1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية الروحية والدينية :

الحاجة للإيمان والمعنويات

المؤلف:  جماعة من العُلماء

المصدر:  نحو حياة أفضل

الجزء والصفحة:  ص 13 ــ 17

2024-02-24

902

إن الحياة بحر متلاطم الأمواج يسبح فيه الإنسان المهدد بالخطر في كل آن، ولكن على كل فرد ان يعبر هذا البحر العميق ويمتلك لا محالة الوسيلة التي تحفظه من الغرق، ولا يتم ذلك الا بامتلاك سفينة مجهزة أو التوفر الكامل والمعرفة الصحيحة بالسباحة والسعي في تعلم الطريق الصحيح للحياة والتغلب على المشاكل، وذلك لكي يصل الإنسان بكل اطمئنان خاطر إلى سواحل الآمال.

يقول الإمام الكاظم (عليه السلام) الإمام السابع للمسلمين مخاطباً لهشام: (يا هشام ان لقمان قال لإبنه ... يا بني ان الدنيا بحر عميق، قد غرق فيها عالم كثير، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله، وحشوها الإيمان، وشراعها التوكل، وقيمها العقل ودليلها العلم وسكانها الصبر) (1).

نعم لن نستطيع - بدون مثل هذه القوى - ان نعبر هذا البحر المتلاطم المليء بالأهوال وننجو من غائلة الغرق، فانه بدون الإيمان، والتحمل والإرادة القوية والتوكل على الله وقدرته ولطفه لا يمكن الإنتصار على المشاكل التي تعترض الحياة.

والا فلماذا نشاهد أنه رغم التقدم المدهش للعلوم والتكنيك وتوفر مختلف وسائل الرفاه والراحة للبشرية وإمكان الإستفادة من مختلف الظواهر، رغم كل هذا نجد الإنسان قد تحول إلى موجود يتملكه البؤس والشقاء والمرض والتعب بدل ان يتحول إلى موجود سعيد متكامل؟

فقد سلبت الراحة والهدوء وحل محلهما الإضطراب والقلق.

ومن هنا ينطلق الجيل القلق التائه للبحث عن ضالته ولأنه لا يجدها - لأنها غير متوفرة الا في ظل الإيمان - فانه يلتجئ إلى الخمر والأفيون والأقراص المسكنة والمنومة أو انه ينتهي به الأمر إلى الإنتحار! ولكن لماذا كان الأمر كذلك؟

إن الجواب واضح: ذلك ان العلوم المادية انما تستطيع ان تشبع الجانب الجسمي في الإنسان وتسد احتياجاته متغافلة عن الجانب الأكبر تأثيراً في الوجود الإنساني وهو الروح والاحتياجات النفسية والمعنوية، وفي النتيجة ولدت كل هذه الأنماط من القلق والاضطرابات الروحية.

ان فقدان الإيمان واحتياج البشر الشديد له ودوره في حياة الإنسان هو من الأهمية بمكان سام دفع أكبر عالم نفس معاصر وطبيب وحقوقي كبير واستاذ لكرسي العلوم النفسية وهو الأستاذ البروفوسير (كارل يونك) لأن يقول:

(ان اللاتدين يسبب لا محالة ضحالة الحياة وخلوها من أي معنى في حين ان التدين يمنح الحياة مفهومها ومعناها الأصيل، والذي مشى بكل إصرار على طريق معرفة نفسه يصل لا محالة إلى معرفة ربه وبالتالي يصل إلى تكامل نفسه وفرديته) (2).

فانه بدون الدين والإيمان الحقيقي لن توجد راحة مطلقاً، ومن هنا يقول القرآن الكريم: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124].

ان هذه الحياة الضيقة الموبوءة المملوءة بالقلق، هي نتيجة انعدام الإيمان وبالتالي فقدان الملجأ الفكري والمأمن الروحي المعنوي في الحياة الفردية والإجتماعية في هذا القرن المضطرب ولأجل الخلاص من هذه الدوامة المهولة والنجاة من أنماط القلق نجد أن من الضروري اللجوء إلى الاعتقاد الديني الخالص.

يقول الدكتور (كيلو ردهاوزر) في كتابه: (جواز سفر إلى حياة جديدة).

(إننا في الحياة نحتاج إلى الإعتدال والإيمان وإني لأشارك ج. أ. ليبمان أكبر فلاسفة العصر الحاضر رأيه حيث يقول:ـ ان الدين والإيمان في الحياة يهب الإنسان الإطمئنان والسند الروحي).

يقول القرآن الكريم: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

ترى لماذا كان سكون الخاطر والإطمئنان من خصائص المؤمنين بالله تعالى في حين كان الآخرون محرومين من ذلك؟.

إن من الواضح أن من يستمد دائماً العطاء من قدرة لا نهائية يطمئن.

والحقيقة هي انه بمعونة من هذا السند المعنوي الفريد ونعني به (الإيمان) يمكن رفع المشكلات والتغلب على القلق، وحتى انه يمكن ان يعتبر أهم دواء في المعالجة الجسمية والروحية للمرضى.

يقول الدكتور يول أرنست آدولف الأخصائي في الجراحة العامة الطب في جامعة بنسلفانيا: (... إن أهم عامل لشفاء المريض ليس الفيتامينات والأدوية والمعدنيات والعمليات الجراحية و... وانما هو الأمل والإيمان، لقد توصلت إلى انه يجب - فيما بعد - ان يعالج جسم المريض بإعمال الوسائل الطبية والعمليات الجراحية وتعالج روحه بتقوية إيمانه بالنسبة لله، وقد ثبت انه إذا لوحظت مسألة الإيمان ـ التوسل بالله في أثناء المعالجات واعتبرت عاملاً من عوامل العلاج فانه ستحصل لدينا نتائج رائعة).

ان قدرة الإيمان عجيبة جداً وكثيراً ما نجد أفراداً ابتلوا بالقلق على أثر عدم ايمانهم وافتقدوا أي أمل فجرهم اليأس إلى مهوى الإنتحار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ أصول الكافي، ج 1، ص 16.

2ـ مقابلة بين الدكتور أحمد الارود بادي مع يونك. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي