فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

إنَّ مِن أعظمِ الهِباتِ التي تمنَحُها لنفسِكَ هيَ أنْ تُدرِكَ قيمةَ نفسِكَ، وأنْ تشعُرَ بأهميّةِ شخصيَّتِكَ، فليسَ هناكَ مَن يشبَهُكَ تماماً، وما مِن أحدٍ يمكنُهُ أنْ يكونَ مكانَ ذاتِكَ وعنوانِكَ، وما تُساهِمُ بهِ مِن عطاءٍ وتَهَبَهُ مِن مشاعرَ جميلةٍ تُدخِلُها على الآخرينَ في عَلاقَتِكَ هيَ ذاتُ أهميّةٍ كبيرةٍ ولا يُمكِنُ الاستغناءَ عَنها ...

إنَّ ضرورةَ معرفةِ الإنسانِ لنفسِهِ تجعلهُ يتعرّفُ على اهتماماتِهِ ليعملَ على تَنميتِها، فيقِفُ على هوايتِهِ، ويُحدِّدُ اتجاهَ مشاعِرِهِ وميولِهِ ويُحدِّدُ الأشياءَ التي تُثِيرُ فضولَهُ واهتماماتِهِ ومخاوِفَهُ وتُقلِقُهُ.

ولعلَّ مِن أوكَدِ فوائدِ إدراكِ قيمةِ الشخصيّةِ هوَ تحديدُ الإيجابياتِ والسَّلبياتِ التي تنطوي عَليها وما هوَ الطريقُ لتطويرِها ومعالجةِ الآفاتِ التي فِيها، قالَ الإمامُ عليٌّ (عليهِ السَّلامُ): " الْعارِفُ مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَأَعْتَقَها وَنَزَّهَها عَنْ كُلّ ما يُبَعِّدُها وَيُوبِقُها "، و" مَنْ عَرَفَ نفسَهُ جاهدَها، ومَنْ جَهِلَ نفسَهُ أهمَلَها"

إنَّ احترامَ الإنسانِ لذاتِهِ وتَقَبُّلَهُ لها كما هيَ يفرضُ على الناسِ احترامَهُ وتقديرَهُ، فلِكُلِّ إنسانٍ صفاتُهُ الخاصَّةُ بهِ والتي تُميّزُهُ عَن غيرِهِ، ولا يوجدُ إنسانٌ مثاليٌّ في هذهِ الحياةِ، وبالتالي فإنَّ قبولَ الشخصِ لذاتِهِ يعني أنَّهُ متصالحٌ معَ نفسهِ وقانعٌ بما وَهَبهُ اللهُ تعالى مِن سجايا وقِوى ...؛ لذا "كُنْ كما أنتَ"!

إنَّ معرفةَ قيمتِكَ يفرضُ عليكَ تقديرَها عَن طريقِ التركيزِ على الصِّفاتِ الإيجابيةِ التي اكتَسبتَها، ونقاطِ القُوَّةِ التي تمتلِكُها، كما تفرضُ عليكَ تجنُّبَ الصِّفاتِ السَّلبيّةِ التي تُثيرُ فيكَ الشعورَ بالنّقصِ ممّا يؤثِّرُ على ثقتِكَ بنفسِكَ، ومِنَ المُهِمِّ أنْ لا تسمحَ لأيِّ أحدٍ أنْ يوجِّهَ لكَ الانتقادَ بما يُحبِطُكَ ويُثَبِّطُكَ.

كما أنَّ مِن ثمراتِ معرفةِ قيمةِ الذاتِ أنْ تجعَلَكَ شريكاً ناجحاً، فتعرفُ ما هوَ لكَ وما هوَ عليكَ، كما أنَّ ذلكَ يقودُكَ الى تقييمِ الشَّريكِ وتبادُلِ مشاعرَ الاحترامِ ويَحُسُّ كُلٌّ منكما بالأمانِ والثِّقَةِ في العطاءِ وتُبادُلِ المنفعَةِ، وحينئذٍ تكونُ العَلاقةُ مَتينةً وكثيرةَ الفائدةِ، عندما يَحُسُّ كُلٌّ منكما بعدمِ الاستغلالِ والتَّجاهُلِ.