x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

القانون العام

القانون الدستوري و النظم السياسية

القانون الاداري و القضاء الاداري

القانون الاداري

القضاء الاداري

القانون المالي

المجموعة الجنائية

قانون العقوبات

قانون العقوبات العام

قانون العقوبات الخاص

قانون اصول المحاكمات الجزائية

الطب العدلي

التحقيق الجنائي

القانون الدولي العام و المنظمات الدولية

القانون الدولي العام

المنظمات الدولية

القانون الخاص

قانون التنفيذ

القانون المدني

قانون المرافعات و الاثبات

قانون المرافعات

قانون الاثبات

قانون العمل

القانون الدولي الخاص

قانون الاحوال الشخصية

المجموعة التجارية

القانون التجاري

الاوراق التجارية

قانون الشركات

علوم قانونية أخرى

علم الاجرام و العقاب

تاريخ القانون

المتون القانونية

دساتير الدول

قانون لبت عشتار

المؤلف:  سعيدي سليم

المصدر:  القانون والاحوال الشخصية في كل من العراق ومصر

الجزء والصفحة:  ص23-27

21-6-2022

2078

لمحة تاريخية عن مملكة ايسن ( 2017- 1794 ) تعد مدينة أيسن المسماة حاليا ب(انشان بحريات) والواقعة في الجنوب الغربي من مدينة نفر على مسافة 28 كم شرق نهر الفرات ، من المدن العراقية القديمة ، إذ تشير الدلائل الأثرية إلى أنها كانت مأهولة منذ عصور ما قبل التاريخ ، كما كانت على درجة من الأهمية في عصر فجر السلالات (1) ويعود الفضل في تأسيس سلالة أيسن الأولى إلى الملك (اشبي-ايرا) الذي تعود أصوله إلى مدينة ماري ، وكان يعمل موظفا في بلاط الملك (أبي-سين) آخر ملوك أور الثالثة ،حيث اغتنم فرصة الاضطرابات السياسية التي مرت بها مملكة أور وطلب من سيده (أبي-سين) أن يمنحه حكما في مدينتي إيسن ونفر، وهذا بعد مهمة كلفه بها لشراء كمية من الحبوب من مدينتي إيسن وكزالو، وهذا ما توضحه الرسالة الآتية التي بعثها (اشبي-ايرا) إلى (أبي-سين) : "إلى أبي-سين هذا ما يقوله خادمك اشبي-ايرا ، لقد وليتني مسؤولية حملة إلى أيسن وكزالو لشراء القمح...ولكن الآن بعد أن سمعت بان المارتو المعاديين دخلوا إلى بلادك جلبت لك 7200 كورا من القمح ، جلبتها كلها ، الآن دخل المارتو إلى وسط البلاد واستولوا على الحصون...فاني غير قادر على نقل القمح... يا مليكي ضعني مسؤولا عن أيسن ونفر ..."(2) من هذه الرسالة نفهم أن بداية الانفصال كان بطلب وبالتماس من (اشبي-ايرا) للاستقلال بمدينة ايسن .

وبقي (اشبي-ايرا) بعد أن نال الموافقة مواليا لسيده ولم يعلن الانفصال أو العصيان حتى سقطت في أيدي العيلاميين ، فقام بطرد الحامية العيلامية منها وأعاد بناء المدينة ، كما اخذ يمد نفوذه إلى المدن المجاورة كنفر وأوروك وأريدو و لجش و غيرها(3) ولقد اعتبر(اشبي-ايرا) مملكته الوريثة الشرعية لأسرة أور الثالثة ووريثا للسومريين بوجه عام في ملوكية بلاد سومر وأكد ، ويتجلى ذالك في تعلق ملوك هذه السلالة بالثقافة السومرية ، حيث كانت اللغة السومرية فيها اللغة الرسمية لهم كما توضحه الكتابات الملكية  التي خلفوها (4) ومما زاد في شهرة وأهمية مدينة أيسن أنها كانت مركز الطب البابلي ومركز عبادة (غولا ) آلهة الصحة والشفاء في معتقدات العراقيين القدماء. ومهما كان الحال فان سلالة إيسن استمرت في الازدهار إلى أن دخلت في فترة المتاعب والأخطار مع دويلة (لارسا) التي كانت تنافسها وتنازعها على النفوذ في البلاد ، وظهر النزاع الحاد بينهما في عهد ملكها الخامس (لبت عشتار) ، إلى أن تمكن ملك لارسا بسلاح  : (ريم سين) من دخول إيسن وضمها إلى مملكته ، وعبر عن ذلك مفتخرا بقوله الآلهة انو( 5) وانليل( 6) وانكي( 7) تمكن الراعي الحق ريم سين من فتح المدينة الملكية ايسن ، ولم يمس سكانها بسوء وتركهم يتكاثرون في الحياة وخلد اسمه إلى ابد الآبدين (8)

2- محتوى قانون لبت-عشتار :

خامس ملوك - ينسب هذا القانون إلى الملك لبت عشتار ( 1934- 1924 ق.م) أسرة إيسين كبرى عواصم الأموريين (9)، ضم هذا القانون في أصلة أكثر من مائة مادة ، بينما أظهرت بقايا الرقم الطينية ثمانية وثلاثين مادة مكتوبة باللغة السومرية (10) وعثر عليها مسجلة على كسر من سبعة ألواح ، ستة منها وجدت في مدينة نيبور، أما القطعة السابعة فمصدرها غير معروف (11) ويبدو أن هذه الكسر الطينية هي نسخة من القانون الأصلي والدليل على ذلك كثرة الأخطاء النحوية ، وسوء ترتيب المواد ، فقد جرت العادة أن يستنسخ التلاميذ القوانين أو بعض النصوص الدينية بغية تعليمهم وتدريبهم على الكتابة والقراءة ،ومن ثم فمن المرجح أن هذه النصوص المكتشفة ، إنما هي من قبيل هذه النصوص التعليمية أما الأصل فقد دون على مسلة أو نصب مميز لم يعثر عليه ، وهو ما تشير إليه مقدمة القانون التي تقول« عندما وفرت الرفاهية لبلاد سومر وأكد أقمت هذه المسلة » (12) وقد أكد هذا القانون على الدور الكبير الذي قام به السومريون في تطور العراق القديم ، فقانون لبت-عشتار يمثل على ما يرجح حضارة السومريين تمثيلا كبيرا ، على الرغم من أن هذا الأخير ملك سامي، وهذا يدعونا لنفترض بان هذا القانون مشتق بالدرجة  الأولى من تراث السومريين الحضاري (13) ويبدأ هذا التشريع بمقدمة تضمنت التمجيد للآلهة السومرية العظام ولإله المدينة الرئيسي وكيفية اختيار الآلهة للملك لبت عشتار الراعي الحكيم الذي جاء لنشر العدل في البلاد وللقضاء على العداوة والظلم وتحقيق الرخاء والأمن للسومريين والاكاديين . وتثبت مقدمة التشريع الوضع المضطرب الذي مرت به بلاد سومر وأكد، وهذا ما  يطابق الوقائع التاريخية التي مر بها العراق في العصر البابلي القديم(14) وتعالج المواد الأولى من المتن استئجار السفن واستثمار الحقول والبساتين وسرقة المحاصيل الزراعية منها ، وقد حددت العقوبة بان يدفع الجاني عشر شواقل من الفضة ، وهو مبلغ ضخم بالقياس إلى ذلك العصر ، وإذا أهمل صاحب عقار غير مبني عقاره ، فأدى إلى سرقة البيت المجاور للأرض، فعلى صاحب العقار المهمل تعويض جاره بقيمة الأشياء  المسروقة(15) ويعالج بعد ذلك أحوال العبيد، فقدر تعويض الشخص الذي هرب عبده أو آمته إلى شخص وساعده على الاختفاء عنده فعلى هذا الأخير أن يعوض صاحب العبد أو الآمة بالمثل، وفي حالة عدم امتلاكه للعبد، فعليه أن يدفع مبلغا من المال حدده القانون بخمسة عشرة شاقلا (16) وبالمقابل فإن تشريع لبت-عشتار قد قدر أوضاع العبيد وعمل على حمايتهم، ومنحهم حقوقا لم تمنحها التشريعات القديمة(17) ، فقد أعطى للعبد فرصة تحرير نفسه إذا دفع لسيده ضعف ما اشتراه به(18) كما عالج لبت عشتار الاتهامات الكاذبة وشؤون الأراضي الزراعية والضرائب وحالات الاعتداء على الآخرين وعلى أملاكهم محددا عقوبة كل حالة. وانتهى التشريع بخاتمة بدأت بذكر إنجازات لبت عشتار في البلاد تنفيذا لإرادة الإله اوتو والقضاء على البغضاء والعنف وتحقيق الرخاء ،وخصص الجزء الأخير من الخاتمة بدعوته المحافظة على المسلة والقوانين ، ومن ثم إنزال اللعنات على كل من يحاول تخريبها أو تغييرها أو وضع اسمه عليها (19)  وعلى الرغم من التلف الذي أصاب ما يقارب ثلثي الألواح التي تحمل تشريع لبت عشتار ، فانه يكتسي أهمية كبيرة ، لكونه جاء مبوبا بطريقة راقية : مقدمة ومتن وخاتمة ، فكان نموذجا للتشريعات اللاحقة .  وقد عالج المشرع فيه عدة قضايا اقتصادية واجتماعية في الدولة ، ونرى المشرع يعتمد مبدأ التعويض في الجرائم ، وهذا يعتبر تطورا مهما في نظر فقهاء القانون .

________________

1- فجر السلالات ( 2800 – 2370ق.م) مصطلح وضعه هنري فرانكفورت ، كما أطلق عليه )عصر ما قبل سرجون) لان هذا العصر سبق عهد الملك الاكادي سرجون ، كما سمي ب(عصر اللبن المستوي المحدب) لشيوع استعمال هذا النوع من اللبن في الأبنية، ويفضل طه باقر تسميته بعصر ( دول المدن الثاني) وكذلك ب( عصر الحضارة السومرية) . للمزيد انظر :  طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، ج 1، الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين، ط 1  منشورات دار البيان، بغداد ، 1973 ، ص 253

2- عباس علي الحسيني ، مملكة إيسن بين الإرث السومري والسيادة الامورية ، دراسة، منشورات اتحاد الكتاب العرب ، دمشق ، 2004 ، ص – ص 18.

3-  عباس علي الحسيني ، المرجع نفسه ، ص 36 .

4-  طه باقر ، المرجع السابق ، ص 253.

5- (انو) اله السماء يحتل الصدارة في مجمع الآلهة العراقية القديمة ، كان يقدس في جميع أنحاء البلاد.

6-  (انليل) يحتل المرتبة الثانية بعد (انو)، وهو يمثل الجو والهواء.

7- (انكي) هو اله الحكمة والمعرفة ويعني اسمه (سيد الأرض) ، ويعزى إليه خلق البشر. للمزيد انظر : طه باقر، ديانة البابليين والآشوريين ، مجلة سومر، مج 2 ، كانون الثاني 1946 ، بغداد ، ص- ص 15

8-  هورست كلينكل ، حمورابي البابلي وعصره ، تر: محمد وحيد خياطة ، ط 1 ، دار المنارة ، دمشق، 1990  ص 132

9- يعتبر الأموريون الموجة السامية الأولى التي جاءت إلى سوريا القديمة من شبه الجزيرة العربية ، أطلق عليهم السومريون اسم ( مارتو) والأكاديون اسم( أمورو )، وكلاهما يعني الغرب ، بدأت علاقات الأموريين بسكان وادي الرافدين منذ حملات سرجون الأكدي ، للمزيد أنظر :

- Alexandre Moret , histoire de l’orient, tome I. Préhistoire , 4ème et 3ème méllinaire ,

P.U.F , paris , 1941, P.P282-283

10 - عبد الوهاب حميد رشيد ، حضارة وادي الرافدين ، ميزوبوتاميا ، دار المدى ، ط 1  دمشق ، 2004 ، ص 122 .

11 - أحمد أمين سليم ، حضارة العراق القديم ، ص 254 .

12 - محمد بيومي مهران ، حضارات الشرق الأدنى القديم ، ج 1، الحياة السياسية

. والاقتصادية والتشريعية ، دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية ، 1999ص ، 423 ، عباس علي الحسيني ، المرجع السابق ، ص 49 .

 

13- طه باقر ، قانون لبت-عشتار، مجلة سومر ، ج 1 ، مج 4 ، كانون الثاني 1948 ، بغداد ، ص 13.

14- عامر سليمان،القانون في العراق القديم، دار الكتب للطباعة والنشر، الموصل ، (د.ت) ، ص 200 .

15-  هورست كلينكل ، حمورابي البابلي وعصره ، تر: محمد وحيد خياطة ، ط 1 ، دار المنارة ، دمشق، 1990 ، ص 117 .

16 - احمد أمين سليم ، حضارة العراق القديم ، ص 255.

17 - ف. فون زودن ، مدخل إلى حضارات الشرق القديم ، تر: فاروق إسماعيل ، ط 1، دار  المدى ، دمشق ، 2003 ، ص 151 .

18 - عبد العزيز صالح ، الأسرة في المجتمع المصري القديم ، دار القلم ،القاهرة، 1961 ، ص 449.

19 - عامر سليمان ، المرجع السابق ، ص 201

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+