جوهر الصلاة
سأل رجل أحد الحكماء عن الصلاة، فقال: ما جوهر الصلاة؟
قال الحكيم: قد سألتَ فَافْهم الجواب؛ فَلاتَ حين سبات أيّها الغرقى في نوم كالموتى.
الصلاة معراج لروحك تعرج من خلالها إلى سلّم القرب الإلهيّ.
الصلاة حرب ضروس، بين النور والظلام، بين الملائكة والشياطين.
ألا ترى أيّها السائل، بأنّ إبليس يبذل قصارى جهده في ساعتها ويبثّ جنوده ليشغلوا المؤمنين والمؤمنات عن ربّهم؟!
قال الرجل: فما العمل؟
قال الحكيم: عندما تصلّي وتحضر في ذهنك جميع الشواغل والهموم اجعل الجنّة عن يمينك والنّار عن شمالك أي استحضر وجود النعيم والجحيم في ذهنك، والله تعالى مطّلع عليك ويعلم ما في قلبك فاطمئن.
اعلم بأنّك عندما تكبّر تكبيرة الإحرام فأنت تقطع في تلك اللحظة كلّ صلة بالعالم الماديّ الرديء وتتّصل بالأعالي، ولكن بشرطها وشروطها فَافْقه.
واعلم بأنّ الله تعالى يتكلّم معك عندما تقرأ القرآن العظيم في صلاتك فتأدّب مع الربّ (جلّ جلاله العظيم).
واعلم بأنّ الركوع والسجود خضوع منك لله تعالى وتسليم له سبحانه وحده لا شريك له ولا عديل.
واعلم بأنّ التسليم توديع لصلاة تشهد لك أو عليك؛ فاجعلها شاهدة لك لا عليك.
الصلاة إقبال على الله (عزّ وجلّ)، ومَن أقبل على الربّ أقبل الربّ عليه، وكلّ ذلك مشروط بالإخلاص والورع والتقوى فبدونها لن يصل المرء فَافْقه.
قد تقول أيّها السالك في طريق الحقّ: ما أعسر ذلك! فأقول لك: عليك بمراقبة نفسك ومحاسبتها، وعليك باستشعار حضور الله تعالى دائمًا معك في كلّ حركة وسكون؛ فإن كنتَ لا تراه فهو (سبحانه وتعالى) يراك ويعلم متقلّبك ومثواك. انتهى.
1
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)