x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المراهقة والشباب :

الشباب ومشكلة الغرور

المؤلف:  السيد مرتضى الحسيني الميلاني

المصدر:  الى الشباب من الجنسين

الجزء والصفحة:  ص 155 ــ 156

2024-05-28

234

الإعجاب بالنفس والغرور حالة مرضية تعتري الإنسان بسبب الشعور بالتفوق على الآخرين، والإعتداد بما عنده من قوة أو جمال أو مال أو سلطة أو موقع إجتماعي أو مستوى علمي.

وتلك الظاهرة المرضية هي من أخطر ما يصيب الإنسان، ويقوده إلى المهالك، ويورطه في مواقف قد تنتهي به إلى مأساة مفجعة صورها القرآن الكريم بقوله: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6، 7].

وحذر من تلك الظاهرة في إيراده لوصية لقمان لابنه: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18].

وقال أيضاً: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} [الإسراء: 37].

وتعتبر مرحلة الشباب لاسيما مرحلة المراهقة من أكثر مراحل حياة الإنسان شعوراً بالغرور، والإعجاب بالنفس، وربما الإستهانة بالآخرين، أو بالمخاطر والدخول في المغامرات. وكم كان لهذا الشعور المرضي من أثر سيء على سلوك الشباب بما يجلبه عليهم من مآسٍ فكم يكون للغرور مثلا عند الفتى أو الفتاة من آثار سلبية على التعامل مع عملية إختيار الزوج، أو الزوجة أو التعامل من قبل أحدهما مع الآخر، أو مع أسرته؟ فالشاب المعجب بنفسه لا يرى زوجة ملائمة له إلا نادراً. وكم شابة بقيت عانساً لم تتزوج بسبب الغرور حتى فقدت شبابها، وربما تتحول الحياة الأسرية إلى جحيم وربما تنتهي بالفراق بسبب غرور أحد الزوجين أو كلاهما. ونجد بعض الشباب المغرور بقوته الجسدية يتعامل بتحدٍ واستهتار مع الآخرين. وكم إنتهى الغرور إلى السجن، والنبذ الإجتماعي، بل كم هي حوادث السير التي يذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الشباب كل عام، وإنما تحدث بسبب الطيش والمجازفات. ومن الجدير ذكره إن الإحصاءات تفيد: أن عدد من تقضي عليه حوادث السير يزيد على عدد من يقضي عليه مرض الإيدز أو السل وأمراض أخرى، وأن (53) مليار دولار تفقدها دول العالم الثالث بسبب حوادث السير، وهي تساوي مجموع المساعدات المقدمة إليها من الدول الغنية.

بل قد يستولي الغرور على بعض الشباب فيخجل من الانتساب إلى أسرته أو مدينته أو قريته عندما يتوهم أن ذلك لا يلائم موقعه المغرور به، بل وربما يتعالى على والديه عندما يرى نفسه أصبح بوضع إجتماعي غير الوضع الذي ينتسب إليه ويعيش فيه والداه. وربما يكون الشعور بالتفوق العلمي لدى بعض الشباب حالة من الاستخفاف بفكر الآخرين وآرائهم. ولقد قاد الغرور العلمي قطاعات كبيرة إلى الاستخفاف بالإيمان بالله سبحانه، وبما جاء به النبيون (عليهم السلام)، ولهذا لا بد من التثقيف المركّز لجيل الشباب ثقافة أخلاقية تجنبهم مخاطر الغرور والإعجاب بالنفس.