x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المراهقة والشباب :

الحب سير ومواقف / الحر بن يزيد الرياحي

المؤلف:  السيد مرتضى الحسيني الميلاني

المصدر:  الى الشباب من الجنسين

الجزء والصفحة:  ص 55 ــ 58

2024-05-13

304

الحر الرياحي إرتكب ذنباً عظيماً، حيث أن مهمته حين خرج للحسين من الكوفة هي أن يأتي به إلى ابن زياد ليضع يد الحسين (عليه السلام) بيد بن مرجانة. ومهما كان هذا الذنب عظيماً إلا أن النظر في أدب الحر مع الحسين (عليه السلام) يجعل المسألة محيرة.

فرغم أن الحر كان قائداً لألف رجل مسلح، نراه يخضع أمامَ الحسين (عليه السلام) ويتواضع ويصلي خلفهم وهذا التأدب من الحر ينبئ عن حُسن ذاته، وأنه لم يكن خبيث السريرة وإن إرتكب عملاً قبيحاً.

ولما كان يوم العاشر من المحرم كان الحر أميراً على أربعة آلاف. لقد كان من شجعان زمانه، بل قيل إنه لم يكن في الكوفة أشجع منه.

ومع ذلك نراه يرتعد لما يرى من حق الحسين وباطل ابن سعد. فاتخذ القرار النهائي ولم يفضل على الجنة شيئاً.

فمال إلى معسكر الحسين (عليه السلام) ولكن في حياءٍ واعتذار وهو يستر وجهه بكفيه من الخجل ثم يرفع رأسه إلى السماء قائلاً: (اللهم إليك أنيب فتب علي فقد أرعبتُ قلوب أوليائك وأولادِ نبيك) (1) ونزل عن جواده وأقبل نحو الحسين (عليه السلام) وألقى بنفسه على قدميه. قائلاً: (والله يا مولاي ما علمت أن القوم يبلغون منك هذا، وقد جئتك تائباً مما كان مني ومواسيك بنفسي.. فهل ترى لي من توبة؟) (2)، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): (إن تبت تاب الله عليك) وقال: (ما اخطأت أمك إذ سمتك حُراً) لقد شعر الحر بالذنب الكبير فتاب على يد الحسين والأنين يملؤُ صدره.

يقول الحديث القدسي: (أنينُ المذنبين أحب إلي من تسبيح المسبحين) ولما تقدم هذا الأسد الشجاع نحو معسكر ابن سعد، رآى جنوده من قبل أن قائدهم قبل قليل أصبح حسينياً فدبّروا أنواع الحيل والمكائد ليسقطوه عن فرسه، فضربوا الفرس بالسيوف والنبال حتى سقط، فقاتلهم الحر راجلاً إلى أن خر صريعاً وهو يقول: (السلام عليك يا أبا عبد الله).

فذهب إليه الحسين (عليه السلام) ووضع رأسه في حجره يمسح عنه الدم وبكى عنده.

أخي الشاب أدعوك إلى المسارعة إلى التوبة إن كنت مذنباً مخطئاً عسى أن تشملك هذه الآية الكريمة ببركاتها: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25]. وأنا هنا أنقل لك قضية حقيقية عن مقام الحر عند الله سبحانه:

عندما زار إسماعيل الصفوي كربلاء أدخل على قبر الحسين (عليه السلام) وقبور أصحابه عدة إصلاحات وإضافات، وقرر بعد ذلك أن يبني قبة على ضريح الحر (رضي الله عنه) فقال له بعض المتطفلين: ليس للحر ذلك المقام الرفيع حتى تبني له قبة.

وقال بعض آخر: إنه كان من أصحاب الحسين وقد استشهد محباً لله ولإمام زمانه فمن المناسب أن تبنى له قبة. فقال إسماعيل الصفوي أنا سأختبر الأمر وأحل المشكلة. فأمر بحفر قبر الحر حتى إذا وصلوا إلى الجسد الطاهر فوجدوه بعد قرابة ألف سنة طرياً جديداً. ونظروا فإذا رأسه الشريف معصب بعصابة هي نفس العصابة التي يذكر أهل المقاتل أن الحسين (عليه السلام) عصّبه بها ليقطع نزف الدم عنه.

وحين دفن الحر لم تفتح تلك العصابة. فقال إسماعيل إفتحوا هذه العصابة لأضعها في كفني تبركاً بها حيث إنها عصابة الحسين (عليه السلام)، ولكنهم بمجرد أن فتحوا هذه العصابة نزف الدم مرة أخرى فأمر إسماعيل باستبدال العصابة بعصابة من عنده، ولكن الدم جرى مرة ثانية فاتضح لهم أن هدية الحسين (عليه السلام) هي التي تقطع نزف الدم عنه، وأنه لابد أن يرد المحشر معصباً بهذا التاج الذي توجه به الإمام الحسين. فشدوها عليه مرة أخرى وواروه التراب.

ولا تزال تلك القبة إلى اليوم.

أخي الشاب:

ما تقول بعد أن عرفت عن الحر وتوبته وارتفاع مقامه إلى هذه الدرجة؟ وإذا كان جسد الحر لا يزال طرياً وهو القابل للتعفن والتلف فلابد أن روحه تسبح الان في عليين.

وهل علمت أن الحب الصادق يحلق بالإنسان إلى أعلى المراتب؟ إن من المؤسف اليوم حيث نرى أكثر العباد يعبدون الله خوفاً منه لا حباً له.

ولذلك نجد أن هذه العبادة ناقصة ليس فيها تعلق بالمحبوب الأكبر وهو رب العزة والجلالة.

اللهم أرزقني حبك وحب من يحبك، وحب كل عمل يوصلني الى قربك. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ شجرة طوبى، 2 / 436

2ـ كلمات الإمام الحسين (عليه السلام)، 438.