أكّد قسم التربية والتعليم العالي في العتبة العبّاسية المقدّسة، على استخدامه الوسائل والطرائق والتقنيات الحديثة في بناء أطفال رياض مجموعة العميد بناءً تربوياً سليماً. جاء ذلك في كلمة القسم التي القاها المعاون التعليمي ومدير مجموعة العميد التعليمية (للبنين) الدكتور حيدر حسين الاعرجي خلال حفل اختتام الخبرات التربوية لمنهج (نحو القمر) الخاص برياض مجموعة العميد التعليمية للعام الحالي. أدناه نصّ الكلمة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الحمد لله الأوّل قبل الإنشاء والإحياء، الذي من العدم قال كن فكانت الأشياء، ثم اصطفى سلالة من طين ونفخ فيها من روحه، لتكون إنسانًا نسله من ماء مهين، فتبارك الله أحسن الخالقين، وقلّبه في الأصلاب والأرحام من ظلمات إلى ظلمات، حتى إذا جاء أوانه أبصر نور الحياة مولوداً على الفطرة مستودعاً عند أبوين ليختارا له أحد النجدين، فإن كانا بتوفيقٍ كان شكورًا وإن كانا بسلبٍ صار كفوراً، فما أثقلَ الوديعة التي لا يعي ثقلَها إلّا مَن أتى الله بقلبٍ سليم. فحمدًا لله أننا اليومَ في نعمة الولاية ونستظلّ بظلّ صاحب الراية، من فكر سيدٍ صافي مستلهمين، لنرعى زرعًا أخرج شطأه واستوى على سوقه، نغيض به الكافرين من فيض صاحب الجود، انهمر كي يرنوا بأبنائنا نحو القمر، نعم نحو القمر عقدٌ من الأثر. أيها الحضور الأكارم، إن اجتماعنا اليوم ترجمةٌ لنهج العتبة العباسية المقدسة، في رعاية العملية التربوية والتعليمية، من خلال قسم التربية والتعليم العالي فيها، لنحتفي بتخرّج فلذات أكبادنا من رياض الأطفال في مجموعة العميد التعليمية، بعد أن أتمّوا برنامجهم التربوي التعليمي الموسوم بـ (نحو القمر) قمر بني هاشم(عليه السلام). إن هذا البرنامَج صاغته أنامل العاملين في هذا القسم منذ عقد من الزمن، محسّنين ومطوّرين له ليكون برنامجًا متكاملاً يحتوي على مجموعةٍ من الخبرات والأنشطة والمهارات، التي تهدف إلى بناء الطفل بناءً تربويًا سليمًا على وفق النظرية الإسلاميّة، مع مراعاة أحدث الطرق والأساليب والدراسات الحديثة، إذ يهدف إلى تحقيق نموٍّ شاملٍ متكامل من النواحي الحسية والمعرفية والحركية والذهنية واللغوية والاجتماعية والعاطفية والوطنية، مراعياً التدرج من المحسوس إلى المجرّد فينطلق البرنامَج من بيئة الطفل ومكوّناتها المادية والثقافية، ويواكب التقدّم والتطور العلمي والتقني من خلال استخدام الوسائل والطرائق والتقنيات الحديثة المناسبة لهذه الفئة العمرية، ليوفّر بيئةً غنيةً ومشوقةً ومثيرةً للأطفال وحاجاتهم النفسية لحبّ الاستطلاع، وتتناسب مع مستواهم العقلي ووعيهم الذهني. يُكسِب البرنامَج المتعلّمين جملةً من الخبرات كالخبرة الدينية والخبرة الأخلاقية والخبرة اللغوية (للغتين العربية والإنكليزية)، والخبرة العددية والخبرة العلمية والخبرة الفنية والخبرة البدنية والخبرة العاطفية والاجتماعية، وقد أضيفت هذا العام الخبرة الوطنية. كل هذا من أجل أن نشكل أفهام هؤلاء الأطفال ونصوغها بالشكل الصحيح، في وقتٍ تتهافت فيه المدخلات الصورية والحسية وتتسرب من حيث نشعر ولا نشعر، لتحاول أن تحرف فكر أطفالنا وتطمس معالم أخلاقنا وتشوّه مبادئنا ومعتقداتنا باسم التطوّر والحداثة. أيها الأفاضل أولياء الأمور ونحن منكم، إنّ تربية الطفل تتوقف على سلوك والديه أو من يقوم بمقامهما بالدرجة الأولى، وعلى سلوك المحيط الذي يلفّ به من بقية أفراد الأسرة، فاحرصوا أشد الحرص على أن تخلقوا القدوة الحسنة لهم وتتأسّوا بنموذج القدوة الحسنة، المتمثّل بالنبي محمد صلّى الله عليه وآله في تربيته لأمير المؤمنين عليه السلام. أيها الأكارم جاء على لسان المعصومين عليهم السلام ذمٌّ كبير في التعصّب للباطل وعادات الجاهلية، ومدحٌ للتعصّب لمكارم الخطال ومحامد الأخلاق ومحاسن الأمور، فتعصّبوا بتربية أبنائكم لخلال الحمد وحسن التدبّر، فهؤلاء أمل المستقبل إذ نمضي ويبقون، فإذا أحسنّا منبتهم بنوا الوطن وغسلوا بماء الصبح درن المحن، نسأل الله أن يحفظهم ويسدّدهم ويوفّقهم لما يحبّ ويرضى ويفرح قلوبكم وقلوبنا بهم في قابل الأيام، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.