(وَأَوْحَى رَبُّكَ إلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (سورة النحل آية 68 ـ 69).
عند تدبر هاتين الآيتين الكريمتـين نجد أنهما بدأتا بوحي الله للنحلِ حيث لم يذكر سبحانه وتعالى وحيه لأي من الكائنات غير المكلفة غير حشرة نحل العسل وختم الله سبحانه وتعالى هذه الآية بقوله (إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) وهي دعوة إلى التفكر والتمعن والتأني في معانيهما لإِظــهارِ عظمة القــرآن وإعجازه.
ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى النحل في كتابه العزيز كما سمَّى الله سورة كاملة باسم سورة النحل فالله سبحانه وتعالى يريد أن يلفت انتباهنا إلى عظمة هذا المخلوق الصغير والذي تتجلى فيه قدرته سبحانه وتعالى. وإنها لدعوة من الحق تبارك وتعالى إلى أن نتفكر ونتأمل في عالم النحل الواسع الرحب. الذي يعمل بتلقائية وإلهام من المولى ـ عز وجل ـ، ذلك العالم المليء بالأسرار والآيات التي تنطق بالإيمان وتشهد بالوحدانية لله الواحد القهار.
وفي حياة النحل أسرار عجيـبة اكتشف الإنسان في العصر الحديث بعضاً منها، ومازال هناك الكثير من تلك الأسرار التي لم تكتشف بعد، ووحي الله للنحل وذكره في القرآن مع ذكر بعض التفاصيل عن طبيعته وسلوكه وإنتاجه ينطوي على إشارة إعجازية تدل على أن عالم النحل واسع زاخر بالحقائق العلمية التي يمكن استكشاف حلقاتها على مر الأيام لتكون دليل إعجاز علمي للقرآن الكريم.
ولقد أشار علماء المسلمين إلى مجموعة من الحقائق منها:
- وصف الله عز وجل النحل بأن الله أوحى لها (وَأَوْحَى رَبُّكَ إلَى النَّحْلِ) وفي هذا تشريف لها وثناء عليها حيث اختصها الله بالوحي. أن هذه الحشرة انطوت على أسرار كثيرة لفت الله نظر الناس إليها وحين تتبع الإنسان سلوكها وحياتها رأى قدرة الخالق وعظمته رغم أنها مخلوق صغير ضعيف، ولذلك قال عز وجل (إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
- إشارة الآية الكريمة إلى أن عسل النحل لا يقتصر فائدته على الغذاء، بل جعل فيه أيضاً الشفاء وهذا ما تحقق صدقه وتأكد مع الأيام. ولقد أكد العلماء في عصرنا دقة التعبير القرآني وعرفوا ما فيه من أعجاز حين دققوا في قوله تعالى (وَأَوْحَى رَبُّكَ إلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتًا) وذلك أن الشغالات والملكة التي تعمل هي الإناث، والذكور لا عمل لها لذلك كان حديث الله ووحيه إلى الإناث وذلك إعجاز كبير لأن العلم لم يكشف عن هذه الحقيقة إلا في عصرنا الحديث بل تخلو الخلية من الذكور بعد عملية تلقيح الملكة إذ تقوم الشغالة بالهجوم عليها وتأخذ في لسعها حتى تموت. أن الله يضع للنحلة أولويات في البحث عن بيوت، حيث يقول لها اتخذي في الجبال بيوتا وان لم تجدي فاتخذي من الشجر وان لم تجدي فلا بأس إن تتخذ مما يعرش (يبني) الإنسان من بيوت أو خلايا، فلقد كان وما زال الإنسان يبني خلايا لتربية النحل. وقد ثبت كحقيقة علمية إن النحل يفضل بناء خليته في الطبيعة في مكان عالي وصخري في الجبال، ومن ثم في الأفضلية الثانية بناء البيوت على الأشجار، ثم السكن فيما يصنع الإنسان. فمن وضع له هذا القانون سبحان الله أفلا يؤمنون.







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN