أكد عضو مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة الدكتور عباس الدده الموسوي أنّ ملتقى الكفيل لتكنولوجيا المعلومات جاء لتعزيز الثقة بقدرة العقل العراقي. جاء ذلك عبر إلقاءه كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة في فعاليات اختتام ملتقى الكفيل لتكنولوجيا المعلومات الذي استمر ثلاثة أيام على أرض جامعة العميد للمدة من (30/ 10/ إلى 1/ 11/ 2023)، بمشاركة عدد من أقسامها، لاستعراض تجاربها في المجال التقني من ناحية التطبيقات والبرامج، والمواقع والمنصات ومفاصلها التقنية كافة. وأدناه نص الكلمة: لم يكن بمقدور إنسان القرون السالفة، أن يتصور مجرد تصور ما نعيشه اليوم من ثورة معلوماتية وما كان بمقدوره أن يسرح في خياله ليقع عليها أو يلامسها، ولكن إنسان عصرنا ما زال والدهشة على ميعاد حين جاس في هذا العالم الرحب، وفوجئ أنه لم يدرك من تلك الثورة العالمية إلا قمة الجبل الجليدي الغائر في أعماق المحيط، ولعل القادم من الزمن سيخبئ لإنسانه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت فقد تغلغلت في مفاصل حياتنا، وصرنا نفكر بها، وغيرت علائق الإنسان بأخيه، بطرحها بدائل بل تدخل في خصوصيات الإنسان نفسه، ورفعت عنها الحجب التي كان يتدرع بها، وأصبح كل شيء متاحًا مباحًا، واصطبغت الأشياء بالإغواء والإغراء وسال لها لعاب، وغازلتها عيون وأجفان، وهفت لها قلوب وأبدان، ومست الإنسان في مقتل، وغيرت تركيبته الاجتماعية، وبدلت عاداته، وثارت على تقاليده، وانقلبت على أعرافه، واهتزت لها المبادئ والقيم، وعصفت بها ريح صرصر لا تبقي ولا تذر.
هذا عن وجوه التقنية المتعددة، التي ظهرت فيها لإنسان هذا العصر، ولكن يبقى أوسم تلك الوجوه وأجداها هو ما يعود بالنفع، وتتحقق به الفائدة، فهي مثل سواها يمكن أن ينتفع بها الإنسان، ويضرّ، وينفعُ بها ويضرّ. نعم فبمقدور تكنولوجيا المعلومات أن تصيّر عالمنا هذا أكثر سلمًا وأمانًا، وعدلًا، وأن تشخص أمراضًا وتنقذ أرواحًا، مثلما بمقدورها أن تحقق أهداف التنمية المستدامة وتدعمها للوصول إلى الرفاهية والرخاء والنماء والتطور، مثلما بمقدورها أن تفعل فعلًا مناوئًا مضادًا. ولأنّها بأوجه شتى، ولأنّ فيها منافع للناس، فقد سعت العتبة العباسية المقدسة منذ أمد ليس بالقريب إلى استثمارها، والإفادة منها في شتى مجالات عمل أقسامها، بل تجاوز ذلك إلى مجالات خارج أسوارها لتفيد منها المؤسسات الحكومية والأهلية، فخطت في هذا الدرب خطوات بعضها ريادي، وكلها مميزة استقطبت إليها طالبين لينتفعوا منها. وسنعدُّ منها، ولا نعددها، ومنها البوابة العراقية للمعرفة، ومنصة قنطرة الباحث، والملف الاستنادي للمؤلفين العراقيين، وحقيبة المؤمن، والمرجع الإلكتروني للمعلوماتية، ومنصة السراج التعليمية، والعميد لإدارة الموارد البشرية، ونظام الشفاء لإدارة المؤسسات الصحية. وتلك نماذج مما استوى على سوقه ليعجب الزراع من زرع قسم الشؤون الفكرية والثقافية، ومركز الكفيل بجامعة الكفيل، وقسم الشؤون الإدارية، والمجمَع العلمي للقرآن الكريم، وشعبة الاتصالات وتكنلوجيا المعلومات ومستشفى الكفيل، وجامعة العميد. ولأننا لسنا الوحيدين في الميدان، وثمة أخوة لنا في النهج واللهج، فقد حرصنا على إقامة ملتقى الكفيل لتكنولوجيا المعلومات؛ من أجل تعزيز الثقة بقدرة العقل العراقي أولا، وذلك شعار تبناه المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، وهدفنا أيضًا إلى دعم المشاريع الريادية التي تخدم المجتمع العراقي، والتعرف على التجارب المعاصرة، واستعراض المبادرات العراقية المتميزة، وأحدث ما توصل إليه علم التكنولوجيا المعاصرة، ومواكبة الساحة العراقية لأحداثها المتسارعة، وكيفية التغلب على العقبات والتحديات المستحدثة، وكذلك إلى نشر ثقافة التحول الرقمي وتطوير المهارات التقنية والرقمية. ويبقى الهدف العملي الأظهر هو صناعة بيئة تنافس وابتكار بين الجهات المشاركة، في محاولة لإحداث نقلة نوعية في مجال الاختصاص، من خلال توفير منصة واقعية وافتراضية لإبراز المواهب وعرض النتاجات العلمية الإبداعية، والابتكارية، والريادية، وتكوين فضاء مختص بالتبادل المعرفي والتقني وتلاقح المهارات والخبرات في مجال تكنولوجيا المعلومات. وقد ترجمنا هذا الهدف العملي من خلال افتتاح المعرض الخاص بالتطبيقات التقنية والمنصات العلمية والأنظمة البرمجية، في جامعة العميد بمشاركة عدد من أقسام العتبة المقدسة، لاستعراض تجاربها في المجال التقني من ناحية التطبيقات والبرامج والمنصّات ومفاصلها كافة، وتضمن المعرض نتاجات تكنولوجية وتقنية متنوعة، التي هي حصيلة جهدٍ تقنيّ عمل على استثمار المجال التكنولوجي وتوظيفه وبحسب تخصّص كل قسم من أقسام العتبة المقدسة، وذلك لاستعراض تجاربها في المجال التقني من ناحية التطبيقات والبرامج، والمواقع والمنصات ومفاصلها التقنية كافة، حيث قدّمت تعريفًا حول (18) منصةً علمية وتطبيقاتٍ تقنية من إنتاجها، ولتسليط الضوء على المنجز التكنولوجي والتقني، وتقديم مجموعة من الحلول والأنظمة البرمجية التي تخدم المجتمع، والمُطبقة على أرض الواقع. لعلنا نكون قد أسسنا إلى تقليد يُتّبع، للقائمين عليه أجره، وأجر من عمل به إلى يوم القيامة.