Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
قبس من فكر علمائنا حول الانتظار المهدوي رؤية شاملة

منذ 12 شهر
في 2024/11/24م
عدد المشاهدات :3131
بسم الله الرحمن الرحيم

{وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ} (سورة يونس الآية 20)

عن محمد بن الفضيل عن الأمام الرضا عليه السلام قال سألته عن شئ من الفرج فقال أليس انتظار الفرج من الفرج
إن الله عز وجل يقول: فانتظروا إني معكم من المنتظرين.
(بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٢ - الصفحة ١٢٨)
عن الإمام جعفرالصادق عليه السلام يا با بصير طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته، و المطيعين له في ظهوره أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. (بحار الأنوار-العلامة المجلسي - ج ٥٢ - الصفحة ١٥٠)
إن الانتظار المهدوي هو مفهوم يحمل في طياته العديد من المعاني العميقة لظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف)؛ إذ يتطلب من الفرد المؤمن أن يتبنى مجموعة من السلوكيات والأفكار التي تجعل من حياته مشروعًا مستمرًا نحو الإصلاح والتطوير الروحي والعقلي والاجتماعي. هذا الانتظار المفعم بالأمل ليس مجرد انتظار عقلي أو عاطفي، بل هو التزام عملي يتطلب من المنتظر أن يعيش حياة تليق بمقام الإمام المنتظر (عجّل الله فرجه)، وأن يساهم في تمهيد الأرضية لهذا الظهور المبارك.
كلام السيد أبو القاسم الخوئي أحد أعلام الفقهاء الكبار في العصر الحديث، قد تناول الانتظار المهدوي في مؤلفاته بشكل عميق. يرى السيد الخوئي تلخيص رؤيته حول هذا الموضوع كما يلي:

1. الانتظار الإيماني:

السيد الخوئي يعتقد أن الانتظار الحقيقي لا يمكن أن يكون مجرد أمل عابر أو حالة سلبية، بل هو موقف إيماني يتجسد في اعتقاد العميق بوعد الله بظهور الإمام المهدي (عليه السلام) وتثبيت هذا المبدأ في القلب والعقل. فهو يرى أن الانتظار ليس مجرد رغبة في الظهور، بل هو يقين بأن الفرج قادم من عند الله. ويقول: الانتظار في حقيقته هو يقين بأن الله سبحانه وتعالى سيحقق وعده، وهو ليس فقط انتظار زماني، بل هو استعداد روحي وقلبي يعزز الإيمان بنصر الله وظهور الحق.

2. الانتظار العملي:

في البُعد العملي كان السيد الخوئي يؤكد على ضرورة العمل المستمر في هذه الحياة بشكل يتماشى مع القيم التي يدعو إليها الإمام المهدي (عليه السلام) قبل ظهوره. الانتظار لا يعني التوقف عن العمل أو السعي، بل هو يتطلب من المسلم أن يكون فاعلاً في مجتمعه ويعمل على إصلاحه. يرى أن الانتظار يجب أن يترافق مع التحضير الروحي والعملي بحيث يكون المنتظر مستعدًا لنصرة الإمام عندما يظهر. كما قال في أحد كتبه الانتظار لا يعني الجمود، بل هو دعوة للعمل والتغيير المستمر في الحياة اليومية، والتفاعل مع الواقع لإصلاحه في إطار المبادئ الإسلامية.

3. الارتباط بالعلم والعمل:

السيد الخوئي في تفسيره للانتظار يشير أيضًا إلى أن المنتظر يجب أن يكون عالِمًاو مستعدا من الناحية الدينية، مع الاستمرار في طلب العلم وتعليمه، لأنه الانتظار الواعي هو الذي يتطلب فهمًا عميقًا لآليات التغيير الاجتماعي والسياسي. المنتظر بحسب رأي السيد الخوئي لا يكون خاملًا أو منفصلًا عن الواقع، بل يكون في موقع التأثير والتغيير.

4. الانتظار في سياق الفقه:

السيد الخوئي يربط الانتظار المهدوي أيضًا بالجانب الفقهي، حيث يشير إلى ضرورة التزام الأفراد بالقوانين الإسلامية، والقيام بكل ما يساهم في تقوية المجتمع الإسلامي وتأسيس بنية تحتية إسلامية قوية لتهيئة الأرضية لظهور الإمام المهدي (عليه السلام). فهو يعتقد أن تطبيق الأحكام الشرعية والتزام الفريضة هو جزء أساسي من الإعداد للظهور، ويقول: الانتظار الفعلي يتطلب الالتزام الكامل بتعاليم الشريعة، والعمل على تحقيق القيم الإسلامية في الواقع اليومي.
السيد يطرح فكرة أن الانتظار المهدوي ليس مجرد انتظار زمني لظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، بل هو انتظار عملي وإيمان يتطلب من المؤمن أن يكون في حالة استعداد دائم عبر التحضير الروحي والإيمان القوي بوعد الله.
العمل المستمر للإصلاح الاجتماعي والسياسي.التزام القيم الإسلامية في الحياة اليومية.
إذن، يرى السيد الخوئي أن الانتظار المهدوي هو عملية مستمرة تشمل الإصلاح الذاتي والاجتماعي. وهي لا تقتصر على دعاء أو انتظار عقلي، بل تمتد لتشمل العمل الجاد والتفاعل مع المجتمع لتحقيق الأهداف الإلهية التي يدعو إليها الإمام المهدي (عليه السلام)
. الانتظار ليس سكونًا بل حركة دائمة.
كان السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) من العلماء الذين أسسوا لفهم عميق للانتظار. في قوله الشهير:
إن الانتظار لا يعني الركون إلى الكسل والخمول، بل هو إعداد للنفس لتكون في مستوى المسؤولية حينما يحين الظهور المبارك.
يعني هذا أن الانتظار هو عمل مستمر لا يتوقف. يجب على المؤمن أن لا يظل في حالة انتظار سلبية، بل يجب أن يكون مستعدًا دائمًا على كافة الأصعدة، سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي. وعليه، يجب على كل منتظر أن يكون دائم التحصيل العلمي، في إطار تعميق المعرفة بالله تعالى وبالدين، وأن يسعى إلى تغيير نفسه ومحيطه الاجتماعي، ليكون المجتمع مهيئًا ليعيش تحت راية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه). هذه الفكرة تتيح للمنتظر أن يشارك في تشكيل المستقبل المشرق الذي يتطلع إليه المسلمون.

الانتظار والإصلاح الذاتي:
إن الانتظار المهدوي يلتقي بشكل كبير مع مفهوم الإصلاح الشخصي الذي دعانا إليه الدين الإسلامي. فقد أوضح الإمام علي (عليه السلام) في العديد من حكمه ووصاياه أن الشخص يجب أن يكون على درجة عالية من الوعي والإصلاح الذاتي ليكون مؤهلًا لقيادة المجتمع. كما جاء في كلمات الإمام الخميني (قدس سره) في تعريف الانتظار المنتظر الحقيقي هو الذي يتحلى بالإيمان والورع والأخلاق الفاضلة، لأن الانتظار يعني السعي ليكون المنتظر صالحًا في كل شيء.
فالانتظار ليس مجرد تحمس شعبي أو شعور عاطفي بالمستقبل، بل هو مشروع حياة يجب أن يترجم إلى خطوات عملية، تبدأ من إصلاح النفس وتهذيبها، وصولًا إلى إصلاح المجتمع الذي نعيش فيه. على المنتظر أن يتحلى بالأخلاق الحسنة، وأن يلتزم بالقيم الدينية في جميع جوانب حياته. من خلال هذه الإصلاحات الشخصية، يكون الفرد قد هيأ نفسه ليكون جزءًا من المجتمع الذي سيشهد ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).

الانتظار وعلاقته بالعمل الاجتماعي:
إن الانتظار المهدوي لا يعنى الانزواء عن المجتمع أو تجنب القضايا الاجتماعية والسياسية، بل يتطلب أن يكون المنتظر فاعلاً في محيطه. ففي نظر الشيخ محمد حسين الطباطبائي (قدس سره)، الذي كان يركز على أهمية الدور الاجتماعي للمؤمنين في العصر الغيبي، كان يرى أن:
"الانتظار حالة نفسية تتجسد في التزام عملي بقيم الإسلام، ومن أهمها العدل والإحسان."
المؤمن الذي ينتظر الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يجب أن يكون ناشطًا في مجتمعه، يعمل من أجل إحقاق الحق، والدفاع عن المظلومين، وتعزيز القيم الإسلامية التي يبشر بها الإمام المنتظر. الانتظار هنا هو مواجهة التحديات الحالية بالوعي الكامل والموقف الصحيح، مع التزام تام بمبادئ العدالة والإحسان في جميع الأعمال اليومية.

كلام السيد السيستاني (دام ظله) عن الانتظار:
لقد قدم السيد علي السيستاني (دام ظله) عدة مواقف قيّمة حول الانتظار المهدوي في مناسبات مختلفة، موضحًا أن الانتظار يجب أن يكون حالة من الإعداد المستمر على مختلف الأصعدة. في أحد تصريحاته الشهيرة قال:
"الانتظار لا يعني السكون أو العجز، بل هو حالة من الإعداد الروحي والعلمي والعملي التي يجب أن يكون عليها كل منتظر، لكي يكون جزءًا من مشروع الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عند ظهوره."
هذه الكلمات تعكس رؤيته العميقة للانتظار، حيث يربطها بالاستعداد الدائم على المستويات الروحية والعلمية والعملية. يجب على المنتظر أن يعكف على تربية نفسه روحيًا عبر العبادة المستمرة والدعاء للإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، كما يجب أن يسعى للعلم والمعرفة من خلال القراءة والبحث في علوم الدين، وأن يتفاعل مع مجتمعه بشكل إيجابي. إذا كان المنتظر قد أعد نفسه في هذه المجالات الثلاثة، فقد أصبح بالفعل جزءًا من حركة تمهيد الأرضية لظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).

كلام السيد محمد محمد باقر الصدر (قدس سره):
السيد محمد محمد باقر الصدر كان له العديد من الآراء الرصينة حول الانتظار المهدوي، وأوضح في كتابه "فلسفتنا" وفي رسائله الفكرية دور الفرد والمجتمع في التهيئة لظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه). قال (قدس سره):
"إن الانتظار المهدوي هو أكبر حركة إيمانية يمكن أن تسهم في إحداث تغيير جذري في تاريخ البشرية. لا يمكن للمنتظر أن يظل مكتوف اليدين بل يجب أن يعمل جاهدًا
للإصلاح في نفسه وفي مجتمعه."
و قال أيضا "المنتظر الحق هو الذي يعدّ نفسه ليكون جزءاً من المشروع الإلهي. الانتظار لا يعني الجمود، بل يعني العمل المتواصل نحو إقامة القسط والعدل."
يظهر من هذا أن الانتظار يتطلب من المؤمن أن يكون عاملًا في إصلاح نفسه ومجتمعه، بحيث يكون مستعدًا للمشاركة في تحقيق أهداف الإمام المنتظر (عج).
السيد الصدر (قدس سره) أكد على أن الانتظار لا يعني مجرد ترقب من بعيد، بل هو مشروع حياة يقتضي العمل على إصلاح الذات وتغيير الواقع الاجتماعي. وأشار إلى ضرورة أن يكون المؤمنون على استعداد تام ليس فقط في المستوى الروحي بل في جميع جوانب الحياة العملية والعلمية والسياسية أيضًا، لتكون الأرضية مهيأة للظهور المبارك.

كلام السيد علي خامنئي (دام ظله):
السيد علي خامنئي، الذي يعد من أبرز العلماء المعاصرين الذين تناولوا موضوع الانتظار المهدوي، ركز في العديد من خطاباته على أهمية الانتظار الفاعل. وقد ذكر في إحدى خطاباته
الانتظار لا يعني الخمول أو الانقطاع عن العمل، بل هو حركة حية ومتجددة، تعمل على بناء الذات وتطوير المجتمع لتكون الأرضية مهيأة لظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
وأشار السيد خامنئي إلى أن المؤمنين الذين ينتظرون الإمام (عجّل الله فرجه) يجب أن يكونوا في حالة استعداد دائم، ليس فقط من خلال العبادة والدعاء، ولكن أيضًا من خلال العمل الجاد في جميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية. وأضاف أيضًا إن مهمة الانتظار هي بناء الإنسان الصالح والمجتمع المتقدم الذي يستطيع أن يكون جزءًا من التمهيد لظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
في كل من كلام السيد محمد باقر الصدر والسيد علي خامنئي، نجد أن الانتظار المهدوي ليس مجرد فكرة عاطفية أو أمل بعيد المنال، بل هو مشروع عمل شامل يتطلب الجهد في كافة جوانب الحياة، سواء على مستوى الفرد أو المجتمع، ليكونوا على استعداد لاستقبال الظهور المبارك.
الانتظار والنصر الإلهي.
تتجلى بعض أبعاد الانتظار المهدوي في كلمات الشهيد مرتضى مطهري (قدس سره) التي لا تقتصر على الشرح، بل تلهم الأفراد لتبني موقف عملي إيجابي في حياتهم. قال (قدس سره)
المنتظرون هم الجيل الذي سيحظى برؤية الحق وتحقيق العدل الإلهي، ولكن بشرط أن يظلوا على العهد بالصبر والعمل
مطهري يوضح أن الانتظار لا يقتصر على الانتظار السلبي، بل هو التزام بالصبر والعمل الجاد في خدمة الإسلام والمجتمع. إذا استمر المنتظرون في صبرهم، واستمروا في أداء واجباتهم بكل إصرار وعزيمة، فإنهم سيشهدون في النهاية الحق الذي سيعود إلى الأرض مع ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه). إن الصبر على البلاء والعمل في هذا المسار يعتبر جزءًا من التكليف الإلهي الذي يراه المنتظرون مسؤولية دينية وأخلاقي.
دور المنتظر في تمهيد الطريق للظهور المهدوي:
ينبغي أن يكون المنتظر مثالًا حيًا للإصلاح الاجتماعي، ومن خلاله يمكن تهيئة الأرضية لظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه). الشيخ محمد أمين زين الدين (قدس سره) يوضح هذا الدور في قوله: المنتظر هو فرد يبني نفسه ليكون لبنة في بناء المجتمع المهدوي، فيساهم في تمهيد الطريق لظهور الإمام.
المجتمع المهدوي يتطلب أفرادًا صالحين، يلتزمون بالقيم الأخلاقية، ويعملون على نشرها في محيطهم. فإذا كان كل فرد من هؤلاء المنتظرين قد أعد نفسه ليكون مؤهلًا للمشاركة في هذا المشروع العظيم، فإن المجتمع ككل سيكون قد هيأ الأرضية المناسبة لاستقبال الإمام(عج).
كلام الشيخ إسحاق الفياض:
الشيخ إسحاق الفياض، من كبار المراجع المعاصرين في العراق، يركز في تفسيره للانتظار على أنه دعوة للإصلاح الاجتماعي وليس فقط الترقب للظهور. يوضح الشيخ الفياض أن الانتظار لا يتحقق إلا من خلال العمل، فهو مرتبط بالسعي لتحقيق العدالة، وأن "الانتظار الحقيقي" هو الذي يتحقق من خلال اتباع الولاية الإلهيةوالعمل على نشر قيم الإمام المهدي (عليه السلام) في الحياة اليومية. وقد ذكر في إحدى فتاويه: الانتظار يعني العمل بجد في مسار الإصلاح الشخصي والاجتماعي، وكل فرد مسلم يجب أن يكون قدوة في تطبيق المبادئ الإسلامية، لأنه في انتظار من يحقق العدالة في الأرض، يجب أن يتحلى المؤمن بالصفات التي تخدم هذا الهدف.

كلام السيد منير الخباز:
السيد منير الخباز، في تفسيره لفكرة الانتظار المهدوي، يرى أن الانتظار ليس حالة من السكون أو الخمول، بل هو حالة حيوية تحفز المؤمنين على العمل الصالح والإصلاح المستمر. يرى السيد الخباز أن الانتظار هو "قبس" من النور الذي يدفع المؤمنين لتحقيق أهداف سامية تتماشى مع مبادئ الإمام المهدي (عليه السلام). في أحد دروسه قال: الانتظار هو نور مستمر يهدي المؤمنين إلى طرق الخير والصلاح، يرسخ فيهم العزم على تحقيق العدالة والمساواة حتى قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، ويجعلهم يعيشون وفقًا لمبادئ الحق التي يدعو إليها.

كلام السيد عبد الأعلى السبزواري:
السيد عبد الأعلى السبزواري يتحدث عن الانتظار كواجب ديني ومسؤولية تقع على عاتق الأمة الإسلامية جمعاء. يرى السيد السبزواري أن الانتظار المهدوي هو أمل الأمة في التغيير، وهو يعمل كعامل تحفيز للإصلاح الاجتماعي والسياسي. يوضح في تفسيره لهذا الانتظار قائلاً: "الانتظار ليس حالة من التواكل أو التكاسل، بل هو استعداد دائم والعمل المستمر على إصلاح المجتمع. فإذا كان الظهور هو تحقق العدالة في الأرض، فكل مؤمن ينتظر هذا الظهور يجب أن يكون جزءًا من هذا المشروع الإلهي عبر تحقيق العدالة في محيطه.

رؤيتي الشخصية للانتظار المهدوي:
من خلال معرفتي العميقة بمفهوم الانتظار المهدوي وتفسيراته في الإسلام، تبرز رؤية شخصية بالنسبة لي حول كيفية التعايش مع هذا المفهوم وتطبيقه في حياتنا اليومية. إن الانتظار، في جوهره، لا يعني مجرد الترقب السلبي للظهور، بل هو تجسيد عملي لإيماننا العميق بالعدالة الإلهية التي سيحققها الإمام المهدي (عجّل الله فرجه). ومن هذا المنطلق، أرى أن مسؤولية كل فرد منتظر لا تقتصر على تحصين نفسه، بل يجب أن يمتد اهتمامه إلى إصلاح مجتمعه ومحيطه.
لقد عملت في العديد من مشاريعي البحثية على تفعيل هذا الدور في واقعنا المعاصر، محاولًا ربطه بالجوانب النفسية والاجتماعية التي تؤثر في الشخصية الإنسانية. ففي سياق الإصلاح الشخصي، يجب على كل فرد أن يكون في حالة استعداد دائم، سواء في تحصيل العلم، تعزيز الأخلاق، أو الانخراط في مجتمعه بشكل إيجابي. وكل خطوة نخطوها نحو الإصلاح الشخصي هي خطوة نحو تحقيق حلم ظهور الإمام (عجّل الله فرجه).
من خلال مؤلفاتي ومحاضراتي، كنت دائمًا أحث على أهمية تعزيز فكرة الإصلاح الشخصي كجزء من عملية الانتظار، ولطالما تناولت في كتاباتي كيف يمكننا أن نعد أنفسنا ونهيئ بيئتنا لنكون جزءًا من هذا التغيير العظيم الذي ينتظره العالم. أن نكون جزءًا من هذه الحركة العالمية للإصلاح يعني أن نعيش حياة ناضجة مليئة بالوعي والعمل المخلص، بعيدًا عن الانغماس في السلبية أو الركود.

في النهاية، إن الأمل الذي يراودنا في الانتظار المهدوي لا يجب أن يتوقف على مجرد الأحلام أو الأماني البعيدة، بل يجب أن يكون دافعًا قويًا لنا لنعيش حياة مليئة بالإيمان والعمل
الجاد الذي يبعث الأمل في نفوس المؤمنين ويحثهم على السعي المستمر نحو الإصلاح الذاتي والاجتماعي ثم إن الانتظار الحقيقي ليس مجرد فكرة أو شعور، بل هو نور يقتبس منه المنتظر طاقته للعمل على بناء نفسه ومجتمعه، ليكون جزءًا من المشروع الإلهي الذي يقوده الإمام المهدي (عجّل الله فرجه). المنتظر الحق هو ذلك الذي يتحرك بعقيدته نحو العدالة، مُعدًا نفسه ليكون من جنود الإمام عند ظهوره.

أؤكد أن الانتظار يحمل ثلاثة معانٍ رئيسية:
1. الإصلاح الذاتي:أن يكون المؤمن مجاهدًا نفسه، ساعيًا لتزكيتها وتقوية ارتباطه بالله.
2. الإصلاح الاجتماعي:العمل لنشر القيم التي يدعو إليها الإسلام، كالتراحم والعدل، حتى يكون المجتمع مهيأً لظهور الإمام.
3. الأمل المشرق: أن يكون الانتظار حالة من التفاؤل النابع من الثقة بوعد الله، بعيدًا عن اليأس أو السلبية.
واختم بالقول الانتظار هو قبس يُضيء للمؤمن طريقه نحو الكمال، وهو دعوة مفتوحة لكل من أراد أن يكون من أنصار الإمام (عج) يوم الظهور.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 3 ايام
2025/11/16
احلفكم بالله ايها المحللون والاعلاميون اتركوا المنتخب العراقي وشأنه ولا تضعوا...
منذ 3 ايام
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 3 ايام
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )