Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
تجديد العهد مع الإمام المهدي فرصة روحانية في بداية السنة الميلادية

منذ 11 شهر
في 2025/01/01م
عدد المشاهدات :4384
مع بداية كل عام جديد، يشعر المسلمون بحاجة فطرية للتجديد تجديد في أنفسهم، و علاقتهم بالله، وفي التزامهم بالقيم التي يدعو إليها الإسلام. وتأتي بداية السنة الميلادية لتكون فرصة لتأمل الماضي والتطلع إلى المستقبل. ولكن، من المهم أن نُدرك أن هذه المناسبة ليست عيدًا دينيًا للمسلمين، بل هي مجرد نقطة زمنية في تقويم غير إسلامي. وفي هذا السياق، فإن الاحتفال ببداية السنة الميلادية لا يتوافق مع معايير الأعياد التي حددها الدين الإسلامي.

إن هذه المناسبة، رغم أنها ليست من الأعياد الإسلامية، توفر لنا فرصة عظيمة لتجديد العهد مع الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، إذ يُمكننا استخدامها كلحظة للتوبة والتقرب إلى الله. ومن خلال تجديد العهد مع الإمام المهدي في هذا اليوم، نُعلن استعدادنا الروحي والنفسي للمشاركة في مشروعه الإلهي الكبير: تحقيق العدالة ونشر الخير في الأرض.

ميلاد السنة كبداية روحية جديدة بينما لا يُعتبر رأس السنة الميلادية عيدًا إسلاميًا، إلا أن هذه اللحظة الزمنية تحمل في طياتها فرصة للتغيير والتجديد الروحي. هي فرصة لإعادة ترتيب الأولويات في حياتنا، ولتحديد أهداف جديدة تتماشى مع مبادئ الإسلام وتعاليم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه). فإننا نعيش في عالم مليء بالتحديات، وما أجمل أن نبدأ عامًا جديدًا بخطوة نحو تجديد عهدنا مع الإمام المهدي، الذي هو رمز الأمل والعدل الإلهي.

قال الله تعالى في القرآن الكريم:
"إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَہِّرِينَ" (البقرة: 222)
إن هذه الآية هي دعوة لنا للتوبة والطهارة، التي يمكن أن نحققها في بداية كل سنة، من خلال العودة إلى الله، وتحديد مسارنا الروحي من جديد تجديد العهد مع الإمام المهدي ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو التزام عميق يعكس في جوهره تجديدًا حقيقيًا في العلاقة مع الله وإمامنا المنتظر. هذا التجديد له تأثير نفسي عميق في حياة المؤمن. فعندما يجدد المسلم العهد مع الإمام المهدي، يزرع في نفسه الأمل ويُشعره أن العدالة ستتحقق يومًا ما. هذا التعلق بالإمام يعزز من قدرته على مواجهة التحديات والصعوبات بثبات وصبر، ويُشعره بأن النهاية الحتمية للظلم ستكون الفرج والعدالة.
كما أن تجديد العهد مع الإمام المهدي يتضمن أيضًا عنصرًا إيمانيًا عميقًا، حيث يُعيد المؤمن ولاءه للإمام ويُؤكد ارتباطه الروحي به من خلال الدعاء والعمل الصالح. ففي دعاء العهد، الذي يُتلى في هذا اليوم، يعبر المؤمن عن عهده للإمام المهدي ويجدد التزامه بإتباعه في كل شيء.
من المهم أن نُدرك أن بداية السنة الميلادية ليست عيدًا للمسلمين. في الإسلام، الأعياد مرتبطة بمناسبات دينية محددة مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، وهما مناسبتان تم تحديدهما من قبل الله سبحانه وتعالى. إن احتفالنا ببداية السنة الميلادية لا يعني أننا نحتفل بعيد ديني، بل هو مجرد لحظة زمنية نستخدمها للتجديد الروحي والعمل على تحقيق الأهداف الإيمانية.
أكد السيد السيستاني حفظه الله على ضرورة التزام المسلم بتجنب تقليد الأعياد التي تخص غير المسلمين، قائلاً:"من الواجب على المسلم أن يتجنب تقليد أعياد غير المسلمين، وأن يلتزم بما أقره الإسلام من أعياد."
وذلك حتى يبقى المسلم محافظًا على هويته الدينية ويعيش وفقًا للتعاليم التي أقرها الله ورسوله. وبالتالي، فإن بداية السنة الميلادية تُعتبر فرصة لتجديد العهد مع الله والإمام المهدي، ولكن من غير أن نخلط بين هذا التجدُد وبين احتفالات غير إسلامية ولقد أكد العلماء على أهمية تجديد العهد مع الإمام المهدي في كل وقت وحين. في هذا الصدد، يرى السيد السيستاني أن الانتظار الفعلي للإمام لا يقتصر على مجرد انتظار قدومه بل يجب أن يكون مصحوبًا بالتزام عملي وواقعي في حياة المؤمن. يقول السيد السيستاني:
"الانتظار الحقيقي للإمام المهدي هو الانتظار الذي يتسم بالعمل الجاد والمستمر لإعداد أنفسنا ولتحقيق الإصلاح في المجتمع."
وهذا المفهوم في الانتظار الفعلي عميق في الفكر الشيعي، يختلف عن مجرد انتظار زماني لظهوره و يشمل الاستعداد النفسي والروحي، والعمل الجاد على إصلاح الذات والمجتمع لتكون الأمة مستعدة لاستقبال الإمام المهدي والمشاركة في مشروعه الإصلاحي. هذا الانتظار يتطلب من المؤمنين تجديد العهد مع الإمام في كل لحظة من حياتهم، عبر التزامهم بالقيم الإسلامية، تعزيز العدالة، والدعاء بإلحاح للفرج. الانتظار لا يقتصر على الأمل في الظهور فحسب، بل يشمل العمل المستمر لإعداد أنفسنا بشكل عملي في الحياة اليومية، من خلال التمسك بالتقوى والعمل الصالح.

أما بالنسبة لموضوع استخدام بداية السنة الميلادية كفرصة روحانية، فمن المهم أن نوضح أن هذه المناسبة لا يجب أن تُمزج مع الاحتفالات التي قد تحمل طابعًا دينيًا أو ثقافيًا غير إسلامي. في الإسلام، لا تُعتبر بداية السنة الميلادية مناسبة دينية، بل هي مجرد نقطة زمنية يمكن استخدامها للتجديد الروحي والتفكير في تحسين العلاقة بالله وبالإمام المهدي. هذا التوازن يُظهر كيف يمكن الاستفادة من هذه اللحظات دون الانسياق وراء تقاليد قد تتعارض مع الهوية الإسلامية.

من المهم أن يكون المسلمون واعين أن التقويم الميلادي لا يمتلك أي صبغة دينية إسلامية، وبالتالي لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه مناسبة للاحتفال كما في الأعياد الإسلامية. ومع ذلك، يمكن استغلال بداية العام الميلادي للتجديد الروحي، بشرط أن يكون هذا التجديد متسقًا مع مبادئ الإسلام وأهدافه، دون تداخل مع ممارسات غير إسلامية و من خلال الروايات التي نقلها أهل البيت (عليهم السلام)، نجد الكثير من التأكيد على أهمية تجديد العهد مع الإمام المهدي (عجّل الله فرجه). قال الإمام علي (عليه السلام):"من يملك قلبه يملك أفعاله." (نهج البلاغة، الخطبة 176)
وهذا يُبيّن لنا أن تجديد العهد يجب أن يبدأ من القلب، ويعني أن نُخلص في نوايانا ونُجدد إيماننا بالإمام المهدي وهدفه السامي.
تأكيدًا على أهمية تجديد العهد مع الإمام المهدي، نجد العديد من الروايات التي أوردها أئمة أهل البيت (عليهم السلام) تدعونا إلى الالتزام بهذا العهد وتأكيد الولاء للإمام المنتظر.

1. قال الإمام علي (عليه السلام):"من يملك قلبه يملك أفعاله."(نهج البلاغة، الخطبة 176)
هذه الرواية تبرز أن تجديد العهد مع الإمام المهدي يبدأ من القلب، حيث يجب أن تكون نوايانا خالصة لله ولإمامنا المهدي، ونحن نعلن تجديد ولائنا له في كل لحظة.
2.قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام):"من صبر على البلاء كان في معية صاحب الزمان."(الكافي، الجزء 2، حديث رقم 643)
هذه الرواية تؤكد أهمية الصبر والثبات في مواجهة الصعاب، وهو ما يعزز الاستعداد الروحي للظهور المبارك للإمام المهدي. الثبات على هذا العهد يزيد من يقيننا بأن الفرج والعدالة الإلهية ستتحقق في النهاية.
3. رواية الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام)"إذا خرج صاحبكم لم يكن لكم أن تملوا من ذكره."
(الغيبة، الشيخ الطوسي)
هذه الرواية تشدد على أن الذكر المستمر للإمام المهدي والالتزام بعهد الانتظار هو أمر مهم في حياة المؤمنين، وذلك من خلال التذكير المتواصل بالمهدي وظهوره المنتظر.
4. قال الإمام علي الهادي (عليه السلام):"انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله."
(كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق)
هذه الرواية تركز على أهمية الأمل والانتظار المبارك، حيث يكون تجديد العهد مع الإمام المهدي تعبيرًا عن استعدادنا النفسي والمعنوي لملاقاته والقيام بالمشاركة في مشروعه الإصلاحي.
5. قال الإمام الحسن العسكري (عليه السلام):"من قام بعمل صالح فليستمر عليه حتى يأتي صاحب الأمر."
(الكافي، الجزء 2، حديث رقم 60)
هذه الرواية تبرز ضرورة الاستمرارية في الأعمال الصالحة والالتزام بالعهد الذي نبرمه مع الإمام المهدي، وهو تذكير بأن تجديد العهد يجب أن يكون مصحوبًا بالأعمال
الصالحة والمستمرّة.

أهمية تجديد العهد مع الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
إن تجديد العهد مع الإمام المهدي ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو التزام روحي وفكري عميق. إن هذه الروايات وغيرها تدل على أن العهد مع الإمام المهدي هو التزام دائم ومستمر من المؤمنين لتأكيد استعدادهم النفسي والروحي للظهور، وتعزيز موقفهم في التفاعل مع العدالة التي سيحققها الإمام المهدي في الأرض من المهم أن نُدرك أن بداية السنة الميلادية ليست عيدًا للمسلمين. في الإسلام، الأعياد مرتبطة بمناسبات دينية محددة مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، وهما مناسبتان تم تحديدهما من قبل الله سبحانه وتعالى. إن احتفالنا ببداية السنة الميلادية لا يعني أننا نحتفل بعيد ديني، بل هو مجرد لحظة زمنية نستخدمها للتجديد الروحي والعمل على تحقيق الأهداف الإيمانية. تُعد فرصة لتجديد العهد مع الإمام المهدي (عجّل الله فرجه). ورغم أنها ليست عيدًا إسلاميًا، إلا أن هذه المناسبة توفر لنا لحظة للتجديد الروحي والتفكير في كيفية تحسين أنفسنا من أجل أن نكون في خدمة مشروع الإمام المهدي. لا ينبغي أن نخلط بين هذه اللحظة وبين الاحتفال بأعياد غير المسلمين، بل يجب أن نستخدمها كفرصة لتقوية علاقتنا بالله والعمل على التمهيد لظهور الإمام المهدي من خلال تحسين سلوكنا وممارساتنا اليومية.
كما قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام):
"من صبر على البلاء كان في معية صاحب الزمان."
(الكافي، الجزء 2، حديث رقم 643)
هذه الرواية تبرز أهمية الثبات والصبر في مواجهة المحن والظروف الصعبة، وهو ما يخلق نوعًا من الاستعداد الروحي للظهور المبارك للإمام المهدي.

واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اعضاء معجبون بهذا

حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 3 ايام
2025/11/16
احلفكم بالله ايها المحللون والاعلاميون اتركوا المنتخب العراقي وشأنه ولا تضعوا...
منذ 3 ايام
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 3 ايام
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )