x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الإسلام ودعوته إلى التنمية الاجتماعية
المؤلف: الشيخ حسن الجواهري
المصدر: أوضاع المرأة المسلمة ودورها الاجتماعي من منظور إسلامي
الجزء والصفحة: ص 177 ــ 179
2023-11-28
1251
نعني بالتنمية الاجتماعية هو تحرّك المجتمع المنظّم والواعي (على الصعيد المادي والمعنوي) نحو الأفضل إنسانياً.
فهناك التحرّك الإرادي الواعي لكل المجتمع.
وهناك التنظيم والتنسيق بين الأهداف المادية والمعنوية ولا يصار إلى هدف على حساب الآخر.
أمّا تنمية الإنتاج التي تنادي بها المؤسسات الحديثة كشعار لها فهو ممّا شجّع عليه الإسلام بدون اعتداء وعنف، فقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [المائدة: 87].
وممّا جاء في كتاب الإمام علي (عليه السلام) لمحمّد بن أبي بكر أنّه قال: (يا عباد الله إنّ المتّقين حازوا عاجل الخير وآجله، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم ... سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت وأكلوها بأفضل ما أكلت وشاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا معهم من طيّبات ما يأكلون، وشربوا من طيّبات ما يشربون ...) (1).
وقد جعل الإسلام العمل عبادة، والعامل لقوتهِ أفضل من العابد، وقد رفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يد عامل مكدود فقبّلها، وقال: (طلب الحلال فريضة على كلّ مسلم ومسلمة) (2).
وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15].
وقد شرّع الإسلام تشريعات كثيرة تدفع إلى الإنتاج، وعدم تعطيل الأرض والمصادر الطبيعية، كما حرّم الكسب بلا عمل، وحرّم الربا الذي هو أيضاً من مصاديق الكسب بلا عمل، كما حرّم القمار والسحر، ومنع من الاكتناز للنقود بوضعه ضريبة على المكتنز للنقود الذهبيّة والفضيّة، كما حرّم اللهو والمجون الذي يمنع من العمل، كما حرّم الاستجداء والإسراف والتبذير، وأوجب تعلّم الصناعات والفنون بالواجب الكفائي (وكلّ هذا يمكن تفصيله في البحوث الفقهية)، وجعل للدولة حق الإشراف على الإنتاج والتخطيط له، ليكون الإنتاج منظّماً خالياً من الفوضى.
والمرأة بما أنّها إنسانة (أُمّاً أو أُختاً أو بنتاً أو زوجة) والإنسان هو محوَر التنمية، إذاً ستكون المرأة هي ركن التنمية كالرجل، لابدّ من الاستفادة منها في التنمية لخير المجموع بأفضل ما يمكن.
نعم، هناك تقسيماً رحيماً بين وظائف الرجل ووظائف المرأة في التنمية.
فالزوجة لها دور في التنمية الاجتماعية والإنتاجية يختلف عن دور الزوج، كما أنّ دور الولد يختلف عن دور الوالد، وكلّ واحد يكمّل الآخر للوصول إلى الهدف.
فالزوجة والأُم: تعدّ وتهيّء البيئة العائليّة السليمة، والعائلة الصالحة هي قوام المجتمع الصالح.
كما هي التي تقوم بتربية الجيل الصاعد القوي الفاعل ليتمكّن من العمليّة الاجتماعية والتنمية.
وبهذا نعرف أنّ أيّ ضربة للعائلة ستكون ضربة قويّة للمجتمع الصالح القوي الفاعل، فيتحوّل إلى مجتمع لا صلاح فيه ولا قوّة ولا فاعليّة.
وللمرأة ـ بعد هذا الدور العظيم ـ أن تدخل مناحي الحياة العلمية والأدبية والسياسية والاقتصادية لتكون فاعلة في كلّ ما تكون قادرة عليه بحسب بنيتها وعاطفتها، ومجال ذلك واسع جدّاً، فهي شريكة الرجل في العملية الاجتماعية والإنسانية والإنتاجية، وكلّ ما يسمح للمرأة من التصدّي له من المناصب العالية حتى منصب رئاسة الدولة (بالمعنى المألوف في الدول الحالية)، وتمكّنها من الترشيح والانتخاب والمشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية باستثناء القضاء الذي منع منه الإسلام المرأة، وهو إعفاء عن مسؤوليّة عظمى، وليس نقصاً في حقوقها، ولها أيضاً المشاركة في كلّ من شؤون القضاء دون نفس الحكم القضائي، وباستثناء الخلافة العامّة التي تستوجب قيادة الأُمّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ نهج البلاغة، شرح صبحي الصالح: 383، وراجع الأمالي، 1: 25.
2، أسد الغابة، 2: 269، بحار الأنوار، 103: 9.