وهل تريد أن أعرض عليك عسكري؟
جاء في كتاب (الخرائج والجرائح: 1 / 414، 415) لقطب الدين الراونديّ:
الباب الحادي عشر: في معجزات الإمام علي بن محمد النقيّ (عليهما السّلام).
وَمِنْهَا حَدِيثُ (تَلِّ الْمَخَالِي) وَذَلِكَ أَنَّ الْخَلِيفَةَ [1] أَمَرَ الْعَسْكَرَ، وَهُمْ تِسْعُونَ أَلْفَ فَارِسٍ، مِنَ الْأَتْرَاكِ السَّاكِنِينَ بِـ(سُرَّ مَنْ رَأَى)، أَنْ يَمْلَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِخْلَاةَ [2] فَرَسِهِ مِنَ الطِّينِ الْأَحْمَرِ، وَيَجْعَلُوا بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فِي وَسَطِ بَرِّيَّةٍ وَاسِعَةٍ [3] هُنَاكَ فَفَعَلُوا، فَلَمَّا صَارَ [4] مِثْلَ جَبَلٍ عَظِيمٍ صَعِدَ فَوْقَهُ، وَاسْتَدْعَى [5] أَبَا الْحَسَنِ (عليه السّلام) وَاسْتَصْعَدَهُ، وَقَالَ: اسْتَحْضَرْتُكَ لِنَظَارَةِ خُيُولِي، وَقَدْ كَانَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَلْبَسُوا التَّجَافِيفَ [6] وَيَحْمِلُوا الْأَسْلِحَةَ، وَقَدْ عرضُوا بِأَحْسَنِ زِينَةٍ وَأَتَمِّ عُدَّةٍ وَأَعْظَمِ هَيْبَةٍ، وَكَانَ غَرَضُهُ أَنْ يَكْسِرَ قَلْبَ كُلِّ مَنْ يَخْرُجُ عَلَيْهِ وَكَانَ خَوْفُهُ مِنْ أَبِي الْحَسَنِ (عليه السّلام) أَنْ يَأْمُرَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ أَنْ يَخْرُجَ عَلَى الْخَلِيفَةِ [7]. فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ (عليه السّلام): "وَهَلْ تُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ عَسْكَرِي"؟ قَالَ: نَعَمْ. فَدَعَا (عليه السّلام) اللَّهَ سُبْحَانَهُ، فَإِذَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، مَلَائِكَةٌ مُدَجَّجُونَ، فَغُشِيَ عَلَى الْخَلِيفَةِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ (عليه السّلام): "نَحْنُ لَا نُنَافِسُكُمْ [8] فِي الدُّنْيَا، نَحْنُ مُشْتَغِلُونَ بِأَمْرِ الْآخِرَةِ، فَلَا عَلَيْكَ شَيْءٌ مِمَّا تَظُنُّ" [9].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في م، وفي خ ل «أنّ الخليفة المتوكّل أو الواثق أو غيرهما» وفي هـ، إثبات الهداة والبحار «أنّ المتوكّل وقيل الواثق» وفي ط «المتوكل قتل الواثق» والظاهر أنّه المعتصم. قال في مراصد الاطلاع: 1 / 272: تل المخالي عند سر من رأى. ذكر أنّ المعتصم قال لجنده: ليأتِ كلّ واحد بمخلاة تراب. فصار منه ذلك التلّ. [التعبير بـ"الخليفة" جاء في الكتاب تسامحًا وإلّا فالحاكم العبّاسيّ المذكور ليس خليفةً شرعيًّا].
(2) المخلاة: ما يجعل فيه العلف ويعلّق في عنق الدابّة، جمعها مخالٍ.
(3) «تربة» البحار.
(4) «فلما فعلوا ذلك صار» هـ، إثبات الهداة.
(5) «دعى» م.
(6) قال ابن الأثير في النهاية: 1 / 279: وفي حديث الحديبية «فجاء يقوده إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلم) على فرس مجفّف» أي علية تجفاف، وهو شيء من سلاح يترك على الفرس يقيه الأذى. وقد يلبسه الإنسان أيضًا، وجمعه تجافيف. وفي هـ «الخفاتين».
(7) «قال في نفسه: إنّي أكسر قلبه» م.
(8) «نناقشكم» ط، البحار.
(9) عنه إثبات الهداة: 6 / 249 ح 46 والبحار: 50 / 155 ح 44 ومدينة المعاجز: 550 ح 57 وحلية الأبرار: 2 / 475. وأورده في ثاقب المناقب: 489 (مخطوط) مرسلًا، عنه المدينة والحلية. وأورده في الصراط المستقيم: 2 / 205 ح 15 مرسلًا باختصار. أقول: يحتمل ما في هذا الخبر من كرامة من اللّه (عزّ وجلّ) له (عليه السّلام) أنّه كان أحد أسباب تسميته بالعسكريّ.
1
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)