثالها أو اجتنابها، قدمها على نحو سلوكي رائع، يمكن أن يصل وبسرعة إلى جميع المستويات العمرية، ومن دون حاجة إلى مؤونة زائدة في الشرح والتحليل.

وتعتبر التربية بالسلوك من أهم الأنماط التربوية الحديثة، حيث يكفي الإنسان المربي أن يسلك سلوكاً حسناً ليتم الإرشاد إليه وأن يبتعد ويتجنّب سلوكاً سيئاً ليتم الإرشاد إلى تركه والابتعاد عنه (وإن أفضل وأفعل الأنماط التربوية هو هذا النمط السلوكي الذي يجعل السلوك يترشح من السالك إلى محيطه وإلى من هو أدنى منه). 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي