أشاد عددٌ من علماء الدين والمختصّين بمجال التراث وتحقيقه في جمهورية ايران بالدور الذي تضطلع به العتبة العبّاسية المقدّسة في مجال حفظ التراث الإسلاميّ الفكريّ وإحيائه، والعمل على إبرازه وإظهاره بالشكل اللائق من خلال البحث والتحقيق والطبع، واصفيه بأنّه متميّز واستطاع أن يحقّق نتائج طيّبة.
جاء ذلك خلال اللقاءات التي قام بها وفدُ قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة الذي ترأّسه رئيسُ القسم الشيخ عمار الهلالي، مع عددٍ من رجال الدين والمحقّقين في جمهورية إيران وتأتي هذه اللقاءات من أجل فتح آفاق للتعاون والعمل المشترك، والتعريف بنتاجات العتبة المقدّسة وما قدّمته في هذا المجال.
حيث بيّن سماحة السيد جواد الشهرستاني الوكيل المطلق للمرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظلّه الوارف): "أن الجهود التي تبذلها العتبة العبّاسية المقدّسة في التنقيب عن آثار علمائنا الكبار جهودٌ طيبة تستحقّ الثناء، وأنّ مؤسّسة آل البيت(عليهم السلام) للتراث التابعة لمكتب المرجع الدينيّ الأعلى وباقي المؤسّسات التابعة لها والبالغ عددها ثلاثين مؤسّسة في خدمة العتبة العبّاسية المقدّسة، وأبوابها مفتوحة من أجل العمل المشترك".
أمّا سماحة آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي(دام ظلّه) فقد بيّن من جانبه: "أنّ حركة التنوّر الثقافي والفكري في العراق عامّة وفي العتبتين المقدّستين خاصّة تشهد تطوّراً كبيراً بفضل جهودكم الخيرة، فهذه فرصةٌ قيّمة يجب استثمارها لإبراز التراث الإسلامي ونشره على نطاق واسع".
فيما أشاد سماحة السيد علوي البروجردي بإنجازات العتبة العبّاسية المقدّسة مُبدياً استعداده لتبادل النسخ الخطيّة والمصوّرات، خاصّةً وأنّ مكتبة السيد البروجردي تحوي على أكثر من (150.000) مائة وخمسين ألف مخطوطة في شتّى الموضوعات"، مؤكّداً على الاهتمام في تحقيق المخطوطات التي من شأنها حفظ ما غُيّب من تراثنا الإسلاميّ الثرّ.
وبعد الجولة العلميّة التي قام وفدُ قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في مؤسّسة المخطوط التي تهتمّ في حفظ المخطوطات وفهرستها والتعرّف على أبرز مشاريعها المستقبلية التي من شأنها تسهيل عمليّة البحث في كل فهارس المخطوطات في العالم، أكّد السيد مجتبى موجاني على التعاون التامّ بين مؤسّسة المخطوط والعتبة العبّاسية المقدّسة في شتى المجالات.
يُذكر أنّ هذه الزيارة تهدف الى فتح قنوات التعاون والعمل المشترك، والاطّلاع على ما تنتجه المؤسّسات التي زارها الوفد، وإيجاد آليّات العمل المشترك بين الطرفين فيما يعود بالفائدة لكلٍّ منهما من جهة، ومن جهةٍ أخرى للتعريف بعمل القسم وما يقدّمه من نشاطاتٍ فكريّة وثقافيّة في شتّى المجالات التي يختصّ بها.