يُقال إن أصدق المشاعر واسمى آيات الولاء هي تلك التي نتحمل من أجلها الصعاب، ونقدّمها هدية خالصة دون واعز قسري أو طمعاً للحصول على مقابل، ويتجلّى هذا في السر الألهي الذي يُلهم المؤمنين في إحيائهم المناسبات الدينية لأهل بيت النبوة "عليهم السلام"، حيث قَّدِمت المواكب والهيئات الحُسينية المعزية من محافظة العلم والعلماء والفقه والفقهاء مدينة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" النجف الأشرف، ومدينة الشهادة والفداء محافظة كربلاء المقدسة، إلى قِبلة بغداد وأرض الإمامة مدينة الكاظمية المقدسة ليجددوا البيعة والعهد لمنار العلم والحكمة باب الحوائج موسى بن جعفر "عليه السلام" في ذكرى شهادته التي أفجعت قلوب المؤمنين، يحدوهم الولاء بهذا المصاب الجلل، حيث تجسدت في كلماتهم التي صدحت بها حناجرهم صورة الوفاء لإمامهم المسموم متمسكين بفكره النير وخطه الرسالي.
وكان في استقبال المواكب المعزية خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، وأعضاء مجلس الإدارة الموقّر، وممثل المرجعية الدينية في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حُسين آل ياسين، وجمع من العتبة المقدسة، واختتمت شعائرهم بمجلس للعزاء الحُسيني في الصحن الكاظمي الشريف.
كما تقدّمت تلك المواكب المعزية بأسمى آيات العزاء مؤكدين على أواصر الأخّوة الإيمانية التي لا تحول دونها الأزمان وتجمعهم على حُب وموالاة الرسول الأكرم وآل بيته الأطهار "عليهم السلام".
من جانبهم أعرب أصحاب المواكب والمعزّون عن عظيم شكرهم وامتنانهم إلى خادم الإمامين الكاظمين الجوادين، الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الدكتور حيدر حسن الشمّري، لمواقفه المُشرّفة تجاه المناسبات الدينية لأهل بيت النبوة "عليهم السلام"، والتواصل مع المواكب الحسينية ولمّ شملهم تحت لواء الإمامين الكاظمين "عليهما السلام".