المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


السيد الصافي للطلبة الخرّيجين: المرجعية الدينية تسرّ برؤية هذه الكوكبة وهم يودّعون الدراسة ويدخلون ميدان العمل


  

204       12:38 صباحاً       التاريخ: 2024-04-20              المصدر: alkafeel.net
أكّد المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة السيد أحمد الصافي، أن المرجعية الدينية تسرّ برؤية هذه الكوكبة من أبنائها الخرّيجين وهم يودّعون الدراسة الأوّلية ويدخلون ميدان العمل. جاء ذلك في كلمته خلال فعّاليات حفل التخرّج المركزيّ لطلبة الجامعات العراقية دفعة (على هدي القمر) الرابعة، الذي يقيمه قسم العلاقات العامّة في العتبة المقدّسة ضمن مشروع فتية الكفيل الوطنيّ، تحت شعار (من أرض كربلاء يُثمر العطاء)، وبمشاركة أكثر من (4500) طالبٍ من (54) جامعةً عراقيّة حكوميةً وأهليّة. وقال السيد الصافي، "لا شكّ أن هناك -كما قلنا لأخواتكم سابقاً- من يرقبون هذا الاحتفال الكريم من صباح اليوم، لا شكّ أن هناك مجموعة خيّرة من أبناء البلد يفرحون لفرحكم ويتمنّون أن يكونوا حاضرين معكم، ولكن هناك فرحة خاصّة هي لعوائلكم الكريمة للآباء والأمهات ولإخوانكم ولأسركم الكريمة وأرحامهم، وأيضاً الأساتذة الكرام الأعزّاء الذين ما فتئوا يبذلون الجهد بعد الآخر، في سبيل أن يروا هذه الثمار اليانعة التي يقتطفونها في هذه اللحظات".
وجاء في نصّ الكلمة: السلام عليكم إخوتي الأكارم، وقبلها اللهمّ صلّ على محمد وعلى آله الطيّبين الطاهرين، باعثاً إليكم من شذى هذا المكان المبارك أجمل الدعاء والسلام، متمنياً لكم دوام التوفيق والتسديد والرشاد، مبتهلاً إلى الله تبارك وتعالى خصوصاً ونحن بجوار السادة العترة الطاهرة أن يوفّقكم لما يحبّ ويرضى، وأن يأخذ بأيديكم لبناء هذا البلد الكريم، وأن يرينا الله تعالى فيكم كلّ خير، وأن نراكم دائماً بأتمّ نعمةٍ وبركة. أقول أيضاً السلام عليكم جميعاً، السلام عليكم وعلى الفضلاء، والسلام على آبائكم وأسركم الكريمة وأخواتنا الحاضرات جميعاً ورحمة الله وبركاته... لا شكّ أن هناك -كما قلنا لأخواتكم في حفل تخرّجهنّ سابقاً- من يترقّب هذا الاحتفال الكريم، من صباح اليوم إلى هذه اللحظة، ولا شكّ أن هناك مجموعة خيّرة من أبناء البلد يفرحون لفرحكم ويتمنّون أن يكونوا حاضرين معكم، ولكن هناك فرحة خاصّة هي لعوائلكم الكريمة، للآباء والأمّهات ولإخوانكم ولأسركم الكريمة وأرحامهم، وأيضاً الأساتذة الكرام الأعزّاء الذين ما فتئوا يبذلون الجهد بعد الآخر، في سبيل أن يروا هذه الثمار اليانعة التي يقتطفونها في هذه اللحظات. ولا شكّ أن المرجعية الدينية تسرّ وهي ترى هذه الكوكبة من أبنائها الخرّيجين وهم يودّعون الدراسة الجامعية الأوّلية، ويدخلون ميدان العمل، وتدعو لهم بالتوفيق والتسديد في حياتهم العملية والأسرية. نسأل الله تعالى -كما قلت- أن يرينا فيكم دائماً الخير الكثير.. أحبّ أن أتعرّض إلى نقطتين مع أبنائي، النقطة الأولى: أنتم أمام قَسَم اليوم، وهذا القَسَم دائماً نحرص في حفلات التخرّج على أن يؤدّيه أبناؤنا الطلبة وبناتنا الطالبات، وهنا أحبّ أن أقف على نقطة في هذا القَسَم كما وردت على لسان جناب الدكتور عندما تلا القَسَم، وردّدها أبناؤنا بعده، هذه الكلمة كانت من جملة ما قال (وأن أكون من وسائل رحمة الله)، أنت أيها الطالب عندما أقسمت، قد قلت هذه العبارة، أن تكون أنت من وسائل رحمة الله. وحقيقة هذا القَسَم عظيمة على الإنسان، بأن يُوفّق كي يكون من وسائل رحمة الله. كيف يكون الإنسان من وسائل رحمة الله؟ إذا عرفنا أنّ رحمة الله تعالى واسعة، وهي رحمة ملؤها الخير للإنسان، وهذه الرحمة صفةٌ للنبيّ(صلّى الله عليه وآله) من جملة صفات كثيرة، كما شهد القرآن الكريم بالرحمة للنبيّ (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين). أنت عندما تدخل في هذا الحيز الواسع، والرحمة الواسعة، وتسعى أن تكون من وسائل رحمة الله تعالى، أذكر التطبيقات التي تواجهكم -أبنائي الخرّيجين- الآن في مستقبل حياتكم العملية. ستواجهون الحياة على ما فيها من صعوبات، لكن الذي يذلّل هذه الصعوبات هي هذه الهمّة والإرادة القوية التي تملكونها، وتكون هذه الروح الشابّة صاحبة المبادئ والقيم لا بدّ أن تكون هذه الروح من وسائل رحمة الله. فعندما تساعدون الآخرين وتبذلون ما في طاقتكم من جهد، ستكونون من وسائل رحمة الله، وعندما ترشدون أحداً يبحث عن الطريق وعن الحقيقة ستكونون من وسائل رحمة الله، عندما تمتنع أيديكم من أن تتناول المال الحرام، ستكونون من وسائل رحمة الله، عندما تعصمون آذانكم عن قول الزور وتكفّون وتغمضون أعينكم عن مناظر الفجور وعن أكل حقوق الآخرين، ستكونون من وسائل رحمة الله. أمّا إذا عملنا العكس، فهذه ليست من وسائل رحمة الله. عندما أمد يدي إلى حرام فهذه ليست من وسائل رحمة الله، بل قد هذه تكون من وسائل نقمة الله، وعندما أتعدى على الآخرين بلسان أو عين أو أذن، لا شك أنّ هذه ليست من وسائل الرحمة، بل هذه من وسائل النقمة، والخيار لكم. ببركة هذا المكان المبارك وحضوركم اليوم، نحن نثق بقدراتكم وبعقولكم بأنكم ستكونون أهلاً ومحلاً لهذا القسم الذي صدر من ألسنتكم الكريمة في صبيحة هذا اليوم، هذا الأمر الأول الذي أردت أنوه له سريعًا. الأمر الثاني أبنائي: عليكم أن تحددوا خريطة طريق واضحة لكم في حياتكم، وهذه خريطة الطريق تنبع من تصميمكم الجاد من أجل البناء، وهذه الخريطة تتوضح معالمها عندكم بشريطة أمرين: الأمر الأول: لابد أن تستشيروا الخبراء في مهمات الأمور، فالإنسان عنده في حياته بعض الأمور المهمة التي تواجهه، عدا العمل اليومي من المأكل والمشرب، هناك أمور في حياة كل منا مهمة وتعتبر أمورًا مفصلية، فأوصيكم أن لا تستعجلوا في أن تقرروا شيئًا قبل أن تشاوروا من هو أخبر منكم في ما تريدون فعله. المشورة تزيد في العقل، فالعاقل هو الذي يشاور ويبحث عن الحق. اجعلوا في حياتكم بعض الأفراد ممن تثقون بهم وشاوروهم، ستستفيدون كثيرًا من هذه المشاورة، فمن شاور الرجال شاركهم في عقولهم. الأمر الثاني: لا تستعجلوا أيضًا في كثير من الأمور، فالإنسان يحتاج التروي والتفكير والتأمل في اتخاذ مسارات حياته. أنتم جربتم في حياتكم الأكاديمية أنّ الطالب في بعض الحالات يثق بإجابته في الامتحانات، مثلًا المادة هذه يُعطى لها وقت للإجابة ثلاث ساعات، وهذا الطالب واثق من نفسه بالإجابة، لكنه وثوق غير مدروس، فيكمل الأسئلة على نحو سريع وقبل مرور الوقت الكامل أو نصف الوقت يخرج من القاعة، وبمجرد أن يخرج من قاعة الامتحان ويذاكر بعض أصحابه يعض إصبع الندم على استعجاله، فيتأسف على استعجاله ويقول ما كان يجب علي أن أكتب كذا وكذا. الاستعجال لا يعطي دائما حالة من الطمأنينة، وإنما يكمل الأمر بالتروي والتفكر، فرق بين التفكر والتردد، التفكير يتضمن حسابات العقل للمستقبل، في القضية التي هو بصددها. يجب ألّا تدفع بكم هذه الروح الشبابية إلى أمور ستندمون عليها، استثمروا تلك الروح الشبابية بالجد والإخلاص والاندفاع نحو التفكير. بدأتم حياة قضيتموها والحمد لله في الجانب العلمي، وإن شاء الله تعالى في مستقبل الأيام ستكون معكم لمن شاء أن يكمل دراسته أو يدخل إلى ميدان العمل. ولابد لمن يدخل، أن يقرر بوضوح ماذا يريد؟ كيف يتعامل مع الأحداث؟ هذه إخواني قضايا لها علاقة بالفطرة، أنا فقط أنبه لما أراه من خطورة سرعة اتخاذ القرار من بعض الشباب، وبالنتيجة سيندم. هذه الفطرة يجب أن لا تتلوث عندنا جميعًا، فالإنسان عليه أن يحافظ على عقله، الله تعالى أعطانا هذه النعمة، اليوم نمر بمعتركات كثيرة فكرية، ونفسية، واقتصادية، وأسرية كثيرة تنعم بها الساحة الثقافية، والإنسان أذنه أوعينه تمتلئ من المتناقضات، فإذا لم تكن عنده قيم ثابتة، ومبادئ واضحة، يميز بين تلك المتناقضات، سيقع في فريستها، وعنده بعض الصلحاء ممن يستشيرهم هم قبل أن يلج إلى أي ميدان ما، وان يتسم بطبيعته بنوع من التروي، بان يتأمل ولا يبت في القرار إلا بعد أن يهضم موضوعه جيدًا، وإلا ستكون النتائج غير طيبة وغير محمودة. نسمع وتسمعون كثيرًا من المشاكل كان يمكن ألا يقع بها إنسان ما، لو تأمل وتروى ولو حسب نتائج الأمور بشكل دقيق، والكلام معكم سيكون أسهل باعتباركم ناس أهل علم وأهل فهم، ولذلك الخطاب معكم، أعتقد أنّه سيوصل إلى نتائج طيبة. أرجو أن تحافظوا على أسركم، فالآباء بذلوا جهدًا كبيرًا لوصولكم لما أنتم عليه، علم الله أنهم في بعض الحالات قد يستدينون لكن لا يبلغونكم حتى لا يؤثروا على نفسيتكم، المهم عندهم فقط أن تدرسوا، المهم أن تنجحوا، المهم أن تكتحل عين الأب برؤيتك وأنت تطوي هذه المراحل الدراسية، وهكذا الأم الكريمة، الله الذي يعلم كم سهرت وكم دعت لك بظهر الغيب في أن تتوفق. لا تجرح مشاعر الأب ولا مشاعر الأم، فهذه لها بعض الآثار السلبية على حياتك، والذين فقدوا آبائهم أو أمهاتهم رحمهم الله، عليهم بالصبر فهذا حال الدنيا، وعليهم أن يعملوا لتقر أعين من فقدوهم. ونبينا (صلى الله عليه وآله) اليتيم الأول، ادعوا لأبيك ادعو لأمك، أنّ الله تعالى يرحمها، يقر عينها وهي في قبرها يقر عينها بك؛ لأنك ستكون إنسانًا فاعلًا على تعبيرنا العرفي (اجلب لأبويك الرحمة بسلوكك) من خلال ما تقدمه للناس. الناس ستترحم على أبيك وعلى أمك إن رأتك إنسانًا صالحًا، ثقتنا قطعًا أن تكونوا من الأخوة والأبناء الصالحين. واقعاً سرورنا هذا هو أن نراكم في طليعة المتميزين دائمًا في الأخلاق، وفي العلم وفي المبادئ، وفي القيم نراكم دائمًا من المتميزين، كل أبنائنا الذين حضروا والذين لم يحضروا. احفظوا حق أساتذتكم بعد أن تتركوا الجامعة، فإنّهم بذلوا جهدًا في أن يوصلوا المعلومة بطريقة تمكنكم من أن تهضمونها، تستطيعون أن تفهموها، وأيضًا في جميع الجامعات، هناك لكم ذكريات طيبة، فالإنسان يتعلق بالجامعة، وهذه حياة قضاها من عمره فيها، سيبقى ذكراها ما بقي من الأمور المهمة، وهذه الجامعات دائمًا إن عدتم لها كأساتذة، لابد أيضًا أن تبذلوا طاقات تلو طاقات في سبيل أن تنهضوا بها. قدّم النصيحة بعد حين - إن كنتم إن شاء الله من أهل النصيحة - للأجيال التي تأتي بعدكم، لا تبخلوا في معلومة قد تنفع الآخرين، تذكروا أيضًا على هذه المقاعد الدراسية قد كانت لكم علاقات مع إخوة سبقوكم إلى الجنة، شهداء مضمخين بدمائهم من أجل أن يبقى هذا البلد شامخًا، يبقى هذا البلد معافى، كي تبقوا أنتم على مراحل الدرس، ضحوا من أجلنا جميعًا حتى تبقى هذه المسيرة، وكي يبقى العراق كما هو صافيًا نظيفًا منمقًا بهذه التشكيلة المباركة لكل أطيافه. الإنسان عندما يعيش تطبيق المبادئ، يعيش مرتاح الضمير، أنا أتكلم مع إخوتي أبنائي واقعًا بكل تفاؤل، لأنّكم أهل ومحل كل احترام وتقدير ومن قبلكم الأفاضل. سائلين الله تعالى أن يوفقكم دائمًا وأن يحميكم وأن يحفظكم، ودعاؤنا إلى الأهل الأعزاء جميعًا، وبلغوا السلام والتحيات لهم جميعًا، وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين وصلِّ الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
کتاب الإمام الصادق عليه السلام للشيخ المظفر والقرآن...
إسلام سعدون النصراوي
إمام المحدثين وجليس المساكين
د. فاضل حسن شريف
کتاب الإمام الصادق عليه السلام للشيخ المظفر والقرآن...
احمد الخرسان
ذكرى استشهاد الإمام العظيم جعفرِ بن محمد الصادق (عليه...
د. فاضل حسن شريف
اشارات قرآنية من كتاب فقه الإمام الصادق للشيخ مغنية (ح...
نجم الحجامي
صحابة باعوا دينهم – 10 عمرو بن حريث المخزومي
حسن السعدي
الصوت: دراسة فيزيائية
علي الحسناوي
هل تجوز إحالة الموظف الى التقاعد بناء على طلبه إذا...
منتظر جعفر الموسوي
التضخم الاقتصادي عبر التاريخ والدروس المستفادة
د. فاضل حسن شريف
اشارات قرآنية من كتاب فقه الإمام الصادق للشيخ مغنية (ح...
أنور غني الموسوي
سبب رفع كلمة (الصابئين) في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ...
د. فاضل حسن شريف
اشارات قرآنية من كتاب فقه الإمام الصادق للشيخ مغنية (ح...
منتظر جعفر الموسوي
الموازنة العامة : ادوارها وانواعها ومراحلها
طه رسول
الأسبرين الدواء قديم بأسرار كيميائية