جاء في كتابِ (أخلاقِ الإمامِ عليٍّ عليهِ السلام)
للسيد مُحمد صادق مُحمد رضا الخِرسان
قالَ (عليهِ السلام)
(إِنَّ اَلْحَقَّ ثَقِيلٌ مَرِيٌء وَإِنَّ اَلْبَاطِلَ خَفِيفٌ وَبِيٌء)
الدعوةُ إلى اتِّباعِ الحَقِّ ومناصَرَتِهِ والدِّفاعِ عنهُ والوقوفِ إلى صَفِّهِ، سَواءٌ كانَ – الحَقُّ – قولاً أو فِعلاً، والدَّعوةُ إلى تركِ الباطِلِ ومُناهَضَتِهِ قولاً أو فعلًا.
فاللازِمُ مُتابَعَةُ الحَقِّ وإنْ كانَ يَثقُلُ في كثيرٍ مِنَ الحالاتِ لكنَّهُ مُستساغٌ مَهما كانَ، يرضاهُ كُلُّ أحدٍ – حتى الغاضبُ في قرارةِ نفسِهِ وإنْ تأباهُ ظاهرًا.
وأيضاً يلزَمُ مُجانبةُ الباطلِ بصُوَرِهِ وأشكالِهِ كافَّةً ولأيِّ سببٍ كانَ ومَهما كانَ الظرفُ فإنَّهُ وإنْ خَفَّتْ مؤونَتُهُ وكُلفَةُ مواقِفِهِ إلا أنَّهُ موبوءٌ – يكثُرُ فيها الوباءُ – ولا تحُمَدُ عاقِبَةُ أمرِهِ ، ويكفينا في مُحاولَةِ الإقناعِ أوِ الاقتناعِ الشخصيِّ أنْ نعرِفَ أنَّ اللهَ ورسولَهُ والإمامَ إلى صَفِّ الحقِّ في كافَّةِ مواقِفِهِ يُسانِدونَهُ قولًا وفِعلًا وبمُختَلَفِ الوسائلِ والأساليبِ إعلاءً لشأنِ الحقِّ وترسيخاً لقواعدِهِ في النفوسِ لئلّا يهُزمَ أو ينخَذِلَ – بتخاذُلِ النّاسِ عنهُ - .
ونجدُهُم جميعاً مُناوئينَ للباطلِ في مواقفِهِ كافّةً وبمُختلفِ الوسائلِ والأساليبِ لئلّا ينخدِعَ بهِ أحدٌ. فالإمامُ -عليهِ السّلامُ- في هذهِ الحكمةِ يُبيِّنُ حقيقةَ كُلٍّ مِنَ الحقِّ والباطِلِ ليتَّضِحَ الأمرُ لذي عينَينِ ولا يتذرَّعُ أحدٌ بالجَّهلِ وعدمِ المعرِفَةِ، وهُوَ -عليهِ السَّلامُ- في ذاتِ الوقتِ يدعونا – ضِمنًا – للتمسُّكِ بحبلِ الحَقِّ لأنَّهُ يُمثِّلُ إرادةَ اللهِ، وينهانا عَنِ الاغترارِ بصورةِ الباطلِ وما يُحقِّقُهُ مِن مواقِفَ لأنَّهُ يُمثِّلُ الجِهةَ المغضوبَ عَليها على مَرِّ الدُّهورِ.