المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


كلمة السيد الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د. حيدر الشمري بمناسبة مولد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وحفيده الإمام الصادق عليه السلام


  

1478       01:11 صباحاً       التاريخ: 5-11-2020              المصدر: aljawadain
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم محمّد بن عبد الله وعلى آله الطيّبين الطاهرين وصحبه المنتجبين أجمعين.
السلام عليك سيدي يا رسول الله.. السلام عليك سيدي يا جعفر بن محمد الصادق..
السادة الحضور الكرام كلّ محفوظ بعالي قدره وكريم مقامه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نرفع إلى مقام صاحب العصر والزمان الإمام الحجة بن الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه الشريف وإلى العالم الإسلامي كافة أطيب التبريكات بمناسبة ذكرى مولد الرسول الأكرم.. منقذ البشرية من الضلال محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الذي بعثه الله رحمة للعالمين وذكرى مولد حفيده الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الذي أسس أول جامعة مشتملة على علوم أهل البيت ومعارفهم لبناء أمة واعية.. فكان خير داعية للإصلاح لما اتصف به من صدق القول ومثابرة العمل.. واتخذ موقف المصلح المتسلح بالإيمان بالله تعالى ونشر تعاليم الإسلام الحقّ وبعث الوعي الإسلامي بالقوة الروحية التي هي أقوى العوامل في الالتزام الديني والسعي إلى الخير، لأن المجتمع الإسلامي حسب تعاليمه ونظمه لا يقوم إلا على الإيمان بالله بعقيدة راسخة.. ومنه تنبعث القوة الروحية بالشعور بالمسؤولية لأداء الواجب والتضامن بين أبناء المجتمع والتكافل الاجتماعي وبذلك يسعد المجتمع وينعم أفراده.
جاء عن النبي الأعظم محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أنه قال "ما أوذي نبي مثل ما أوذيت " وكذلك قوله " أشد الناس بلاءً الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل " فقد تعرض النبي الأقدس - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - في حياته وبعد مماته الى شتى أنواع الأذى بما لم يؤذى به نبي آخر من الأنبياء السابقين عليهم السلام فقد أوذي صلى الله عليه وآله وسلم بعد مماته بهجران القرآن وتعرض أهل بيته للتقتيل والتشريد وبذلك ضيعوا وصيته التي نصت على التمسك بالكتاب والعترة واستمر الأذى إلى يومنا هذا وقد وصل الحال إلى التعرض إلى شخصه الكريم بين الحين والآخر ظنا منهم أنهم سينالون منه وقد وعده الله تعالى في كتابه الكريم قائلا: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ).. وهذا وعدٌ من الله لرسوله أن لا يضره المستهزئون، وأن يكفيَه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة، فإنه ما تظاهَرَ أحدٌ بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه واله وسلم وبما جاء به، إلا أهلكه الله والتاريخ يشهد بذلك.. قال تعالى: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ).
السادة الحضور:
كانت وما زالت مدرسة النبي محمد  هي منار هدى لكل طالب للسمو الإنساني فمصدر منهاج تلك المدرسة هو الوحي والإلهام الإلهي، قدمت للبشرية أسمى وأفضل منهج للتكامل الإنساني وتهذيب النفس وإصلاحها، تدعو الإنسان إلى أن يتجه بروحه إلى الكمال وإلى المراتب الفاضلة والتحلي بالأخلاق الكريمة التي ترفع من مرتبته وتجعله إنسانا متكاملا.. حيث يمثّل رسول الله محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم الأنموذج الإنسانيّ المتكامل الذي اجتمعت في شخصيّته كلّ الصفات والخصائص والقيم الإنسانيّة والإلهيّة، فهو رجل العلم والفضل والعقل والكمال، ومثال الحكمة والوقار، عارف حكيم تقيّ شجاع حازم، وهو الرجل المعصوم من الخطأ المبرّء من الزلل، أكمل الخلق وأفضلهم وأعظمهم أخلاقاً، لا ترى في أعماله أيّ خلل أو ضعف، ولا في تصرّفاته وسلوكه أيّ تشتّت أو تناقض.
وقد اتسع قلبه لآلام الناس ومشكلاتهم، فجاهد في الله حقّ جهاده، ووقف بحزم وثبات وقوّة في وجه قوى الجهل والظلال من أجل العدالة والحريّة والمحبّة والرحمة، ومن أجل مستقبلٍ أفضل للإنسانية جمعاء.. ولأجل ذلك فقد جعله الله قدوة وأسوة للناس جميعاً، وفرض عليهم أن يقتدوا به وأن يتّبعوه في كلّ شيء؛ حتّى في جزئيّات أفعالهم فقال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا﴾. كان رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" عظيماً في أخلاقه الشخصيّة والاجتماعيّة، وصادقا وامينا وعظيماً في خُلُقه السياسيّ كرجل دولة، وهو جدير بأن يكون مثلا أعلى للساسة والقادة والملوك في كل زمان إذا ما أرادوا أن يثبتوا أركان دولتهم ويقوّوا أعمدة سلطانهم لأن الرسول الأعظم "صلى الله عليه وآله وسلم" قد ملك الناس بأخلاقه الكريمة لا بأمواله أو حسبه ونسبه والتي أصبحت هذه الأشياء هي المعيار لسياسيي هذا الزمان إذ أعطى رسول الله  مفتاحا خاصاً لاستيعاب الناس وكسب رضاهم قائلا: (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم).
وكان احترامه للآخرين هو مبدأ خُلُقيّ اتّبعه النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" مع زعماء الدول الذين لم يكونوا على دينه، ففي الرسائل التي بعث بها الرسول الأعظم  إلى زعماء العالم آنذاك، نجد أنّ النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" رغم تصلُّبه وتشدُّده في ذات الله، قد طبّق مبدأ الاحترام مع هؤلاء عندما خاطب كسرى بـ(عظيم فارس) وقيصر بـ(عظيم الروم)، وذلك من أجل أن يكشف لهم أنّ الإسلام هو الدين الذي جمع كلّ المبادئ السامية والقيم الأخلاقيّة.
كان في غاية الحلم، والعفو عند المقدرة، والصبر على المكاره، صفاتٌ أدبه الله بها، وكان أبعد الناس غضباً، وأسرعهم رضاً. كان من صفته غاية الجود والكرم، كان يعطي عطاءً من لا يخاف الفقر وكان أعدل الناس، وأعفّهم، وأصدقهم لهجة، وأعظمهم أمانة، كان أشد الناس تواضعاً، وأبعدهم عن الكبر‏.‏ الإخوة المؤمنون.. لا يجرؤ أحد منا أن يعلن مخالفته لأخلاق الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لأننا متيقنون أن ذلك مخالف للعقل والمنطق والعُرف.. ولو سُئِلنا عن ذلك لرفضناه رفضا قاطعا ما دمنا نحب رسول الله ونؤمن به ونواليه، ولكن هذا كلام يحتاج إلى تطبيق، فعندما نستذكر رسولنا وقدوتنا علينا أن نحيي سُنته ومنهجه ونحفظ أهل بيته وعترته بسلوكنا والالتزام بوصاياه عندئذ سنكون من الموالين الصادقين لمحمد وآل محمد حقاً.
فَرَشَ الوجُودُ عُيُونَهُ مُسْتَقْبِلا أَلَقَ النُّبُوَّةِ حامِداً ومُهلِّلا
ومَضَى رَبِيعُ النُّورِ يَنْشُرُ مِسْكَهُ ويَزُفُّ للدُّنيا النبيَّ المُرسلا
يتناقلُ المَلَكُوتُ بُشْرى المُصطفى والرُّوحُ جِبرائيلُ والمَلأُ العُلى
وَمَقَامُ إبراهيمَ يَشْكُرُ رَبَّهُ ومَنَاةُ والهُبَلُ الأَصَمُّ تزلزلا
وتنفَّسَ المستضعفون كأنَّهم سُجَنَاءُ حُرِّرَ قَيْدُهُمْ إذ أقْبلا
الحضور الكرام..
لا بد في هذا المقام ما دمنا نعيش أيام رسول الله وذكراه التي تفوح عطرا وبعد أن استعرضنا صفات صاحب الذكرى لا بد من الإشارة إلى مسألة التعايش السلمي ومما يؤسف له أن برزت مؤخرا أصوات تخلوا من العقل والحكمة وهي حتما لا تمثل مدرسة أهل البيت عليهم السلام وما أبلغ وصية أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب "عليه السلام" لمالك الأشتر عندما ولاه مصراً قائلاً له: (الناس صنفان .. أما اخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) .. فلم يلتفت أئمة الهدى إلى الجانب العرقي أو الديني .. كلهم سواء تحت عنوان الإنسانية، وهذا هو ديننا الحقيقي .. فإمامنا جعفر الصادق عليه السلام الذي نعيش ذكرى مولده في هذه الليلة كان يحث أنصاره واتباعه على حفظ الألفة والأخوّة تحقيقاً للوحدة حيث قال الامام الصادق عليه السلام لأحد أصحابه: "اقرأ مَن ترى أنّه يُطيعني منكم ويأخذ بقولي السلام، وأوصيكم بتقوى الله عزّ وجلّ والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وطول السجود، وحُسن الجوار، فبهذا جاء محمد صلى الله عليه وآله وسلم أدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برّاً أو فاجراً، فإنّ رسول الله كان يأمر بأداء الخيط والمخيط، صلوا عشائرهم، واشهدوا جنائزهم، وعُودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم، فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الأمانة وحسُنَ خُلقه مع الناس قيل: هذا جعفريّ، ويسُرني ذلك، ويدخل عليّ منه السرور، وقيل: هذا أدب جعفر، وإذا كان غير ذلك دخل عليَّ بلاؤه وعارُه وقيل: هذا أدب جعفر" وبالرغم من هذه الوصية إلا أن بعض الأصوات تظهر أحيانا باتجاه التفرقة وشق عصى المسلمين فإننا نعتقد اعتقادا جازما بفداحة خطئهم لأن مرجعياتنا الدينية تدعو دائما إلى الألفة والمودة بين طوائف المسلمين وإلى كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة.
دعاء الفرج: ( اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة من ساعات الليل والنهار وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين).
ختاما نسأله تعالى أن يجعلنا من (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ) كما أتقدم إليكم بالشكر الجزيل والثناء الجميل لحضوركم سائلين الله أن يوفق الجميع لخدمة الإسلام وخدمة العراق الحبيب..
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ابدا وصلاته وسلامه على رسوله وآله وصحبه المنتجبين دائماً
والسلام عليكم جميعاً أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته


Untitled Document
حسن الهاشمي
من أين لك هذا... خيال أم حقيقة؟!
د. فاضل حسن شريف
کتاب الإمام الصادق عليه السلام للشيخ المظفر والقرآن...
إسلام سعدون النصراوي
إمام المحدثين وجليس المساكين
د. فاضل حسن شريف
کتاب الإمام الصادق عليه السلام للشيخ المظفر والقرآن...
احمد الخرسان
ذكرى استشهاد الإمام العظيم جعفرِ بن محمد الصادق (عليه...
د. فاضل حسن شريف
اشارات قرآنية من كتاب فقه الإمام الصادق للشيخ مغنية (ح...
نجم الحجامي
صحابة باعوا دينهم – 10 عمرو بن حريث المخزومي
حسن السعدي
الصوت: دراسة فيزيائية
علي الحسناوي
هل تجوز إحالة الموظف الى التقاعد بناء على طلبه إذا...
منتظر جعفر الموسوي
التضخم الاقتصادي عبر التاريخ والدروس المستفادة
د. فاضل حسن شريف
اشارات قرآنية من كتاب فقه الإمام الصادق للشيخ مغنية (ح...
أنور غني الموسوي
سبب رفع كلمة (الصابئين) في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ...
د. فاضل حسن شريف
اشارات قرآنية من كتاب فقه الإمام الصادق للشيخ مغنية (ح...
منتظر جعفر الموسوي
الموازنة العامة : ادوارها وانواعها ومراحلها