 
					
					
						الـــعــفـو					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						الشيخ جميل مال الله الربيعي
						 المؤلف:  
						الشيخ جميل مال الله الربيعي					
					
						 المصدر:  
						دراسات اخلاقية في ضوء الكتاب والسنة
						 المصدر:  
						دراسات اخلاقية في ضوء الكتاب والسنة					
					
						 الجزء والصفحة:  
						334-336
						 الجزء والصفحة:  
						334-336					
					
					
						 18-12-2021
						18-12-2021
					
					
						 3386
						3386					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				كل إنسان مهما بلغ من الكمال والسمو النفسي – إلا من عصم الله – معرضاً للاشتباه ، والخطأ، والتقصير ، ولا يمكن أن يتجنب ذلك في كل حالاته ما دام معرضاً للغفلة ، والنسيان ، او لغلبة العادة والشهوة ، او ثوران الغضب والانفعال ولذلك جعل الله تعالى العفو بينه وبين عباده باباً مفتوحاً ، ليلجوه متى شاءوا، وحث عباده على التعافي بينهم ؛ لتستقيم حياتهم ؛ وتتم سعادتهم بالتعارف والتآلف ، والتعاون ، والتناصح، والتراشد ، والتعاطف ، والتوادد ، والتكافل ... الخ.
والعفو صفة إلهية وصف الله تعالى بها نفسه فقال تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا } [النساء: 43].
{وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا } [النساء: 99] 
{فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا } [النساء: 149] 
ولا شك ان صفة يصف الله تعالى نفسه بها لهي من العظمة بمكان لا يدانى ... وكما هي من صفات الله تعالى فهي من صفات أنبيائه ، ورسله ، وأوليائه ودعاته بل هي من احسن أخلاق كرام بني آدم ...
والعفو هو التجاوز عن زلات الآخرين وعثراتهم ، وغفران ذنوبهم وجرائمهم مع القدر على معاقبتهم والانتقام منهم ، اما إذا كان العفو عن عجز فلا يسمى  عفواً بل عجزاً.
وقد اوجز الإمام الصادق (عليه السلام) فيما نسب إليه في مصباح الشريعة معنى العفو بقوله : (العفو عند القدرة من سنن المرسلين ، وأسرار المتقين ، وتفسير العفو : أن لا تلزم صاحبك فيما اجرم ظاهراً ، وتنسى من الاصل ما أصيب منه باطناً ، وتزيد على الاختيارات إحساناً ، ولن تجد إلى ذلك سبيلا إلا من قد عفى الله عنه ، وغفر له ما تقدم من ذنبه ، وما تأخر عنه، وزينه بكرامته وألبسه من نور بهائه ؛ لأن العفو والغفران صفتان من صفات الله تعالى اودعهما في أسرار أصفيائه ليتخلقوا مع الخلق بأخلاق خالقهم وجاعلهم؛ لذلك قال الله عز وجل : {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] ومن لا يعفو عن بشر مثله كيف يرجو عفو ملك جبار ... )(1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مصباح الشريعة : 158.
 
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  الحلم والرفق والعفو
					 الاكثر قراءة في  الحلم والرفق والعفو 					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة