لاشك أن سوء الظن هو من الامور غير المرغوب بها في الإسلام وفي جميع المجتمعات، لأن عواقبها سيئة تؤدي بصاحبه الى التهلكة حتى يصل مرحلة يسيء الظن في نفسه وفي خالقه.
فسوء الظن مرض يهدد حياة المجتمع ويهدم كيان الأمة إذا ما عولج في بادئ الأمر،لانه يستشري وينتشر بين الناس كونه مرض أخلاقي ونفسي، حيث الإسلام يأمرنا بحسن الظن ويأدبنا في التعامل بين المؤمنين، فما ي من سوء الظن عدم الثقة بين الناس وعدم التكافل الإجتماعي وحتى بين الأخوة وبين الأزواج، وقد نهى الله تعالى عن ذلك في قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا[الحجرات : 12].
وعن الإمام علي عليه السلام : "لا تَظُنَنَّ بِكَلِمَة خَرَجَتْ مِنْ أَحَد سُوءً، وأَنتَ تَجِدُ لَهـا فِي الخَيرِ مُحتَمَلاً مَحمَلاً" (1)
وفي حديث الإمام الرضا (عليه السلام): أحسن الظن بالله، فإن الله عز وجل يقول: أنا عند ظن عبدي المؤمن بي، إن خيرا فخيرا، وإن شرا فشرا(2).
وإن سوء الظن هو مغاير لتعاليم أهل البيت (عليهم السلام)، لأنهم يأمرونا بحسن الظن، فمن أسباب سوء الظن هو الجهل فعندما نجهل حقيقة الشيء نسيء الظم به ، أو عدم معرفتنا في الحكم الشرعي لمسألة ما.
وينقسم سوء الظن:
1- سوء الظن بالله: سوء الظن بالله هي حالة اليأس من الرحمة الإلهية الواسعة، و التي تعد من الذنوب الكبيرة.
فقد روي عن النبي الاكرم (صلى الله عليه واله): "أكبر الكبائر سوء الظّنّ بالله " فعلى الإنسان المؤمن أن يخاف و يقلق من العذاب الإلهي و لكن في الوقت نفسه لا ينبغي له القنوط واليأس من الرحمة الإلهية.
2- سوء الظن بالناس: سوء الظن بالناس هو أن يتخيّل الإنسان و يظنّ بأفراد المجتمع سوءً من غير أن يصدر منهم عمل غير يبرر سؤء الظن بهم، ثم بعد ذلك يرتّب الأثر على و ساوسه و أوهامه. و هذا النوع من إساءة الظن يعد من الصفات الرذيلة.
3- سوء الظن بالنفس: سوء الظن بالنفس هو أن يعتبر الإنسان نفسه دائماً مقصراً في مقابل أداء حقوق الخالق و المخلوقين، و هذا النوع من سوء الظن على خلاف ـ القسمين الأولين ـ ليس فقط لا يعد ذنباً بل يعتبر من الصفات البارزة و من خصال المؤمنين الخلّص، لأنه يستوجب سعياً أكثر في سبيل إطاعة و عبادة الله سبحانه و يحفظ الإنسان من الغرور و الغفلة.
ما يجب أن نقوله أن الفاسق المتجاهر بالفسق لامجال له من حسن الظن لانها بعيد عن هداية الله وبعيد عن رحمته.

1- نهج البلاغة، الكلمات القصار، ح360..
2- ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٢ - ص 1788).