أكد مدير المعهد العالي للتراث التابع للهيأة العليا لإحياء التراث في العتبة العباسية المقدسة السيد عبد الحكيم الصافي أنّ الهدف من تأسيس المعهد هو رفد مراكز إحياء التراث بالمحققين المتميزين. وجاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال افتتاح المعهد العالي للتراث في النجف الأشرف. وقال الصافي إنّ "الأمم والحضارات تسمو بعلمائها وتراثهم الفكري و العلمي، ومن النعم التي اختصنا الله بها وجود العلماء الذين حملوا على عاتقهم كتابة الحرف وحفظ الكلمة وإنارة العقل وشرح الأفكار وبسط العلوم وإحياء الأمة وبناء الإنسان وتعبيد الطريق له، إذ كانوا علامة مميزة إشراقة غراء في جبين الدهر ومن ذلك العطاء ما تركه لنا أولئك الأفذاذ من كتب مخطوطة تسخر بها المكتبات الإسلامية عامة والشيعية خاصة". وأضاف أنّ "العتبة العباسية أخذت عل عاتقها تحمل المسؤولية بما يتعلق في هذه المهمة الكبيرة، وتم ذلك من خلال تأسيسها مراكز علمية عدّة تختص في إحياء التراث وتحقيقه ونشره، وهذه المراكز منتشرة وكثيرة، كما أشار إلى ذلك المتولي الشرعي للعتبة المقدسة السيد أحمد الصافي، وتتوزع في البصرة وكربلاء والنجف، إضافة الى مركز الشيخ الطوسي ومركز إحياء التراث". وبيّن أنّ "وجود التراث المخطوط بهذا العدد الهائل يتطلب وجود محققين يأخذون على عاتقهم إخراج هذه الكتب إلى النور، وفعلًا جرى العمل على ذلك عبر المراكز بنفسها، عن طريق إقامة دورات التحقيق المحدودة بشهر أو أقل، وقد أثمر ذلك بشكل ما، لكنه لا يلبي الطموح، حيث بقيت أعداد المحققين غير متناسبة مع هذا الكم الهائل من المخطوطات التي تحتاج إلى تحقيق وإخراج". ونوه أنّ "هذا الأمر دفع الهيئة العليا لإحياء التراث للعمل على تأسيس المعهد العالي للتراث وجرى التخطيط لذلك منذ سنوات بعيدة لانجازه بسواعد خيرة". وبحسب مدير المعهد فإنّ: المعهد يستقبل طلبة العلم بشكل عام من الطلبة الحوزويين ممن أكملوا مرحلة السطوح الوسطى، والأكاديميين الذين نالوا درجة البكالوريوس في التخصّصات التي لها صلة بهذا المجال ومنها العلوم الإسلامية، واللغة العربية، وقسم التاريخ، والفلسفة وغيرها من الاختصاصات ذات العلاقة". أوضح أنّ "عدد الطلبة الذين تمّ قبولهم بعد إجراء المقابلة والاختبار بلغ (40) طالبًا بعد أن تقدم (70) للدراسة في المعهد، وقد وُزِّعوا على شعبتين، إضافةً إلى الاتفاق مع أساتذة المعهد على وضع منهاج كامل للمواد التي ستُقدم للطلبة". وأكد على أنّ "مدة الدراسة في المعهد هي عام كامل يُقسم الى نصفين، النصف الأول بواقع (6) أشهر وتدرس فيه ست مواد" مبيناً أنّ "دوام المعهد يكون بواقع ثلاثة أيام في الأسبوع على أن يتضمن اليوم الواحد أربع ساعات" مشيرًا إلى أنّ :المواد التي تُدرس في النصف الأول من العام هي فهرست المخطوطات وعلم المخطوطة، إضافة إلى تحقيق النصوص ومادة الحاسوب، فضلاً عن دراسة اللغة العربية التي سيتلقى الطالب فيها ما يتناسب مع المسائل الابتلائية للمحقق والمسائل التي يحتاجها المحقق من القضايا اللغوية".
كما سيتلقى طلبة المعهد دروسًا في مادة علم الدراية والرجال، وقد اتفقنا مع الأساتذة على أنّ تكون هناك رؤية عامة عن هذه المادة تتناسب مع المدة الزمنية التي هي في الكورس الأول (12) أسبوعًا، بينما ستختص دراسة الكورس الثاني على تقديم كلّ طالب دراسة بحثية أو مشروع بحثي في التحقيق بإشراف أحد أساتذة المعهد.