العناد سلوك يعبر عن نزعة عند الولد إلى مخالفة الوالدين، وتأكيد مواقف تتنافى مع مواقفهم ورغباتهم وأوامرهم ونواهيهم. ويجب التطرق إلى العوامل التي تلعب دورا مؤثرا في تفاقم العناد، والتي تمهد الأرضية لمزيد من التمرد عند الأطفال، وهي طبعا عوامل متعددة نذكر منها:
أولا: الأسلوب الخاطئ في التربية: يتراءى لنا أن الأسلوب التربوي الذي ينتهجه الأب أو الأم في بعض الحالات يفضي إلى جعل الطفل وقحا وميالا للتسلط وكثير الإيذاء. وقد يبديان له من الحنان والمحبة ما يجعله يتصورهما خادمين له، وما عليهما - إذا طلب شيئا -إلا التنفيذ.
ثانيا: البيئة السيئة: يعيش الطفل أحيانا في وضع عائلي ومعاشي سيء وغير مرض بالنسبة له. فهو لا يطيق تحمل الصراعات المتواصلة والعلاقات العدائية بين أبويه، لكنه لا يمتلك الجرأة أو القدرة على الاعتراض والتحدث في هذا الموضوع ولا يجد مفرا أمامه سوى التنفيس عن همومه عن طريق العصيان والتمرد واختلاق الأعذار.
ثالثا: العنف: يستخدم بعض الآباء والأمهات أسلوب العنف في التعامل مع الطفل لكيلا ينشأ على التملق والتحلل، وإذا ما تكرر استخدام العنف أدى الى تهيئة الأرضية الخصبة للخروج عن جادة الصواب والاتجاه صوب خصلة العناد.
رابعا: أسلوب الضرب: يتغير موقف البعض فجأة ويتحول بعد سنوات من مجاراته لعناد الطفل ويقرر التعامل معه بنمط آخر، غافلا عن أن الطفل قد اعتاد على وضع يستحيل معه اصلاحه بين ليلة وضحاها. وفي مثل هذه الظروف يبدأ الأهل بممارسة أسلوب جديد ألا وهو أسلوب الضرب بغية إخضاعه غير ملتفتين الى أن الضرب يساهم في تعميق روح العناد. فالأسلوب التدريجي أجدى بكثير من الأسلوب الآني أو الفوري.
خامسا: أصدقاء السوء: وهذا عامل آخر من جملة العوامل التي توجد حالة العناد عند الطفل؛ لأن صديق السوء تنتقل عدواه الى أصدقائه، وعواطف الأطفال - كما نلاحظ - ذات تأثير متبادل كالضحك، البكاء، الفرح، الحزن، العناد، والطاعة. والطفل الذي يخالط أشخاصا يتصفون بالعناد يأخذ عنهم نفس ذلك السلوك ويطبقه في حياته اليومية.
سادسا: كثرة الأوامر والنواهي: لوحظ أن كثيرا من صور العناد والتمرد سببها الآباء والأمهات، وذلك حينما تصدر أوامر إلى الطفل من قبل الأب أو الأم دون الالتفات الى استطاعته وقدرته على التنفيذ فتكون النتيجة المعارضة والعناد من الطفل، وعند اللجوء الى أسلوب العقاب يزداد سوءا ويصبح الطفل أكثر إلحاحا.