في خطوة تعكس مدى الاهتمام الذي توليه الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة من خلال دعمها للنشاطات التربوية والانفتاح والتواصل مع المؤسّسات التعليمية، شارك وفد العتبة الكاظمية المقدسة الذي ترأسه أمينها العام خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري في الحفل الذي نظّمته مؤسسة الأزل التعليمية لمناسبة الذكرى الثالثة عشر على تأسيسها، تحت شعار: (الأزل .. طريق آمال وصناعة أجيال)، بحضور العديد من الشخصيات التربوية والأكاديمية، وطلبة المؤسسة وذويهم.
استهل الحفل بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين قارئ العتبة المقدسة الخادم علي ماهر، وقراءة سورة الفاتحة المباركة أهدي ثوابها إلى أرواح شهدائنا الأبرار، أعقبها قراءة النشيد الوطني، بعدها شهد الحفل كلمة للأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة بيّن فيها قائلاً: (لطالما قرأنا قوله تعالى: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا).. تلك الآية الكريمة التي تؤكد معنى رائعا.. فعندما نتمعن فيها نجدها دعاءً وطلباً من الله أن يزيد المرء علماً.. لا مالاً ولا ميراثاً ولا جاهاً.. إنّما علماً، لأن العِلم هو النور الذي تضاء به الظلمات الحالكة، وهو الراية العالية التي ترشد إلى ما فيه خير الإنسان في الدنيا والآخرة. فهو فريضة على كل مسلمٍ ومسلمةٍ كما قالها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن فوائد العلم: توسعة مدارك الفرد وقدرته على الفهم والإدراك والاستيعاب والتحليل والنظر في شؤون الحياة.. كما أن العلم يكسب الفرد الاحترام الذاتي والاحترام والتقدير والمهابة من قبل الآخرين ويرفع درجته.. والعلم ينير العقل ويهدي إلى الحق والصواب إذا استخدم في الخير وقُصِد به النفع للنفس وللناس.
وأضاف: ولا ننسى فضل المُعلم والمربي على المجتمع عموماً وعلى الطلبة بصورة خاصة وما يجب على طالب العلم تجاه أساتذتهم الكرام، فإن المعلم هو صانع الأجيال ورجال المستقبل وله الأيادي البيضاء على الإنسانية عامة وعلى المتعلم خاصة وقد أشاد الإمام السجاد "عليه السلام" بمكانته وأثبت لهُ الحقوق على المتعلم وجعله مسؤولا عن رعايتها والقيام بها.
كما ونبارك لكم جهودكم في هذه المؤسسة التعليمية المباركة ونتمنى لكم المزيد من النجاح والتألق في دورات التقوية حيث أخذت على عاتقها سد النقص الحاصل في المنظومة التعليمية في المدارس الحكومية وهذا مما يؤسف له إذ يعاني الطلبة من الإهمال التعليمي وقلة حرص بعض الهيئات التدريسية على تعليم الطلبة بالمستوى المطلوب الذي يضمن نجاحهم وتفوقهم كما كان معهودا في العقود الماضية.. ولم تغفل الامانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة عن هذا الأمر فعملت منذ سنوات على فتح دورات التقوية المجانية للصفوف المنتهية إسهاما منها في دعم العوائل والطلبة والتخفيف عن كاهلها في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، وبمشاركة نخبة من الاساتذة في التربية والتعليم ومنهم من يعمل في مؤسستكم المباركة).
كما تخلل الحفل الذي تصدى لعرافته وتقديم فقراته خادم العتبة الكاظمية المقدسة المنشد عبد العظيم الحسناوي مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين، واختتم بتكريم الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، وذلك تقديراً لأدوارها الإنسانية ومساهمتها في تعميق ثقافة التعاون مع المؤسسة التربوية والتعليمية، ومبادراتها المختلفة التي تقدّمها إلى طلبتنا الأعزاء على المستوى الثقافي، والتربوي، والخدمي حرصاً منها في الدعم والاهتمام والرعاية الخاصة لتلك الشريحة الاجتماعية باعتبارها الثروة الحقيقية للبلاد، فضلاً عن الوصول إلى غاية الطموح في تنمية خططها وبرامجها في مجال التربية والتعليم، فضلاً عن تكريم المشاركين الضيوف وأساتذة مؤسسة الأزل التعليمية.