القضية المنسية عربيا ودوليا قضية لا تقل أهمية عن القضية الفلسطينية قضية تندرج تحت إطار القانون الإلهي وقانون حقوق الإنسان الوهمي هذه القضية هي قضية منطقة الأحواز تقع منطقة الأحواز بين العراق في الجنوب الشرقي وإيران في جنوبها الغربي، ويعد أغلبية سكان الإقليم من العرب، وساهمت الطبيعة الجغرافية للأحواز التي يحيطها جبال زاكروس من الشمال والشرق وكذلك الخليج العربي من الجنوب في اختلاف لغة وثقافة سكانها، وساهم في ذلك أيضا مجاورتها لإيران مما جعل التعدد والتباين من سمات هذه البقعة من العالم التي تنوعت بيئتها الجغرافية بين السهول والجبال والصحراء، فرضت السيطرة الإيرانية على الإقليم منذ عام 1925 لوجود نحو 85 من البترول والغاز الإيراني حيث ينتج الإقليم نحو 70 من النفط الإيراني و 35 من المياه في هذا المكان وتعد أراضيه من أخصب الأراضي الزراعية في الشرق الأوسط و تجري هناك ثلاثة أنهار كبيرة. إن الجريمة الكبرى ضد الأحوازيين تتمثل بمحاولة طمس هويتهم وسياسة التفريس بحقهم منذ اليوم الأول لسيطرة إيران على الأحواز تم منع التدريس باللغة العربية، وفي السنوات الأولى قاموا بمنع الملابس العربية وسجن كل من يرتدى الزي التقليدي العربي، ويسبب ذلك هاجر عشرات الآلاف ولاتزال المضايقات مستمرة حتى الآن، والزي العربي ممنوع في الدوائر الحكومية والمدارس، ووجد ذلك مقاومة شديدة من الأحوازيين، واندلعت من أجل ذلك ثورة الحويزة أو ثورة العقال والزي العربي، وهناك محاولات مستميتة من أجل تغيير التركيبة السكانية، وقد تسربت وثيقة من مكتب الرئيس الأسبق توكد بضرورة تغير التركيب السكاني منذ عام 2005. رغم مظلومية هذا الشعب العريق الا أن الحراك الأحوازي لم يسفر عن طرح مشروع تكاملي يؤسس إلى تبني قضية الاحواز قانونيًا وشرعيًا وفق أبعاد المرحلة المهمة والحساسة التي تمر بها منطقتنا العربية والإقليمية. إن مساحة إقليم الأحواز تبلغ 185000 كم مربع ويبلغ عدد سكانها حوالي السبعة ملايين نسمة غالبيتهم من العرب رغم محاولة التفريس التي قامت بها الحكومات الإيرانية المتعاقبة. واليوم يسعى الأحوازيون الاستعادة عروبتهم رغم المظاهرات والاحتجاجات والمقاومة مازالت قضية منسية في العالم العربي وذلك يعود إلى التعتيم الإعلامي فالأحواز محكومة بحالة طوارئ ولا تسمح للسلطات الإيرانية بتواجد أي صحفي اجنبي إلا بإذن رسمي ومتابعة الاستخبارات الإيرانية وتكون في الغالب القنوات التابعة لهم والمؤيدة لسياستهم أن مشكلة عرب الأحواز معقدة جدا، خاصة بعد غياب من كانوا يدعمونها فلا العرب قادرون على الدعم ولا الأوروبيون يودون المغامرة خوف تهديد مصالحهم في إيران والمنطقة، ولا إيران تتراجع عن هذا التصرف الخطير. إن تدوين المسألة قد يكون المخرج الأبسط لتسليط الأضواء على معاناتهم، ووضع هذا المعاناة تحت مجهر المجتمع الدولي.