إحياءً واحتفاءً بآثار أحد أساطين العلم والمعرفة العلَّامة محمد مُحسن المنزوي المعروف بالشيخ آقا بزرك الطَّهراني "قدس سره" المتوفى في الثالث عشر من ذي الحجة 1389 هـ/ 20 شباط 1970 وتخليداً لمسيرته المباركة ومدرسته العريقة، عَقَدَ المجلس الثقافي في مكتبة الجوادين العامة في العتبة الكاظمية المقدسة وبالتعاون مع قسم الدراسات التاريخية في بيت الحكمة ندوةً بعنوان: (العلامة الشيخ آقا بزرك الطهراني "قدس سره" قراءة في سيرته ومؤلفاته)، وذلك لمناسبة مرور نصف قرن على رحيله بحضور نائب الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة المهندس سعد محمد حسن ونخبة طيبة من الشخصيات الدينية والعلمية والأدبية والبحثية والأكاديمية وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي.
استهلت الندوة بتلاوة من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين السيد عبد الكريم قاسم بعدها افتتحت الجلسة التي كان يرأسها فضيلة الشيخ عماد الكاظمي والدكتور حيدر قاسم التميمي مقرراً، بورقة بحثية للدكتور رفعت عبد الرزاق بعنوان: (شيء عن العلّامة الشيخ الطهراني) تناول خلالها قراءات في التراث الفكري للشيخ الطهراني وجهوده وآثاره العلمية والتي بلغ عددها (76) مؤلفاً ومن أهمها كتابه (الذريعة إلى تصانيف الشيعة)، الذي يعدّ من الموسوعات التاريخية الكبيرة التي نالت أعجاب العلماء والمفكرين والباحثين والدراسين، كما تطرق إلى الإجازات العلمية بين السيد هبة الدين الشهرستاني والشيخ الطهراني.
بعدها قدّم المحقق الشيخ أحمد الحلّي بحثاً استعرض فيه السيرة الذاتية للشيخ الطهراني ونسبه الشريف، ودراسته، وهجرته للعراق وتنقله بين مدن النجف الأشرف والكاظمية وسامراء المقدستين، وأساتذته، وعلاقته بالشيخ مُحسن الأمين العاملي "قدس سره" فضلاً عن أخلاقه وكرمه ومثابرته وما تركته هذه الشخصية الفذّة من آثار فكرية ومنهجية أغنت الساحة الإسلامية والحوزة العلمية بمشروعها الإصلاحي.
وتخللت الندوة مشاركة للشاعر عدنان لطيف الحلي بقصيدة شعرية لمناسبة ذكرى شهادة السيدة الزهراء "عليها السلام" ومنها هذه الأبيات:
فَرِضا الإله مِنْ رِضَانا مَاثِلٌ *** أنا بِضعةُ المُختارِ ذِقتُ عَذابَا
هذي جِراحَاتُ الرَّسُول بخَافِقِي *** بَل بيتُ أحزانيْ يَصيْرُ خَرَابا
هذا وقد شهدت فقرات الجلسة مداخلات من قبل الحضور والمشاركين عكست مدى توجههم وتفاعلهم مع الباحثين الكرام.