بعد تقديمه للعزاء بمناسبة استشهاد النبي الخاتم صلى الله عليه وآله ، طالب خطيب جمعة كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) خلال خطبته الدينية الأولى التي القاها في الصحن الحسيني الشريف يوم الجمعة في 28/صفر الخير/1437هـ الموافق 11/كانون الأول/2015م بضرورة معرفة شخصية النبي الأكرم كما ينبغي لا كما يمليه علينا التاريخ الذي وثقها من خلال حملاته المزيفة والمشوهة ، خصوصا اذا قورن بين السيرة المكتوبة ( ليس الواقعية ) وبين الآيات الكريمة التي عرّفت واشارت لها وله صلى الله عليه وآله وسلم .
كما تطرق سماحته الى مغالطات التاريخ المدرسي سيما في وسمه صلى الله عليه وآله وسلم بالأمية عّادا هذه المغالطة دعوة صريحة لعدم تعلم القراءة والكتابة كنوع من الإستنان بسنته .
وفي مورد حديثه عن الأقلام الناعقة التي لا تفقه شيئا عن شخصية سيد الكائنات صلى الله عليه وآله وسلم ، طالب السيد الصافي بضرورة فهم احداث التأريخ الإسلامي خصوصا الايام الأولى للبعثة الشريفة وما كتبه المغرضون حول جهله بموضوع النبوة واعتماده على السيدة خديجة عليها السلام وورقة بن نوفل ليكونا الحكم الفيصل في تبيان اصل نبوته من عدمها .
هذا وقد جاء فيها ما يلي :
            عظم الله لكم الاجر بشهادة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم التي تصادف في هذا اليوم من شهر صفر الخير .
لا يخفى على حضراتكم ان النبي الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم الرسل وهو الذي ختم الله تعالى به جميع رسالاته وجعل ما جاء به مصدقاً لما قبله وبالنتيجة نشهد ان جميع الانبياء والرسل بعثهم الله تعالى وارسلهم غاية للأمم ، والقران الكريم يتعرض الى تلك المعاناة التي عانها الانبياء من اممهم ، وقد وقفوا وقفة المعارض والرافض والمستهزئ بدعاوى الانبياء وبالنتيجة انتصر الانبياء ، بمعنى ان دعوة الحق التي جاء بها الانبياء قد انتصرت رغم المعاناة .
طبعاً  اخواني ، التاريخ الذي يوثق حياة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم يتعرض كما تعرض الى حملات من التزييف والتشويه كثيرة جداً بحيث لو قارنا ما بين السيرة المكتوبة وما بين الآيات الكريمة التي نزلت ومعرّفة ومشيرة الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لوجدنا في ذلك اختلافاً كثيرا ً ما بين سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما بين ما ذكره القران الكريم ، ولا اقصد هنا السيرة الواقعية ، وانما اقصد السيرة المكتوبة التي لا تمت لحياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأي صلّة ، ولعلي اضرب مثل على ذلك ، في قضية البعثة نقرأ في التاريخ المدرسي الذي تربى عليه اجيالنا وابنائنا نقرأ في تاريخ البعثة ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد ان جاءه الامين جبرائيل عليه السلام لم يكن متأكداً ان هذا هو وحي السماء وانما جاء بحالة مضطربة جاء الى خديجة عليه السلام وخديجة ارادت ان تختبر ان هذا الذي جاء هو ملك او شيطان ، فتارة تقول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم اجلس على الجهة اليمنى وكشفت شعرها هل ترى ما ترى ؟ قال لا ، ثم تحول الى الجانب الايسر هل ترى ما ترى ؟ قال لا ، فخديجة بشرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان هذا الذي جاءك هو ملك وليس شيطان ، او تنقل الروايات ان الذي حكم بذلك هو بعض اقرباء خديجة عليه السلام شخص نصراني وذهبوا اليه ثم بعد ذلك اطمئن وبشر خديجة ان هذا هو نبي .
طبعاً نحن معاشر المسلمين عندما نقرأ هذه الروايات في الحقيقة ينتابنا نحو من القشعريرة ، ان خاتم الانبياء ومع ما يقول القران الكريم ((قد نرى تقلبك في الساجدين )) والنبي صلى الله عليه وآله وسلم : (( يقول انا دعوة ابي ابراهيم )) ، ثم بعد ذلك يأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشكك في نبوته ولا يدري ويأتي الى خديجة والى ورقة بن نوفل وهم يكونوا الحكم الفيصل في النبوة.
لاشك ان هذه المسألة نقف عندها طويلا ً وشرافة خديجة بانتمائها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم على عظمة خديجة ام المؤمنين عليها السلام وهي السيدة الاولى لاشك في ذلك لكن نحاول ان نقدمها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلا ، او الى شخص غير معروف من هو ورقة بن نوفل الذي يحاول ان يحدد مسيرة تاريخ كامل يحدد مصير خاتم الرسل ، واين ورقة كان بعد النبوة ، اسلم .. لماذا لم يكن من الصحابة الاجلاء ولماذا و لماذا ؟ .
تبقى هذه ملفات ساخنة في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السيرة المزعومة تبقى هذه ملفات ساخنة لابد ان تُرفض ، لأن النبي اعلى قدراً وشأنا ، والقران الكريم ايضاً ينبه الى مسألة في غاية الاهمية من شخصية النبي الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم .
ثم نأتي ايضاً الى تاريخنا المدرسي ونقف عند مسألة في غاية الاهمية وهي انه نحن بعد  اكثر من1400 سنة من نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهناك من لا زال يعتقد ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم امّي لا يعرف القراءة والكتابة هذا ما درج عليه كثير من الشخصيات بحيث يحاول ان يبرر وان يعتذر ويحاول و يحاول ، وتسأل الكثير من الناس يقولون ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يعرف القراءة والكتابة لماذا ؟ لأن هناك بعض اهل السيرة عندما ذكروا ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لا يعرف القراءة والكتابة ومشت هذه الصفة والقرآن يقول (النبي امّي) واذن الامّي لا يعرف القراءة والكتابة ولهذا الى الان هناك الكثير من يعتقد ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعرف القراءة والكتابة ، وهذه حقيقة مأساة وظلامة نرميها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
عندما نتكلم بهذا الكلام ونحاول ان نجعل هذه الشخصية العظيمة خاتم الرسل والانبياء لا يعرف القراءة والكتابة ، ويأتي البعض ويقول هي امّية ابجدية وليس امّية حضارية ، ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعرف كل شيء لكن في خصوص القراءة والكتابة لا يعرف ، وحقيقة هذه مسألة في غاية الغرابة ، نحن لا نملك معاشر المسلمين الا امرين القران الكريم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، اخذنا واخذنا واشار الينا ما اشار ، والغريب في ذلك كل المسلمين يذكرون ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في اواخر ايامه المباركة قال : "ائتوني بدواة اكتب لكم" .
اذن نحن مطالبون ان نعرف شيء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فالقرآن الكريم يقول ولكم في رسول الله اسوة حسنة ، ولا شك ان الإستنان بسنته امر جميل وامر ممتاز فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعرف القراءة والكتابة فما بالنا نحن معاشر المسلمين نخالف صفة من صفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحاول ان نتعلم القراءة والكتابة !!! اذن لابد نحن تأسياً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، يُفترض ان لا نتعلم القراءة والكتابة ما دام النبي لا يعرف وهو خاتم الانبياء ، اذن لابد نحن ان نقتدي به ولا نتعلم القراءة والكتابة !!
هل هذا أمر مقبول ؟؟!! أمر محبب !! والاسلام دين العلم والعقل والنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد ان تأسر من تأسر من المشركين اول شيء بدأ به هو تعليم هؤلاء المسلمين الذين لا يعرفون من قبل المشركين .
كيف النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو الى شيء هو لا يعرفه !!
ألا تكن هذه منقصة في شخصية سيد الكائنات صلى الله عليه وآله وسلم لأن نكرة من النكرات كتب في السيرة ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعرف القراءة والكتابة وجاءت معها الاقلام التي لا تفقه شيئاً وهم ينعقون مع كل ناعق واصبح نبينا صلى الله عليه وآله وسلم لا يعرف القراءة والكتابة ، هذا عجيب !!
وتجد ان البعض من المسلمين لا يحاول ان يدافع عن هذه القضية ويحاول ان يبرر مع انها مثلبة .
واقعاً هناك قضايا مخجلة ومخزية امام جميع المسلمين عندما نقف امام الله تعالى يوم القيامة ويأتينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويقول انا جئتكم بالقرآن الكريم وانا الذي بين لي الله تبارك وتعالى (( اقرأ باسم ربك الذي خلق )) ، وانا الذي وانا الذي ... في نهاية المطاف انتم تصفوني بأني لا اعرف القراءة والكتابة .
اخواني تاريخ النبي صلى الله عليه وآله وسلم واقعاً يحتاج الى دقّة عندنا آيات وعندنا سيرة مكتوبة ما طابق الآيات اهلا ً وسهلا ً ، ما خالف الآيات يطرح ويضرب عرض الجدار ، لابد ان تكون شخصية نبينا صلى الله عليه وآله وسلم هي محط اهتمامنا ونحن معاشر المسلمين مسؤوليتنا جسيمة امام إظهار شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بما ذكرها القران والروايات الصحيحة التي رواتها ينزّهون عن الكذب  .