جاءَ في كتابِ (عقائدِ الإماميةِ) للعلامّةِ الشيخ مُحمّد رضا المُظفَّر
إذا كانَ معاونَةُ الظالمينَ ولَو بِشَقِّ تَمرَةٍ بَل حُبُّ بقائِهِم، مِن أشَدِّ ما حذَّرَ منهُ الأئمّةُ ـ عليهِمُ السَّلامُ ـ فما حَالُ الاشتراكِ معَهُم في الحُكمِ والدُّخولِ في وظائِفِهم وولاياتِهِم، بَل ما حَالُ مَن يكونُ مِن جُملَةِ المؤسِّسينَ لدولَتِهِم، أو مَن كانَ مِن أركانِ سُلطانهِم والمُنغَمِسينَ في تشييدِ حُكمِهِم «وذلكَ أنَّ ولايَةَ الجائرِ دُروسُ الحَقِّ كُلِّهِ، وإحياءُ الباطِلِ كُلِّهِ، وإظهارُ الظُلمِ والجَّورِ والفَسادِ» كما جاءَ في حديثِ تُحَفِ العُقولِ عَنِ الصّادِقِ -عليهِ السّلامُ-.
غيرَ أنَّهُ وردَ عنهُم ـ عليهِمُ السَّلامُ ـ جوازُ ولايةِ الجائرِ إذا كانَ فيها صيانَةُ العَدلِ وإقامةُ حدودِ اللهِ، والإحسانُ إلى المؤمنينَ، والأمرُ بالمعروفِ والنهيُّ عَنِ المُنكَرِ «إنَّ للهَ في أبوابِ الظَّلَمَةِ مَن نَوَّرَ اللهُ بهِ البُرهانَ ومَكّنَ لَهُ في البلادِ، فيدفَعُ بِهِم عَن أوليائِهِ ويُصلِحُ بِهِم أمورَ المسلمينَ ... أولئِكَ هُمُ المؤمنونَ حَقّاً. أولئِكَ منارُ اللهِ في أرضهِ، أولئِكَ نورُ اللهِ في رَعيَّتِهِ ...» كما جاءَ في الحديثِ عَنِ الإمامِ مُوسى بنِ جَعفرٍ ـ عليهِ السَّلامُ ـ.