دأبت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة متمثلة بأمينها العام خادم الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" الدكتور حيدر حسن الشمّري على رعاية الفعاليات التربوية التي من شأنها ترسيخ الثقافة الدينية في نفوس أجيالنا الفتية، وبيان الفوائد التربوية والمعنوية المتوخاة من الالتزام بالوظائف والتكاليف الشرعية، وعلى هذا السبيل أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة/ قسم الشؤون الفكرية والثقافية/ مركز القرآن الكريم ـ وحدة الإرشاد والشؤون القرآنية النسوية حفل تكليف لـ (300) فتاة ممن أتمَمَن التسع سنوات قمرية من أعمارهن، تزامناً مع ذكرى ولادة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء "عليها السلام" بحضور نائب الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة المهندس سعد محمد حسن، وذوي الفتيات المكلفات.
استهل الحفل الذي أقيم في رواق السيدة آمنة بنت وهب "عليها السلام" في رحاب الصحن الشريف، بتلاوة معطرة لآيٍ من الذكر الحكيم لأحدى المكلفات الكفيفات، بعدها ألقى السيد عضو مجلس الإدارة المهندس جلال علي محمد كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة هنأ في مطلعها الحضور بهذه المناسبة الميمونة، وبيّن فيها قائلاً: (عندما نتحدث عن الصديقة الزهراء (عليها السلام) إنما نتحدث عن النموذج الأفضل للمرأة والنموذج الحي للنساء جميعا في مختلف الجوانب الزوجية والبيتية والحركية في المجتمع، لصناعة مجتمع يشمل كل عناوين الإنسانية النبيلة، ولنتعلم منها تحمّل المسؤولية تجاه الآخرين.. وكيف سيكون عطاؤنا للمجتمع وللأسرة.. فيوم ميلادها وبزوغ فجرها هو مفخرة لكل النساء.. خاصة اذا ارتفع عدد المنتميات لمدرستها والسائرات على دربها وبهذا سنعمل على إدخال السرور على قلب هذه السيدة المظلومة.. الصغيرة في عمرها.. الكبيرة في عطائها وحفلنا اليوم واحتفائنا ببناتنا في سن التكليف الشرعي إنما هو مصداق لإدخال السرور على قلبها "عليها السلام".
بناتنا العزيزات.. يصبح المسلم مسؤولاً عن الالتزام بالشريعة ومكلّفاً بها إذا بلغ سن التكليف وسن التكليف الشرعي للبنات يعني ان الله هيأ البنت نفسيا وجسدياً الى تحوّل مهم في محطات حياتها فهو انتقال من الطفولة الى عالم المسؤولية.. عالم النضوج والتفتّح على الحياة.. وهذا يعني انها مكلفة شرعاً، وعلى الوالدين وخاصة الأم مسؤولية شرعية لمساعدة البنت لكي تقوم بواجباتها في العبادات والمعاملات وسائر التزاماتها الشرعية وتجنيبها التقصير في ذلك عملا بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ).
وكانت هناك كلمة لوحدة الإرشاد والشؤون القرآنية النسوية في العتبة المقدسة ألقتها الخادمة إسراء حسين بينت خلالها سلسلة من الوصايا للفتيات المكلفات، أوضحت أن هناك حجاب ظاهري وهو الذي نحتفي به اليوم، وكذلك هناك حجاب آخر وهو حجاب القلب فيجب أن يكون حجاباً قوياً مفعماً بالإيمان، وعليه أن الالتزام بالحجاب الشرعي هو محض العز والفخر والكرامة في الدنيا والآخرة، فضلاً عن أداء الفرائض اليومية ونحن نرفل في رحاب مدرسة أهل البيت "عليهم السلام" وما احتوته من أسس رصينة لبناء المجتمع والأسرة المسلمة لترقى إلى مدارج الكمال ونيل رضا الله سبحانه وتعالى.
وشهد الحفل مشاركات شعرية بعنوان: "سلام أيها الزهراء"، وعرض تمثيلي بعنوان: "تتويج بنات الزهراء" تحدث عن الحجاب الشرعي وإيضاح السلوكيات الصائبة التي يجب أن تتبعها الفتاة المؤمنة، واختتم الحفل المبارك بدعاء الفرج لمولانا الحجة بن الحسن "عجل الله تعالى فرجه الشريف"، وتوزيع مجموعة من الهدايا على المشاركات ممن بلغن سنّ التكليف الشرعي.