يبقى ما تسعى الأمانةُ العامة للعتبة العباسية المقدسة لإبرازه من خلال المشروعات التي عزمت على تنفيذها شواخص تطغى على مرمى البصر، يشهدُ لها التاريخ، ويُشار إليها ببنان الفخر والاعتزاز، وتبقى الجهودُ التي يبذلها منتسبو قسم المشاريع الهندسية موضعَ إبهارٍ لأعين المتخصّصين في مجال الهندسة العمرانية، لأنّها نُفّذت بأيادٍ عراقية استثمرت كلّ الطاقات والجهود الذاتية المتاحة، مستمدِّةً العون وروح النجاح من شذا الأنفاس العطرة لصاحب المرقد المقدّس أبي الفضل العباس(عليه السلام)، ومن هذه المشاريع التي تشهد حركةَ عملٍ متواصلة ومستمرة مجمّع الإمام الهادي(عليه السلام) للضيافة، والخاص بضيوف العتبة العباسية المقدسة.
المهندس ضياء مجيد الصائغ رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدّسة بيّن لشبكة الكفيل: "أنّ مشروع مجمّع الإمام الهادي(عليه السلام) للضيافة يُعدّ من المشاريع التي لها حركة عملٍ متواصلة ونسب إنجاز متقدّمة، حيث قامت الشركة المنفِّذة وهي شركة طيبة كربلاء للمقاولات العامة وبإشرافٍ ميداني من قبل قسمنا بالمساهمة في هذا التقدّم الظاهر للعيان، حيث تمّ الانتهاء من الهيكل الكونكريتي الخاصّ بالمشروع والذي يجري بالتوازي مع أعمال مدنية أخرى من تأسيس المنظومات الخاصّة بالمشروع، وتبعاً لخطّة عملٍ تمّ الاتّفاق عليها".
وأضاف: "إنّ العمل بهذا المشروع كان تسلسلياً، أي عند الانتهاء من أحد الطوابق بمجرّد الانتقال الى الطابق الذي يليه تجري الأعمال المدنية والميكانيكية للمشروع وتشمل أعمال التقطيع وتغليف الجدران وإكساء الأرضية وأعمال التأسيسات للمنظومات (الكهربائية – التبريد – الإطفاء – الحريق – الإنذار – الحريق - وغيرها) وفي نفس الوقت أعمالها متواصلة أيضاً لكنّها تحتاج الى مزيد من الدقة في العمل لتتمّ بعدها المباشرة بأعمال الإنهاءات والواجهات الخارجية، وتجري هذه الأعمال كافة بعد الـتأكّد من مـطـابـقـة الأعمــــال المنجزة للتصاميم المصادق عليها مع مـطـابـقـة المواد الداخلة في الإنشاء للفحوصات المختبرية والسيطرة النوعية".
من الجدير بذكره أنّ بناية المشروع تتكوّن من طابقٍ تحت أرضيّ (سرداب) وثمانية طوابق، وخُصّص (السرداب) للمجاميع الصحية للرجال وأخرى خاصة بالنساء، وكذلك صحيات خاصة بالمعاقين، أمّا الطابق الأرضيّ فيمثّل صالة استقبال للرجال والنساء واتّخاذ جانبٍ منه كمخازن، ويحتوي الطابق الأوّل والثاني على قاعتين مخصّصتين لتقديم الطعام لضيوف العتبة المقدّسة إضافة إلى مطبخٍ مركزيّ. أمّا الطوابق الخمس الباقية فخُصّصت للمبيت والاستراحة بواقع (110) مائة وعشر غرف مقسّمة عليها بالتساوي.
يذكر أنّه نظراً لازدياد عدد الوفود والشخصيات التي تتشرّف بزيارة مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام) وعدم سعة بعض الأماكن الخاصّة بضيافتهم، قامت العتبة العباسية المقدسة بإنشاء وتهيئة أماكن أخرى خاصّة باستقبالهم تشمل مجمل الخدمات ووسائل الراحة لضيوفها الكرام، ويأتي ذلك ضمن مشاريعها الخدمية المتعدّدة.